خلال برنامج «ندوة للرأي»..

أستاذ فقه بجامعة الأزهر: المداومة على الصلاة هي طريق الوصول إلى الله

هاني السيد تمام
هاني السيد تمام

   
أوضح  د.هاني السيد تمام، مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الصلاة من أعظم أركان الإسلام، فهي الركن الثاني بعد الشهادتين، وبها تتحقق الصلة بين العبد وربه، وبها تصلح جميع أعمال العبد.


واستشهد خلال كلمته ببرنامج «ندوة للرأي» الأسبوعي التي تنظمها وزارة الأوقاف، في مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، تحت عنوان: «الصلاة باب الصلة»، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِر»، مبينًا أن صلة العبد بربه في الصلاة تتحقق بالمداومة عليها، بأدائها بأركانها، وشروطها، مستدًلا بوصف الله للإنسان في سورة المعارج بقوله تعالى: «إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا* وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا *إِلَّا الْمُصَلِّينَ *الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ».


وأضاف أن الهلع جزع واضطراب يعتري الإنسان عند المخاوف وعند المطامع، ثم استثنى الله سبحانه وتعالى المصلين من هذه الأخلاق الذميمة؛ لأن الصلاة غذاء روحي تعين المصلي على التغلب على جوانب الضعف الإنساني، مشيرا إلى أن الصلاة نجني ثمرتها إذا نهت صاحبها عن الفحشاء والمنكر، لقوله تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ»، وهذا لا يتأتى إلا إذا أداها مستحضرًا عظمة الله تعالى، فالله أكبر من كل شيء، وهذا معنى تكبيرة الإحرام، فبها يحرم على المصلي كل شيء قبلها خلاف ذكر الله، إذ إنه قد دخل في حضرة الله تعالى، فلا يشغل ذهنه بأي شيء، كما أن الصلاة مطهرة له ولذنوبه ، كالنهر الذي يغتسل فيه الإنسان كل يوم خمس مرات، فلا يبقى من درنه ووسخه شيء.


وذكر د.تمام، أن المصلي لا يخرج من صلاته مسرعًا كأنه خرج من سجن, أو فرغ من غم، وإنما يختمها بخاتمة جميلة مباركة طيبة، فيقول: «السلام عليكم ورحمة الله» يلتفت بها عن يمينه وعن شماله، يسلم على المصلين من المسلمين، وعلى الملائكة الشاهدين، سلام لكل العالم الخارجي، ومن هنا كانت الصلاة نور وضياء، من نور الله سبحانه وتعالى، ثم يختم المصلي بالتحيات لله، مستحضرًا رحلة الإسراء والمعراج، وتحية الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه: «التحيات لله والصلوات والطيبات»، جامعًا بين أعمال القلب والجوارح والعبادات المالية، ثم حياه الله تعالى بقوله: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته»، فقالت الملائكة لله: «نشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له»، فرد النبي صلى الله عليه وسلم بلسان الجمع «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين»، لأن عبادة الفرد ضعيفة بخلاف عبادة الجمع؛ لذا قال تعالى: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ».

 

وفي ختام كلمته بين أن الصلاة هي صلة قوية بين العبد وربه، تمهد طريق الوصول إلى الله، وأن الله تعالى قد ربط كل حياتنا بالصلاة، فشرع صلاة الاستخارة، وصلاة الحاجة، وغيرها من الصلوات التي يتقرب بها العبد من ربه.