«معبد الأقصر».. بناه أمنحتب الثالث لتأكيد نسبه للإله آمون

معبد الأقصر
معبد الأقصر

يحتفل العالم، يوم 18 أبريل الجاري، بـ«اليوم العالمي للتراث»، ومن الدارج والمتعارف عليه أن مصر لديها أكثر من 7 أماكن تندرج تحت قائمة التراث العالمي، لشدة جمالها وعراقتها الأصيلة، وعلى رأس هذه الأماكن العريقة «معبد الأقصر»، الذي يعد من المعابد «المعقدة» التي تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر. 

 

تأسس «معبد الأقصر» في عام 1400 قبل الميلاد، شُيد معبد الأقصر لعبادة آمون رع وزوجته موت وابنهما خونسو؛ وهي الآرباب التي يطلق عليها أيضا لقب الثالوث الطيبي «ثالوث طيبة»، تم تشييد معبد الأقصر في عهد ملوك الأسرة الثامنة عشر، والأسرة التاسعة عشرة، وأهم الأبنية القائمة بالمعبد هي تلك التي شيدها الملكان أمنحوتب الثالث 1397-1360 ق.م. ورمسيس الثاني 1290-1223 ق.م.، الذي أضاف إلى المعبد الفناء المفتوح والصرح والمسلتين.

 

أقام الملك تحتمس الثالث مقاصير لزوار ثالوث طيبة المقدس، كما قام توت عنخ آمون باستكمال نقوش جدرانه، وقد دمرت المقصورة الثلاثية التي كانت قد شيدت من قبل في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث؛ ثم أعيد بناؤها في عهد الملك رمسيس الثاني، سمي المعبد أيضاً «إيبت رسيت» وتعني الحرم الجنوبي أو المكان الخاص بآمون رع وهو من أحسن المعابد المصرية حفظاً وأجملها بناء، وفيه يتجلى تخطيط المعبد المصري أوضح ما يكون.

 


 

«تاريخ بناء المعبد»..

من المحتمل أنه كان يوجد في نفس المنطقة التي أقام فيها أمنحتب الثالث المعبد بقايا معبد قديم أو مقصورة مقدسة ترجع إلى عصر الدولة الوسطى وأغلب الظن أنه كان في عصر الأسرة الثانية عشرة.


يرجع الفضل في بناء المعبد في صورته الحالية على الضفة الشرقية للنيل على محور واحد من الشمال إلى الجنوب إلى أمنحتب الثالث من ملوك الأسرة الثامنة عشرة.


قاما الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث  بنشيد مبنى صغير مكون من ثلاث مقاصير خصصت لثالوث طيبة ومن المحتمل أن الملك رمسيس الثاني قد أعاد بناء هذه المقاصير وسجل اسمه عليها.

 

أضاف الملك رمسيس الثاني من ملوك الأسرة التاسعة عشرة صرحا كبيرا وخلفه فناء فسيحا ذا أساطين بردية.

 


 

«أسباب تأسيس المعبد»..

أمر أمنحتب الثالث بإقامة هذا المعبد لثالوث طيبة أغلب الظن لأمرين: الأول كان لتأكيد نسبة للإله آمون نفسه ،إذ أن أحقيته للعرش لم تكن واضحة طبقا للتقاليد المصرية التي تنص بان الفرعون يجب أن يكون ابن فرعون وأميرة من سلالة نقية إما إذا كانت سلالته غير نقية فيكتسب أحقيته للعرش بالزواج من الابنة الكبرى للملك السابق.

 

ولم ينطبق أحد الشرطين على أمنحتب الثالث فأمة لم تكن مصرية وزوجته لم تكن من سلالة ملكية ولهذا أكد شرعيته للعرش بإثبات نسبه للإله آمون نفسه وتسجيل ولادته المقدسة على جدران الغرفة الشهيرة بالمعبد والمعروفة بغرفة الولادة.

 

والأمر الثاني هو إرضاء لكهنة آمون لكي يتقبلوه فرعونا شرعيا لمصر ولذلك خصص هذا المعبد للإله آمون ولصورة من صوره وهي التي يطلق عليها "أمون رع-كا-موت-اف"اى "أمون –رع ثور أمه" وهي الصورة التي تظهر آمون-رع كآله للخصب ولدورة الحياة.


«مدخل المعبد»..


مدخل معبد الأقصر هو البرج الأول بارتفاع 24 متر79 قدم، بناه رمسيس الثاني وزين البرج بمشاهد انتصارات رمسيس العسكرية لا سيما معركة قادش ؛ كما سجلت انتصارات الفراعنة في وقت لاحق، لا سيما انتصارات الأسرة 25 السلالة النوبية.


«تسمية المعبد»..


أطلق المصريون على هذا المعبد اسم «ابت رست» والتي قد تعنى الحريم الجنوبي حيث تسكن موت زوجة آمون المقصورة الجنوبية.