«الصوب الزراعية» مستقبل مصر الغذائي.. خبراء يكشفون ثمار المشروع المنتظرة

الصوب الزراعية صورة أرشيفية
الصوب الزراعية صورة أرشيفية

-«صيام»: إنتاجياتها توازي 5 أضعاف الأراضي المكشوفة.. وتوفر 40% من المياه

-«عبداللطيف»: إنتاجية مكثفة للمزروعات في غير موعدها.. والفواكه والخضروات أبرز منتاجاتها

 

تعتمد مصر على الزراعة بشكل كبير، باعتبارها في الأساس دولة زراعية منذ قرون، وخلال السنوات الأخيرة، أعيدت الأنظار مجددا إلى تطوير الزراعة، سواء بإدخال عدد من التقاوي الجديدة التي تزيد إنتاجية الفدان، أو الارتقاء بأحوال الفلاح والاعتماد على أسمدة تزيد إنتاجية الفدان، أو تكثيف الاعتماد على نوع جديد من الزراعة، وهو «زراعة الصوب الزراعية»، التي أكدت الدراسات أنها تعتبر مستقبل مصر الغذائي، وتعول الحكومة عليها كثيرا خلال الفترة الأخيرة لتكون قاطرة التنمية.

 

إنتاجية الصوب.. والزراعات المكشوفة

وكشفت دراسات وإحصائيات، أن القيراط الواحد من الصوب الزراعية يعادل إنتاج فدان كامل من الأراضي المكشوف، كما أن الصوبة الزراعية توفر ٤٠٪ من المياه وتتيح أحيانا إنتاج أربعة أو خمسة أضعاف نظيرتها من الزراعات المكشوفة، ما يجعلنا نسلط الضوء على هذه الزراعة، ونوعية المزروعات داخل الصوب، وطرق تكثيفها لزيادة معدلات الإنتاج.

 

أبرز نباتات الصوب

في هذا السياق، قال الدكتور جمال صيام، أستاذ اقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جامعة القاهرة، إن الصوب الزراعية هي عبارة عن بيوت للنباتات تستهدف حمايتها من الظروف الجوية غير المناسبة، لزيادة إنتاجيتها في غير موسمها، مؤكدا أن هذه الصوب تتمتع بظروف مناخية معينة تسمح النباتات بالنمو بشكل صحي وسريع، حيث يتم التحكم في جميع العوامل البيئية وتعديلها بما يتلاءم مع النمو النباتي للوصول إلى أكبر قدر ممكن من المحصول.

وأضاف «صيام» لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن أبرز الزراعات التي تزرع داخل الصوب في مصر على مساحات واسعة، هي الخضروات والفواكه، مثل الخيار والخس والكرنب والطماطم والفول والكوسة والفاصوليا والبقدونس، وكذلك من الفواكه، مثل الفراولة، لافتًا إلى أن هذه الصوب تستهدف حماية المزروعات وجميع الأصناف من الآفات الحشرية المنتشرة خارج الصوب، كما تعد من الوسائل الآمنة لإنتاج غذاء خالي من التلوث، متابعا: ويتم خلال الفترة الحالية التوسع الرأسي في إنتاج الخضر من خلال الاستفادة بالهجن الزراعية.

وأوضح أن الصوب مطلوبة لأنها توفر المياه، موضحًا أن المساحة المنزعة في مصر تعادل 9 ملايين فدان، مستطردًا: الحل الوحيد بدلا من التوسع الأفقي وزراعة الصحراء، هو زراعة الصوب الزراعية، فالصوبة التي على تكون على مساحة فدان، توازي 5 أو 6 فدانين من الأراضي المكشوفة، كما يوفر المياه بشكل رشيد، بواقع 60% من مياه الفدان المكشوف، وهذا يتوقف على نوعية المحاصيل التي تزرع في الصوبة، مثل الخضروات ، المنتجات العضوية مثل الطماطم العضوية، فقيمتها 15 مرة من العادية.

وأشاد أستاذ الاقتصاد الزراعي بمشروع الـ100 ألف صوبة، لافتًا إلى أنه مشروع مهم جدا، وستنافس منتجاته جميع الزراعات، متابعًا: لو اتجهنا للزراعات العضوية في الصوب سنحقق ثورة في الزراعة، ومن المهم أيضًا زراعة زهور القطف، فهي زراعة ناجحة جدا يمكن المنافسة بها، وهي زراعات جيدة وتصدر وتباع بأسعار عالية جدا.

وتابع: يجب أن تخصص منتجات الصوب للتصدير، فهي منجم لا ينضب من العملات الصعبة، ومستقبل مبشر لكن لابد من الإدارة بشكل حكيم حتى تكون مجدية اقتصادي، كما من المهم أن يواكب مشروع الصوب، مصانع للخضروات لتصديرها مُصنعة، لمضاعفة القيمة مرات ومرات، حتى تنعش الاقتصاد المصري ككل.

 

إنتاجية مكثفة

أما  الدكتور عادل عبد اللطيف، مدير معهد بحوث ووقاية النبات، فذكر إن القيراط الواحد من الصوب الزراعية يعادل إنتاج فدان كامل من الأراضي الزراعية، لافتًا إلى أنه المستحيل الاعتماد على إنتاجها فقط لأنه لن يكفي 100 مليون مواطن.

وذكر «عبداللطيف» في تصريحات صحفية، أن الصوب الزراعية تحمي النباتات من الطقس السيء، حيث تكيف الجو الداخلي داخلها على الإنتاج النباتي، وتساعد على إنتاج نباتات في غير ميعادها، وأن الكثير من المعامل المتخصصة في وزارة الزراعة، يعمل بها نخبة من المختصصين والخبراء في علوم النبات، لإنتاج تقاوي زراعية تقاوم التغيرات المناخية.

وتابع: توجد معامل أخرى لمتابعة التغيرات المناخية، تقدم نشرات مستمرة للفلاحين بالتغيرات المناخية، وتحدد المحاصيل الملائمة في كل وقت من أوقات السنة، ومن المهم تكثيف زراعة هذه الصوب لزيادة إنتاجيتها وتصديرها إلى الخارج.