خلال عقود طويلة من العلاقات الوطيدة لم يقم أى رئيس مصرى بزيارة كوت ديفوار، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى قرر أن يفتح صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات بين البلدين عبر الزيارة الأولى من نوعها، لهذا تكتسب أهمية استثنائية، كما تأتى فى إطار سعيه الحثيث كى تستعيد مصر عمقها الافريقى وريادتها على مستوى القارة.
فى هذا الحوار يستعرض دوا فيلكس القائم بأعمال سفير كوت ديفوار فى مصر أهم ملامح الزيارة ويكشف عن الاتفاقيات التى سيتم توقيعها بين البلدين.
> تكتسب زيارة السيسى لبلادكم أهمية خاصة، باعتبارها أول زيارة لرئيس مصرى لدولة كوت ديفوار منذ استقلالها؟
- بالفعل تعد هذه الزيارة تاريخية لأنها الأولى من نوعها, فعلى الرغم من العلاقة الجيدة بين البلدين فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وبداية العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1960 فإنه لم يقم بزيارة كوت ديفوار على الاطلاق .
> ما أهم الملفات الاقتصادية التى سيتم مناقشتها أثناء الزيارة لزيادة التبادل التجاري؟
- يأتى مجال الزراعة على رأس هذه الملفات، خاصة أن مصر لديها خبرة كبيرة وتجربة عظيمة فى هذا الشأن, كما أننا كأول دولة فى إنتاج الكاكاو والكاجو على مستوى العالم، لهذا نحتاج لمساعدة مصر فى تحويل هذه المواد الخام إلى مواد مُصنعة .
> وما هى الملفات الأخرى التى سيتم بحثها؟
- لتشهد الزيارة مناقشة سبل تعزيز الحرب ضد الارهاب, الذى تعانى منه معظم دول القارة, وقد تعرضت بلادنا التى تعد بوابة غرب أفريقيا لخطر الارهاب فى عام 2014، كما سيتم بحث ملف التكامل بين البلدين، والتكامل الافريقى بصفة عامة، خاصة أن معظم دول القارة تخطت مرحلة الحروب والخلافات بشكل كبير، ويجب التركيز خلال الفترة القادمة على التنمية،كما ستشمل المناقشات عضويتنا بمجلس الأمن, حيث أن كوت ديفوار عضو غير دائم به حاليا, وسيتم بحث سبل الاستفادة من خبرات مصر فى هذا المجال, بجانب التحدث حول قوات حفظ السلام وميزانياتها.
> ذكرت أن الزيارة ستشهد بحث التعاون فى مجال الارهاب.. ما هى أهم ملامح هذا التعاون؟
- نحن نخطط لإنشاء أكاديمية لمكافحة الإرهاب، ونريد الاستعانة بالخبرات المصرية فى هذا الصدد.
> ما أهم الاتفاقيات التى سيتم التوقيع عليها أثناء الزيارة؟
- سيتم توقيع عدة اتفاقيات, منها مذكرتا تفاهم فى مجالى السياحة والزراعة والتنمية المستدامة واتفاقيات تعاون فى مجالات الثقافة والأمن والصحة والتعاون العسكرى والفني، كما تشهد الزيارة توقيع اتفاقية فى المجال الثقافى بعد إهمال هذا الجانب لسنوات طويلة واعتباره آخر الأولويات رغم ما تملكه القارة السمراء من أرضية ثقافية مشتركة.
اتفق معك فى هذا, فمعظم الدول تضع هذا المجال فى آخر أولويات التعاون مع بعضها, رغم أنه يفترض أن نشجع الاهتمام بالثقافة لأنها مرايا للدول, ومن خلالها نستطيع معرفة طريقة تفكير مجتمع أى دولة، وبدونها لا يمكن التعامل بسهولة, ويجب أن نتعلم جميعا من الدول الكبرى التى وضعت الثقافة ضمن أولوياتها, ولذلك سنوقع اتفاقية تعاون مع مصر فى هذا المجال خلال زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما اننا نحرص دائما على التبادل الثقافى مع القاهرة من خلال بعض المهرجانات والفعاليات الثقافية التى نشارك فيها.
> ما الذى تنتظره بلادكم من مصر خلال رئاستها للاتحاد الأفريقى ؟
- نتمنى أن تقوم مصر بالعمل الدؤوب لإحياء الاتحاد الأفريقي، بجانب دخول منطقة التجارة الحرة حيز التنفيذ، وهو الأمر الذى سيعود بالنفع على القارة ويعد فرصة كبيرة لتنمية أفريقيا.
> تنطلق بطولة الأمم الأفريقية فى مصر بعد أسابيع, وتربط الشعبين المصرى والإيفوارى علاقات طيبة خاصة فى المجال الرياضي، فكيف ينظر الايفواريون للاعبين المصريين؟
- الإيفواريون يعرفون ويحبون لاعبين مصريين كثيرين مثل الخطيب وعصام الحضرى وحسام حسن ومحمد صلاح, الذى أحرص على متابعته وتشجيعه, كما أن الشعبين المصرى والإيفوارى يعشقان الرياضة, ويعد لاعبنا الأكثر شهرة هو «دروجبا»، فهو سفيرنا فى العالم ويحمل بطاقة شخصية إيفوارية، ورغم أن الرياضة والثقافة مهمان لتضامن الشعوب فإن الناس يعرفون كوت ديفوار عن طريق الكرة, ولا يركزون على مميزاتها الأخرى وما تشتهر به ومعدلات التنمية التى حققتها خلال الفترة الأخيرة. وبالنسبة للبطولة المرتقبة أثق بأن مصر قادرة على تنظيم البطولة بشكل متميز، وسوف يصاحب فريقنا مشجعون إيفواريون لدعم منتخبهم لأن الكرة كما تعلمين مهمة جدا بالنسبة لنا.
