سياسيون لبنانيون يستنكرون القرار الأمريكي بشأن الجولان

الرئيس اللبناني ميشال عون
الرئيس اللبناني ميشال عون

استنكرت دوائر رسمية وقيادات دينية وسياسيون لبنانيون، على نحو واسع، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان التي احتلتها إسرائيل من سوريا، مؤكدين أن القرار الأمريكي يمثل انتهاكا صريحا للقانون والقرارات الدولية، على نحو يتطلب موقفا عربيا جامعا وخطة موحدة للتصدي لهذا القرار.


ووصف الرئيس اللبناني ميشال عون، القرار الأمريكي بأنه يمثل "عملا تعسفيا يشكل مساسا بالشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول".


واعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية أن القرار يقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل في المنطقة، مشددة على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر.


وشدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، على أن القرار انتهاك ومخالفة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون وقرارات الشرعية الدولية، وسيكون له تداعيات خطيرة في الشرق الأوسط وعلى أمن واستقرار وسلام المنطقة.


وأدان شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، القرار الرئاسي الأمريكي، مؤكدا أن أهل الجولان بصمودهم التاريخي وتشبثهم بأرضهم وجذورهم العربية الإسلامية، أقوى من كل الخطوات المدانة والمرفوضة، وسيحافظون على هويتهم العربية مهما اشتدت عليهم ظروف الاحتلال ومؤامرات الأمم. ولفت إلى أن "إرادة الانتماء العربي لدى الموحدين الدروز في الجولان إلى جانب إخوانهم في الوطنية والعروبة، لن تلويها لا القرارات ولا الإملاءات ولا أعتى الاعتداءات، وسيبقى الجولان عربيا".


وأشار المؤتمر الشعبي اللبناني (تجمع سياسي قومي) إلى أن القرار الأمريكي يمثل عدوانا على الجولان وميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، ولن يلغي حقيقة أن هذه المرتفعات هي أرض سورية محتلة، وأن قوة حق أصحاب الأرض ستنتصر على الاحتلال الإسرائيلي.


وأكد حزب الاتحاد أن الجولان أرض عربية سورية، لا يمكن اقتلاعها أو شطب هويتها، وأن الاحتلال لن يستطيع أن يغير طبيعتها وكذلك أي محاولات لرسم نظام إقليمي جديد في المنطقة، مشيرين إلى أهمية التماسك ووحدة الصف لدى القوى السورية والعربية خاصة وأن توقيت هذا الإعلان جاء بعد موجات ما يسمى بالربيع العربي المرسوم في دوائر غربية.


واعتبر الاتحاد العمالي العام في لبنان أن القرار الأمريكي يماثل وعد بلفور في شأن الأراضي الفلسطينية، وعلى نحو يخالف المواثيق الدولية، مؤكدا أن الجولان أرض سورية محتلة إسرائيليا، ومستنكرا بشدة قرار الرئيس الأمريكي كونه يستهدف تغيير الهوية الحقيقية للجولان، وشدد على مساندته الحق باسترجاعها بكافة الطرق.


وذكرت حركة الناصريين المستقلين (المرابطون) والحزب العربي الاشتراكي أن القرار الأمريكي بشأن الجولان، يأتي في إطار المزايدات والحملات الانتخابية الأمريكية والإسرائيلية، مؤكدين أهمية التكاتف السوري في مواجهة هذا العدوان على أرضه وحقوقه المشروعة.


ووصفت (جبهة العمل الإسلامي) القرار بأنه مجرد حبر على ورق، وأن أي قوة في العالم لن تستطيع تغيير الحقيقة الدامغة في أن الجولان أرض سورية عربية، وأن تحريرها من براثن الاحتلال أمر حتمي مهما طال الزمن.


وأكد عضو مجلس النواب عن (تيار المستقبل) محمد الحجار أن الجولان والقدس ستبقى أرضا عربية مهما طال الزمن، ولن يغير في هويتها موقف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشددا على أن الموقف الأمريكي مدان ويتناقض مع القانون الدولي ويرفع مستوى التطرف في المنطقة، ويستلزم موقفا عربيا جامعا يضع خطة مواجهة تلاقي موقف المجتمع الدولي الرافض له.


ودعا النائب ميشال معوض رئيس (حركة الاستقلال) اللبنانيين بكافة أطيافهم إلى التوحد حول رفض القرار الأمريكي في شأن هضبة الجولان السورية المحتلة، والعمل بيد واحدة في كل المحافل الدولية منعا لتحقيق هذا الهدف الإسرائيلي، مشددا على أن القرار يشكل انتهاكا لكل القوانين الدولية، ويهدد أسس السلام في المنطقة والذي لا يمكن أن يُبنى إلا على مضمون مبادرة السلام العربية التي أقرت في القمة العربية ببيروت في العام 2002 والتي تقوم على مبدأ الأرض مقابل السلام.


ولفت إلى أن الاستمرار في مصادرة الأراضي العربية المحتلة يشكل إجهاضا لأي مسعى للسلام ويغذي العنف والتطرف على حساب خطاب الاعتدال. كما أن كل القرارات، أيا كان مصدرها لا تنفع في تغيير هوية الأرض. 


وقال عضو مجلس النواب قاسم هاشم عن كتلة التنمية والتحرير (الكتلة النيابية لحركة أمل) إن القرار الأمريكي اعتداء جديد على السيادة والحقوق العربية، مشددا على أن الجولان أرض عربية سورية تحت الاحتلال، وداعيا إلى خطوات واضحة لمواجهة العدوان على الحقوق والقضايا العربية.


وأكد وزير العدل الأسبق أشرف ريفي، أن الاعتراف الأمريكي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، مرفوض وينسف ما تبقى من أسس التسوية القائمة على مبدأ الأرض مقابل السلام، مشيرا إلى أن الجولان سيبقى أرضا سورية وستبقى القدس عاصمة فلسطين. مضيفا: "فقوة الحق ثابتة وموازين القوى متحركة، ولا أحد يملك حق التنازل عن الأرض العربية".


وشدد وزير الدفاع السابق يعقوب الصراف، على أن القرار الأمريكي مدان بشدة كونه يتعارض مع القوانين الدولية بشكل صارخ، ويمثل محاولة لتمكين إسرائيل من الاستيلاء على الجولان السوري. متسائلا: "كيف من الممكن أن تقتطع أراض من دولة لتعطى إلى أخرى لمجرد استقواء، وأي قانون يغطي هكذا ظلم وأين ستصبح عملية السلام".


ووصف رئيس اتحاد الأدباء والمغتربين طلعت العبد الله القرار الأمريكي بالباطل والمرفوض، مؤكدا أن الجولان أرض عربية سورية، داعيا المثقفين والأدباء حول العالم إلى التحرك بفاعلية لإبطال اعتراف الإدارة الأمريكية بسيادة إسرائيل على الجولان.