«الأخبار» تعيد قراءة كتاب مصطفى أمين في مئوية ثورة سعد زغلول :

ننشر «الكتاب الممنوع.. أسرار ثورة 1919»

الزعيم سعد زغلول ورفاقه من قيادات ثورة ١٩١٩
الزعيم سعد زغلول ورفاقه من قيادات ثورة ١٩١٩

ما أجمل التاريخ عندما تقرأه بالقلم الرشيق لعملاق الصحافة المصرية مصطفى أمين، وما أروع الدروس المستفادة من أولى ثوراتنا الوطنية التى قادها الزعيم سعد زغلول قبل 100 عام والتف حوله الشعب المصرى فى وجه الاحتلال البريطانى. 

 

وقد وجدت أن أفضل احتفال واحتفاء بمئوية ثورة 1919 التى نحييها هذا الشهر، أن نقرأ عنها من واقع مختلف رصده العظيم مصطفى أمين فى كتابه الذى يحمل اسم « الكتاب الممنوع.. أسرار ثورة 1919 » والذى منع من النشر لمدة 10 سنوات. 

 

وظهر إلى النور بعد خروجه من السجن وتولى الأديب المبدع الراحل جمال الغيطانى الإشراف على إصدار الكتاب فى جزءين ونشرا ضمن سلسلة مطبوعات كتاب اليوم عام 1991. وقد حاولت فى السطور القادمة أن أحكى حكاية شعب وأسرار ثورة وزعيم ربما لم نسمع عنها من قبل والأجمل أن نقرأ القصة ونتعلم الدروس بقلم مصطفى أمين.

 

يقول الراحل مصطفى أمين، في عام 1963 قمت ببحث عن ثورة 1919 وأسرار الجهاز السرى للثورة من مذكرات أعضاء الجهاز السرى أنفسهم ومذكرات زعيم الثورة سعد زغلول. وبدأت نشر التحقيق الواسع فى جريدة «الأخبار». 

 

وكنت استأذنت الرئيس جمال عبد الناصر فى النشر وأذن... ثم قال لى الرئيس جمال عبد الناصر إنه تلقى تقارير من الأجهزة المختلفة يقول بعضها إن الغرض من هذا التحقيق الكبير هو التقليل من قيمة ثورة 23 يوليو.. وأضاف الرئيس أنه لا يعتقد صحة ذلك وطلب منى أن أستمر فى النشر.. ثم اتصل بى الرئيس وقال لى إن بعض الأجهزة تؤكد أن الغرض من هذا التحقيق إثبات أن قدرة الشعب الأعزل أن يثور على الجيش المسلح.

 

لكن الرئيس طلب منى أن أستمر مع ذلك فى النشر... وفجأة قامت قيامة مراكز القوى وادعت أن الغرض من هذا التحقيق هو تحريض الشعب على الانقضاض على الثورة... وصدر الأمر بوقف النشر فى صحيفة «الأخبار» ! وتوقفت عن النشر.

 

واتفقت مع الدكتور «السيد أبو الندى» (المشرف العام على دار المعارف) على نشر هذا التحقيق فى كتاب... وتم ذلك الاتفاق فى شهر يوليو سنة 1963 وفجأة صدر أمر بعدم طبع الكتاب... واستمر المنع 11 عاما! دخل الكتاب فى السجن عام 1963. ودخلت أنا إلى السجن فى عام 1965. ثم جاء عصر العبور... وتم الإفراج عنى... وكان لابد من الإفراج عن الكتاب الممنوع! .

 

 

كلمات خالدة : أفضل أن أكون خادماً فى بلادى المستقلة على أن أكون سلطاناً فى بلادى المحتلة


«يحيا سعد» و«يابلح زغلول» جملتان هزمتا الاحتلال البريطانى


يحكى مصطفى أمين سبب اهتمامه بثورة 1919 وأحداثها وزعمائها فيقول: كان موضوع رسالتى فى الماجيستير فى جامعة (جورج تاون) بالولايات المتحدة هو «سعد زغلول وثورة 1919» وكانت الرسالة باللغة الإنجليزية وتبلغ مع ملحقاتها حوالى الألف صفحة... ومع ذلك أحسست دائما أن ثورة 1919 فى حاجة إلى أن تشرح فى عدة كتب ومجلدات! .

 

وكان الدافع إلى اهتمامى بثورة 1919 أننى ولدت فى بيت الأمة بيت سعد زغلول وكان هذا البيت هو مركز قيادة الثورة وأننى عشت مع قائد الثورة 13 سنة فى بيت واحد. فقد كان سعد زغلول خال أمى وكان قد تبناها بعد وفاة أبويها وكنت أنادى سعد زغلول: يا جدى وأنادى زوجته أم المصريين صفية زغلول: «يا ستى» وعشت أحداث الثورة يوما بيوم، حضرت مواكبها وجنازات شهدائها، عاصرت انتصاراتها وهزائمها، رأيت المعارك بين الإنجليز المسلحين بالمدافع وبين المصريين المسلحين بالطوب.


ثم أاطلعت على مذكرات سعد زغلول ومذكرات قادة الثورة. وأذكر أننى رأيت فى أوراق سعد زغلول الخاصة أوراقا فهمت منها أن الأستاذ عبد الرحمن الرافعى كان عضوا فى المجلس الأعلى للاغتيالات أثناء ثورة 1919 وذهلت!.


زعيم الثورة


صرخت القابلة وهى تحمل المولود بين يديها: ولد.. ولد !


ووقفت سيدات الأسرة حول فراش «مريم» يتطلعن إلى ولدها الأول! وزغردت الخادمات. وأقبل الأب إبراهيم زغلول على صوت الصياح ليرى مولوده الثامن. لقد رزق قبل ذلك بسبعة أولاد وبنات هم عبد الرحمن ومحمد وأحمد وشلبى وست الدار وفرحانة و»ستهم»!


ولكن ستة من هؤلاء كانوا من زوجته الأولى وكان المولود الجد هو ابنه الأول من زوجته مريم التى تزوجها منذ عامين وولدت له بنتا أسماها ستهم وكان يريد ولدا فأنجبت له سعد.


جلست سيدات الأسرة حول المولود.. قالت الأولى: سيكون قائدا، قالت الثانية: سيكون معلما، قالت الثالثة: سيكون وزيرا، قالت الرابعة: سيكون حاكما.. وقالت مريم بل سيكون كل هؤلاء فى وقت واحد.


كانت مريم رائعة الجمال توفى زوجها وكان عمر سعد 5 سنوات، لم تكن تقرأ وتكتب، ولكنها كانت امرأة حكيمة واستطاعت وهى امرأة أن تتزعم الأسرة أن تصبح أقوى شخصية ورثت عن أبيها الحكمة وقوة الشخصية والصبر والاحتمال وأصبحت أقوى شخصية فى القرية يحتكم إليها الناس فى حل مشاكلهم.

 

وكان للدور الذى لعبته هذه الفلاحة المصرية أثره فى تفكير سعد زغلول الفلاح المحافظ الذى أمضى شبابه فى دراسة الدين فى الأزهر وفى نفس الوقت هو من دفع المرأة للاشتراك فى ثورة 1919 وهو من دافع عن قاسم أمين الذى نبذه المجتمع نتيجة لكتابه «تحرير المرأة». وحدث مرة أن قال له الخديو عباس: كيف تطالب بتحرير المرأة؟ إنها ناقصة عقل ودين! وقال سعد زغلول: أمى هى من جعلتنى أؤمن بتحرير المرأة فهى كاملة العقل والدين.. وهى فى قريتنا أعقل من كل الرجال فيها! هذا الشعور نفسه هو الذى دفعه أن يسمح لزوجته أن تتزعم الحركة الوطنية عندما نفاه الإنجليز.


رشوة سعد زغلول


هل حاول الإنجليز القضاء على ثورة 1919 بتعيين زعيم الثورة ملكا على مصر؟ وهل عرض عرش مصر على سعد زغلول؟


فى أواخر شهر ديسمبر سنة 1931 زار مستر لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا السابق مدينة القاهرة. وفى 27 من ديسمبر عام 1931 أقام عبد الفتاح يحيى باشا وزير الخارجية مأدبة غذاء كبرى فى فندق هليوبوليس بالاس لتكريم الضيف الكبير. وحضر سير برسى لورين المندوب السامى البريطانى والوزراء وكبار رجال قصر الملك فؤاد.

 

وفى أثناء الغذاء تبسط لويد جورج فى الحديث والتفت للوزراء وقال لهم: إن عندى سرا كبيرا عن مصر لا تعرفونه! لقد كنت رئيس وزراء بريطانيا أثناء ثورة مصر، وذات يوم جاءنى لورد كيرزون وزير الخارجية ومعه مجموعة برقيات من اللورد اللنبى المندوب السامى البريطانى فى القاهرة وإذا باللورد اللنبى يقول: إن سعد زغلول يريد أن يقوم بانقلاب فى مصر كانقلاب عرابى باشا وبعد ذلك جاء تلغراف بأن ثورة دموية ستحدث إذا بقى سعد زغلول فى مصر.

 

وأن هذه الثورة ستنتهى فى خلال 24 ساعة إذا نفيناه من مصر. ووافقنا على نفيه إلى جزيرة سيلان. وقد كنت أظن أنها جزيرة تشبه جهنم إلى أن زرتها قبل أن أحضر إلى القاهرة ووجدت أنها جميلة جدا!!


وما كدنا نوافق على نفى سعد زغلول حتى جاءت البرقيات متتابعة: كل يوم يقتل الإنجليز فى القاهرة فى رائعة النهار ولا يعثر على القتلة! وخشيت أن يثور الرأى العام البريطانى بعد كذبة نبوءة لورد اللنبى بانتهاء الثورة بعد نفى سعد زغلول.

 

ورأيت أن أطفئ ثورة مصر بطريقة حاسمة - كما استطعت فى تلك الأيام نفسها أن أطفئ ثورة أيرلندا بعمل اتفاق مع زعماء الثورة! فوضعنا خطة بأن نرسل أحد ضباط المخابرات الذين يجيدون العربية إلى عدن بعد أن نعطيه تعليمات بأن يعرض على سعد زغلول أن يكون ملكا على مصر، على أن يقبل بقاء الحماية البريطانية، ويقبل فصل السودان عن مصر!


وأبرقنا إلى حاكم عدن بأن يبقى سعد زغلول معتقلا عنده ولا يرسله إلى سيلان إلى أن يصل ضابط المخابرات من لندن إلى عدن ومعه التعليمات اللازمة.

 

وذهب ضابط المخابرات إلى عدن واجتمع بسعد زغلول وعرض عليه أن يتولى عرش مصر، ورفض سعد زغلول وعندما علمت بذلك أمرت بأن ينقل سعد زغلول فورا إلى سيلان بل إلى جزيرة أسوأ منها فى المحيط الهندى هى جزيرة سيشل وقد اخترتها لأن أحد أصدقائى مات فيها!


وأجاب سعد زغلول بلا تردد: «إننى أفضل أن أكون خادما فى بلادى المستقلة، على أن أكون سلطانا فى بلادى المستعبدة المحتلة!»


الجهاز السرى للثورة


هنا يحسن أن نبحث الجهاز السرى لثورة 1919 وهو جهاز خطير. فقد كان عبد الرحمن فهمى بك هو رئيس الجهاز وكان ينقسم إلى عدة فروع كان فيه إدارة مخابرات الثورة وقد كان للثورة عملاء فى كل مكان كانت لها عيون فى قصر السلطان وعيون فى قيادة جيش الاحتلال.


وكانت هناك إدارة للاتصالات الخارجية لها عيون فى انجلترا وفى سويسرا وإيطاليا وباريس وإدارة لتحريك المظاهرات والاضطرابات وقطع السكك الحديد والمواصلات وإدارة للدعاية تشرف على توجيه الصحف وتزويدها بالأخبار ثم هناك إدارة للاغتيالات.


وكانت هناك شفرة خاصة بين القيادة فى المنزل رقم 150 شارع القصر العينى حيث يسكن عبد الرحمن فهمى وبين فروع الجهاز فى كل مكان. والثابت أن أعضاء الوفد كانوا لا يعرفون شيئا عن هذا الجهاز على الرغم من أنهم قادة الثورة.


الثورة تحكم مصر


ذهب سير شيهام المندوب السامى البريطانى إلى فراشه، وتمدد فى سريره هانئا قريرا سعيدا أنه قضى على ثورة مصر وانتهى منها أنه قبض فى ذلك اليوم 8 مارس سنة 1919 على سعد زغلول وزملائه الثلاثة وهم الآن فى طريقهم إلى مالطة.


ولكنه استيقظ فى صباح اليوم التالى ليجد مصر أخرى غير مصر التى تركها فى الليلة الماضية. وكتب لورد لويد فى مذكراته التى وجدت فى الأرشيف السرى لدار المندوب السامى: «فى صباح 9 مارس هجر الطلبة دروسهم تفرقوا فى الشوارع يحملون مشعل الاضطراب فى كل مكان..

 

وفى المساء بدأت أعمال التخريب وفى صباح يوم 10 مارس هاجمت جماهير غير منظمة الممتلكات والمبانى وفى يوم 11 مارس تحول الموقف إلى أسوأ أضرب المحامون. ترك الموظفون أعمالهم تكررت الاصطدامات بين الجيش البريطانى والبوليس. وفى يوم 12 مارس اضرمت الأقاليم بالثورة فى طنطا والزقازيق ودمنهور والمنصورة والصعيد.

 

وفى 17 مارس عزلت القاهرة عن بقية أنحاء مصر. دمرت الخطوط الحديدية، قطعت أسلاك التلغراف والتليفون ووصل الجنرال بولفين لتولى القيادة. الثورة تحكم مصر، الممتلكات مهددة، خسائر ضخمة فى الأرواح. وفى يوم 18 مارس نشبت ثورة فى أسيوط وقتلت الجماهير الثائرة 8 من الإنجليز. الصعيد يلهب بقوة أكثر عنفا، والبدو يتقدمون بأعداد كبيرة نحو المدن».


وأسرعت بريطانيا ترسل قوات من جميع أنحاء العالم إلى مصر من الهند، عدن وسنغافورة واستمر الجهاز السرى للثورة يعمل. وبدأ الإنجليز يحاولون ضرب الثورة بعدد من الأعيان والإقطاعيين محاولين إقناعهم أن يخرجوا على الثورة ويطالبوا بالاستقلال الذاتى بدلا من الاستقلال التام.


وفى أواخر سبتمبر 1919 أرسل سعد زغلول إلى عبد الرحمن فهمى توجيها سريا بعمل تنظيم للنقابات ونجح فهمى فى المهمة وكتب لسعد زغلول «عممنا إنشاء النقابات بطول البلاد وعرضها ولم يبق فى مصر حرفة أو صنعة إلا ولها نقابة. نقابات العمال مفيدة جدا للحركة الوطنية وهى سلاح قوى لا يستهان به فى الملمات، يجيب نداء الوطنية بأسرع ما يمكن».


واستمر الإرهاب البريطانى ضد الثورة، وحكمت المحكمة العسكرية بإعدام 51 مصريا اشتركوا فى ثورة ( دير مواس) من بينهم البكباشى محمد كامل مأمور أسيوط الذى قاد ثورة أسيوط.


تحيا مصر.. يحيا سعد


جاء فى مذكرات مرقص حنا باشا نقيب المحامين ووزير الأشغال والمالية تفاصيل محاكمتهم من قبل المحكمة العسكرية الإنجليزية لدورهم فى ثورة 1919 وكتابة منشور 1 مارس والذى وجد فى منزل سعد زغلول وقال: باسم الشعب المصرى.. إننا نحن الوكلاء عن هذا الشعب المكلفون بالمطالبة باستقلاله ولماذا لا نستطيع بأى حال من الأحوال بقضاء محكمة أجنبية.

 

ولو أن هذه المحكمة العسكرية الإنجليزية تأخذ بتصريح الحكومة الإنجليزية وهو أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة لكان حقا عليها من تلقاء نفسها عدم اختصاصها بمحاكمتنا. إن لكم أن تحكموا علينا ولكن ليس لكم أن تحاكمونا.. مهما تكن العقوبة التى يروق لكم أن تشرفونا بها فإننا سنقابلها بالسرور والفخار لأنها خطوة فى طريق المجد الذى تسير فيه مصر إلى مصيرها الخالد. ولو خرجنا من السجن فسنعود إلى جهادنا مرة أخرى ولو متنا فإن مصر لن تموت!


ثم قال رئيس المحكمة إن المحاكمة قد انتهت وستعرض على القائد العام البريطانى وتأكد الزعماء أن الحكم سيكون بالإعدام فدوت أصواتهم فى المحكمة: «نموت وتحيا مصر» «تحيا مصر.. يحيا الاستقلال.. يحيا سعد».


اجتمع مجلس الوزراء البريطانى وبحث طلب الموافقة على الإعدام ورأت أغلبية الوزراء أن الإعدام سيؤدى إلى اندلاع ثورة لا نهاية لها.
وفى ذلك الوقت أصدرت السلطة البريطانية أمرا بعدم ذكر اسم سعد زغلول لا فى جريدة ولا فى مجلة أو كتاب أو منشور. فجمعت صفية زغلول المتهمين السبعة وعددا من المشتغلات بالحركة الوطنية وقالت لهن إن الإنجليز منعوا ذكر اسم سعد لكى ينساه المصريون ويجب أن نتحدى هذا القرار وطلبت منهن أن يؤلفن خلايا مهمتها أن تكتب على كل ورقة بنكنوت بالعربية والإنجليزية «يحيا سعد» !


وفوجئ الإنجليز بأن كل ورقة بنكنوت مكتوب عليها «يحيا سعد» وقبض كبار الإنجليز فى الحكومة المصرية مرتباتهم مكتوبا عليها «يحيا سعد». وكان صغار التجار يرفضون قبول أى ورقة نقدية ليس مكتوبا عليها العبارة وكانوا يقولون للمشترى «هذا جنيه برانى» وهى الجملة الشهيرة التى نستخدمها حتى اليوم للدلالة على الزيف. وهاج اللورد اللنبى وفكر فى إلغاء أوراق البنكنوت ولكن الأمر كان سيستغرق 6 شهور.

 

وبدأت الحملة تنتقل لخطابات البوسطة بقيادة سعاة البريد الذين كتبوا يحيا سعد على كل الخطابات فى أنحاء الجمهورية. حتى فى خطابات الحكومة الرسمية. ثم انتشرت العبارة على كل جدران البيوت. وغنت المطربة منيرة المهدية أغنية: يا بلح زغلول.. يا حليوة يا بلح! وخرجت مصر كلها تغنى فى الشوارع: يا بلح زغلول واضطرت السلطة البريطانية أن تلغى قرارها بمنع ذكر اسم سعد زغلول فى الصحف.


مؤامرة قتل سعد


لاتزال السطور الستة المطموسة فى مذكرات سعد زغلول ذكر فيها اسم الملك 5 مرات وكان يقصد الملك فؤاد وكان يتهمه بمحاولة قتله بالتعاون مع عبد الخالق ثروت باشا نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية عام 1921 ومع الإنجليز فى رحلته للصعيد ثم الإسكندرية.


ففى صباح يوم السبت 12 يوليو سنة 1924 دخل سعد زغلول محطة القاهرة ليركب القطار إلى الإسكندرية والشعب تزاحم لتحيته والهتاف باسمه وفجأة انطلقت عدة رصاصات وإذا بسعد زغلول يضع يده على صدره والدم يسيل منه وتبين إصابته بثلاث رصاصات فى ساعده الأيمن وأعلى الصدر ودخلت رصاصة تحت القلب وتبين أن المعتدى طالب فى كلية الطب بإحدى جامعات ألمانيا وصل للقاهرة قبل الحادث بشهر. ونقل سعد للمستشفى وقال للناس وهم يبكون لا تحزنوا إذا مات سعد فإن مبدأه لا يموت.. نموت نحن ليحيا الوطن.


نقل سعد للمستشفى واستطاع الأطباء استخراج رصاصة وفشلوا فى استخراج الرصاصة الموجودة أسفل القلب وبقيت فى جسمه حتى وفاته بعد هذا الحادث بثلاث سنوات.


وفى النهاية إن أبرز ما فى سعد زغلول أنه حول ثورته إلى ثورة فلاحين! كانت ثورة عرابى عسكرية وحركة مصطفى كامل حركة شباب مثقف لكن الفلاح فى سعد زغلول كان أقوى من الوزير والمثقف ونسب نفسه إلى الجلاليب الزرقاء وإلى الرعاع وكان دائما يفخر بأنه زعيم الرعاع. هو أول زعيم مصرى اتجه إلى تلك الملايين الحفاة العراة الضعفاء المهزومين وجعل من ثوبهم الأزرق علما يرفعه ويفاخر به الأمراء والباشوات ويهزم بهم الأرستقراطية.