عاجل

في عيدها الـ55.. تعرف على سر إطلاق إذاعة القرآن الكريم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا"، كان لزامًا أن تكون له إذاعةٌ دينيةٌ تبثه وتتلو آياته آناء الليل وأطراف النهار.

"كتابٌ لا ريب فيه من رب العالمين فيه آياتٌ محكمات هنَّ أم الكتاب وآياتٌ بيناتٌ لا يعقلها إلا العالمون ولا يجحد بها إلا الظالمون"، فكان خير ما فعلت الإذاعة المصرية قبل 55 عامًا، حينما أطلقت إذاعة القرآن الكريم، لتكون للإذاعة المصرية السبق في ذلك في العالم الإسلامي بأسره.

في مثل هذا اليوم 25 مارس عام 1964، أطلقت إذاعة القرآن الكريم بجمهورية مصر العربية العنان لنفسها، وبدأت في بث تلاوتها العطرة لآيات الله البينات، وهي مستمرةٌ دون انقطاعٍ إلى هذا اليوم، وإلى أن يشاء الله ربُّ العالمين.

تأسست أول إذاعة للقرآن الكريم في العالم، بثت مادتها من القاهرة، لتسطر تاريخًا عريقًا لأعظم إذاعة تقدم القرآن الكريم مرتلًا لمستمعيها، بهدف تعريفهم بصحيح الدين وما يحتويه كتاب الله -عز وجل- وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم- من تعاليم تسمو بالفرد والمجتمع، وذلك انطلاقا من كونها أول إذاعة متخصصة في الإعلام الديني في العالم العربي والإسلامي.

احتفال الذكرى الـ55

ومرت 55 عامًا على انطلاق إذاعة القرآن الكريم عبر أثير الإذاعة المصرية، وارتأى لشبكة إذاعة القرآن الكريم أن تُحيي هذه الذكرى من مسجد الإمام الحسين بن علي –رضي الله عنهما- اليوم الاثنين 25 مارس.

وسيتضمن الاحتفال من مسجد الحسين تلاوة قرآنية للقارئ الشيخ محمود محمد الخشت، وسيلقي الدكتور محمد متولي منصور الأستاذ بجامعة الأزهر خطبةً حول موضوع "حب الوطن من الإيمان"، إضافةً إلى ابتهالٍ دينيٍ للشيخ محمد عبد الرءوف السوهاجي.

بداية الانطلاق

وترجع أسباب إطلاق إذاعة القرآن الكريم إلى حملة من وزارة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والأزهر الشريف -آنذاك-، للرد على انتشار نسخ محرفة للقرآن في بعض البلاد، عبر إصدار تسجيل صوتي للمصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ الشيخ محمود خليل الحصري.

 ثم تطور الأمر إلى تخصيص موجة قصيرة، وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل، ويعد ذلك أفضل وسيلة لحماية المصحف الشريف من الاعتداء عليه، ومن هنا تأسست إذاعة القرآن الكريم.

وبعد عامين في سنة 1966 أضيف إليها برامج دينية بنسبة 5% من نسبة الإرسال، وكان صاحب هذه الفكرة الشاعر محمود حسن إسماعيل.

 وفي عام 1967 قدم القرآن "المجود" بجانب "المرتل" بأصوات مشاهير القراء، وصار لها جمهورها الضخم في العالم العربي والإسلامي، ومن ثم زادت مدة الإرسال إلى 19 ساعة يوميًا.

إذاعة القرآن مرتلًا

بدأت المحطة الإذاعية مع مرور الوقت بإذاعة القرآن مرتلًا بصوت 5 من كبار القراء على فترتين لمدة 14 ساعة يوميًا، وبمرور الوقت تطورت حتى أصبحت من أبرز الإذاعات التي تقدم برامج ذات مضامين تتعلق بشئون تفسير القرآن وتلاوته بمختلف الطرق، والتشريع، وكذلك عدد من الفتوى لجمهور المستمعين.

ومع توالي السنوات، استمرت إذاعة القرآن الكريم في العطاء، ولم تنقطع كلمات الله عن تلك الإذاعة، ولا تزال مقصدًا للأمة الإسلامية إلى يومنا هذا.