«خرج ولم يعد»| خطف الأطفال.. ظاهرة تتوحش وبلاغات تنتهي بمأساة

جرائم خطف الأطفال ظاهرة تتوحش
جرائم خطف الأطفال ظاهرة تتوحش

- إحصائية: 5 حالات اختطاف للأطفال يوميًا.. و«نجدة الطفل»: 2264 بلاغ اختطاف في 2018 و 2019

- أستاذة علم الاجتماع: إهمال الأبوين السبب.. وهذه نصائح للقضاء على الظاهرة

- قانوني: السجن المسدد عقوبة «عصابات الخطف».. وحبس 6 شهور لأحد الوالدين بتهمة الإهمال والتقصير
  

«خرج ولم يعد».. جملة تصاحبها مرارة لكنها تعبر عن مأساة تؤرق مئات الأسر المصرية.. الحديث عن تغيب واختفاء الأطفال التي تحولت إلى ظاهرة مأساوية، فمع كل حادث خطف أو اختفاء، تصاب أسرة بالكامل بحالة من الوجع، فينفطر قلب الأم، ويبدأ والده في رحلة بحث طويلة تنتهي في نهاية المطاف بطريقين، أحدهما بخيبة أمل لعدم إيجاد الصغير، والأخر  دفع فدية لخاطفيه الذين أصبحوا عصابات متخصصة، في ظاهرة تدق ناقوس الخطر.

وفي ظل تصاعد ظاهرة تغيب الأطفال خلال الفترة الأخيرة، وخطفهم من قبل عصابات متخصصة، واستغلالهم في أعمال التسول بالشوارع والميادين، تسلط «بوابة أخبار اليوم» الضوء على أسباب تلك الظاهرة، ونرصد عدد بلاغات التغيب وخطف الأطفال، وأسباب الظاهرة، وكذلك الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال من الهروب والاختطاف.. تابع السطور التالية..

 

«أرقام مخيفة»

 

كشفت إحصائية عن معدلات اختفاء الأطفال خلال العام الماضي، أن عدد الأطفال المفقودين يصل إلى 8 ملايين طفل سنويا على المستوى العالم، و 1860 حالة اختفاء لأطفال مصريين خلال عام بمعدل يصل إلى 5 حالات يوميًا.

 

بينما سجل خط «نجدة الطفل» نحو 2264 بلاغ اختطاف خلال العام الماضي 2018 والجاري 2019.

 

«أطفال مفقودة.. وعصابات الخطف»

 

أما صفحة «أطفال مفقودة» على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فتعتبر أكبر بوتقة على الإنترنت للإعلان عن الأطفال المفقودة منذ 4 سنوات، وتنشر صور المفقودين والمختطفين، كما نجحت في إعادة أكثر من 950 طفلا ومسنا ومتأخر عقليا ومريض الزهايمر لأهليتهم، وتدافع عن حقوق أطفال كثيرة في مصر ضد انتهاكات وقعت عليهم سواء في الشارع أو داخل دور رعاية أيتام.


وبخصوص الأطفال المختطفة، فكان للصفحة دورًا كبيرًا في محاولة إعادتهم لأهليتهم، إلا أن عصابات خطف الأطفال تتبع ألاعيب تبعد الأطفال عن بؤر البحث، وإمكانية التعرف عليهم لإعادتهم إلى أهليتهم.

 

«الحبس والسجن»

 

في هذا السياق، يرى الدكتور أحمد مهران، أستاذ القانون العام، ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، أن كل المختطفين كانوا متغيبين، والفرق بين الاثنين يتضمن شبهة جنائية حول عملية الاختفاء وتتغير المسئولية القانونية في كلتا الحالتين، ففي الحالة الأولى إذا كان مختطفًا، فالمسئولية الجنائية تلاحق الخاطفين، أما في حالة التغيب فالمسئولية تلاحق الأبوين عن جريمة الإهمال، وتعريض حياة الطفل للخطر، فبتغير القيد والوصف تتغير المسئولية، ويتغير معنى السبب، وبالتالي تختلف العقوبة.

 

وأضاف «مهران» في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه في حالة اختطاف الطفل، فيحاسب الخاطف بالسجن على اعتبارها «جناية»، وفي حالة التغيب فيتم احتسابه كـ«جنحة» بتهمة الإهمال والتقصير من أحد الوالدين، وتكون عقوبتها الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، في حالة تقدم أحد الطرفين شكوى يحمل فيها الطرف الأخر المسئولية.

 

«القسوة السبب»

 

فيما تقول الدكتور سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن القسوة والمعاملة السيئة هي السبب، فبعض الأمهات تتعامل بطريقة عنيفة مع أطفالهن وقد تكون بعضهن متعمدات، فيعتمدن على أساليب لتعذيبهم بدافع التربية رغم ثبوت عدم جدية هذه الطريقة في تعليم الأطفال، بجانب «شلة الأصدقاء الصغار» التي قد تكون سببًا في إغراء الطفل للخروج إلى الشارع على اعتباره نادي مفتوح للصغار، واكتساب تصرفات وسلوكيات خاطئة تتنافي مع أدبيات الأسرة، ويؤدي كل ذلك إلى هروب الطفل إلى الشارع، وهنا قد تتلقفه عصابات الإتجار بالأطفال، وهنا تبدأ المأساة.


«خضر» أضافت في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن عدم وعي وإدراك الأسرة بضرورة صحبة الطفل مثل الغرب، مع عدم الاقتصار على طفلين يؤدي إلى عدم التركيز في التربية، ومع ذلك يغيب دور الأم عن التحكم في نشاطات الطفل، ناصحة الأمهات بإبعاد الطفل عن كل ما له بريق، والاقتراب منهم لتعليمهم أساسيات التعامل مع ظروف الحياة.


ونصحت أستاذة علم الاجتماع، المقبلين على الزواج بعدم إنجاب أكثر من طفلين، كما نصحت الآباء والأمهات بضرورة مصاحبة أبنائهم، وتعليمهم السلوكيات السليمة للتربية دون عقابهم بطرق تؤدي إلى هروبهم إلى شارع، مشددة على ضرورة إعادة النظر في المواد الدرامية والسينمائية التي تقدم عن المشكلات الزوجية والأسرية، والتي دائمًا ما تكون سبب في هروب الأطفال إلى الشوارع، مع إعداد دورات للمقبلين على الزواج، لإعدادهم للحياة الجديدة، وكيفية تكوين أسرة متماسكة، وإنجاب أطفال يصبحون قيمة وقادمة، بل وقدوة للمجتمع.