حكايات| لاعبون في سن الخمسين.. حين يكمل نجوم العالم مسيرتهم بين دوريات الحرافيش

لاعبون في سن الخمسين.. حين يكمل نجوم العالم مسيرتهم بين دوريات الحرافيش
لاعبون في سن الخمسين.. حين يكمل نجوم العالم مسيرتهم بين دوريات الحرافيش

أينما حل وارتحل أي لاعب خلال مسيرته الاحترافية، تظل كرة القدم هي قِبلته؛ فعشقها يرتبط به لا يغادره، حتى وإن أعلن تعليق الحذاء احترافيًا، فإنه يظل يحلم بمداعبة الساحرة المستديرة في الواقع وحتى المنام، والبعض يأخذه الشغف ليعود لاعبًا بين أصدقاء له، أو في مباريات خيرية استعراضية.

 

لكن هناك أيضًا من جذبه شغفه للعودة إلى ممارسة اللعبة الشعبية الأولى حتى وإن كانت هذه العودة بعد تاريخ عظيم، وإن كانت أيضًا تأتي في الغالب بين "حرافيش" الكرة في دوريات المظاليم بعيدًا عن الأضواء، أو حتى في دوريات أقل في المستوى.

 

ماتيوس والحنين بعد 18 عامًا

 

حجز الألماني لوثر ماتيوس، أسطورة المانشافت ونادي بايرن ميونخ الألماني، مكانه بين عظماء كرة القدم في العالم بتتويجه وللمرة الأولى في التاريخ بجائزة أفضل لاعب في العالم باختيار الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في العام 1991.

 

قاد ماتيوس ألمانيا للتويج بكأس العالم عام 1990، وفاز بعدها بجائزة الأفضل في العالم، وواصل مشواره مع الكرة الذي بدأ في مونشنجلادباخ باللعب للبايرن الكبير مرتين وكذلك انتر ميلان الإيطالي، لكنه فضّل الاعتزال بتجربة أمريكية مع مترو ستار الذي تحول بعد ذلك إلى نيويورك ريد بولز في العام 2000.

 

 

الحنين أعاد ماتيوس لكرة القدم بعد 18 عامًا على الاعتزال، وبعد بلوغه العام السابع بعد الخمسين، انضم لنادي هيرزوجناوريتش في مقاطعة بافاريا وخاض مباراته الأولى أمام هوتنباخ سيميلدورف حاملاً شارة قيادة فريقه وقاده للفوز بثلاثية في 50 دقيقة فقط.

 

وبعد مباراته الأولى بقميص فريق مدينته الصغير الذي بدأ فيه ممارسة كرة القدم قال ماتيوس «أشعر بالأسف للمدرب الناشيونال مانشافت يواكيم لوف، لأنها مباراتي الأخيرة ولن يستطيع استدعائي للمونديال القادم».


 

 

واختتم ماتيوس «الفريق لعب بشكل جيد وحققنا ما هو مهم، لقد فزنا، عندما كنت المس الكرة كنت أحاول إضفاء الرقي للعب، ولكني لم اركض كثيرا ولم اغطي الملعب كالعادة، لم اعد بنفس الطاقة وهذا منطقي، تحكمت جيدا في النسق وانا سعيد بما قدمته للفريق».

 

ريفالدو بين حرافيش أنجولا والبرازيل

 

يعتبر ريفالدو أحد ظواهر كرة القدم البرازيلية والعالمية بعدما صال وجال في الملاعب وتوج بكأس العالم 2002 مع السامبا ورفع الكؤوس ونال الألقاب مع أكبر أندية العالم وعلى رأسها برشلونة الإسباني وأولمبياكوس اليوناني وميلان الإيطالي.


 

 

حالة حب غريبة جمعت ريفالدو بالساحرة المستديرة طوال مسيرته، فحتى عند فترات الانقطاع كان يعود للعب مجددًا، تارة مع بونيودكور الأوزبكي، وأخرى مع حرافيش الكرة الأنجولية في نادي كابيوسكورب، واختتمها الظاهرة باللعب في دوري المظاليم البرازيلي عام 2015 ضمن صفوف نادي موجي ميريم.

 

ولن يكون عجيبًا أن يعود ريفالدو مجددًا لممارسة كرة القدم مع أحد الأندية الصغيرة، فهو عاشق للساحرة المستديرة، ولا يقوى على البعد عنها، حتى ولو في شوارع ريو دي جانيرو.

 

 

وما نذكره يؤكده ريفالدو نفسه في حوار صحفي للهداف الجزائرية حين قال: "في كل مرة أقول سأنهي مشواري حتى أتلقى عقدا جديدا، وبما أنني شخص أحب التحديات أقبل أن أواصل، وبما أنني لعبت في اليونان، أوزبكستان وأونجولا قد أتمكن من اللعب في الجزائر".

 

كلينسمان والعودة الأمريكية

 

الساحر الألماني يورجن كلينسمان الذي صال وجال بقمصان أكبر الأندية الأوروبية خلال فترتي الثمانينات والتسعينات وتوج بكأس العالم وكأس الأمم الأوروبية لم يقو هو الآخر على فراق الساحرة المستديرة بعد الاعتزال.

 

بدأ كلينسمان مسيرته في نادي شتوتجارتز كيكرز عام 1981، قبل أن ينضم لشتوتجارت الكبير، ومنه إلى إنتر ميلان الإيطالي، ثم موناكو الفرنسي وتوتنهام الإنجليزي وبايرن ميونخ الألماني وسامبدوريا الإيطالي حتى الاعتزال في العام 1998.


 

 

ولكن الاعتزال لم يكتب نهاية كلينسمان مع الساحرة المستديرة فأخذه الحنين إلى تجربة أمريكية غريبة بعد 5 سنوات كاملة من الاعتزال مع نادي بلو ستار لكنه لم يلعب سوى 8 مباريات في العام 2003 وسجل 5 أهداف.

 

 

رئيس ليبيريا واللعب للجزيرة الإماراتي

 

جورج ويا يظل أشهر لاعب إفريقي لمس كرة القدم خلال القرن الماضي، وزادت شهرته بعدما نجح في الصعود لكرسي الحكم رئيسًا لدولة ليبيريا التي لم يعرفها العالم سوى من خلال اسمه وتألقه في الملاعب الأوروبية وحصوله على جائزة الأفضل في العالم عام 1995.


 

 

مسيرة ويا حافلة بقمصان الأندية الكبرى على مستوى العالم وفي مقدمتها موناكو وباريس سان جيرمان في فرنسا، وكذلك فترة التوهج الشهيرة بقميص ميلان الإيطالي، مرورًا بتشيلسي ومانشستر سيتي في إنجلترا، وكذلك مارسيليا الفرنسي.

 

لم يختتم ويا مشواره في أوروبا، بل كانت له تجربة مع نادي الجزيرة الإماراتي الصغير في العام 2001، وتحت قيادة فنية شارك فيها المدرب المصري محمد وهبه، المدير الفني الأسبق للإسماعيلي، وعاد بعد ذلك إلى بلاده ليمارس السياسية ويصل إلى كرسي الحكم.

 

 

روماريو البرلماني

 

لعب روماريو البرازيلي الشهير لنادي فاسكو دي جاما الكبير في البرازيل، قبل أن يشد الرحال إلى أوروبا في العام 1988، وتحديدًا لنادي أيندهوفين الهولندي الذي لعب له لخمس سنوات قبل أن يواصل مشواره الكبير مع الكرة الأوروبية باللعب لبرشلونة الإسباني في العام 1993. 

 

الرحلة العشوائية لروماريو مع كرة القدم جعلته يتنقل بين البرازيل وأوروبا وآسيا ثم استراليا وأمريكا ثم العودة إلى البرازيل في نهاية المطاف فلعب لفلامينجو في البرازيل ثم انتقل لفالنسيا الإسباني، وكلما ارتحل عاد إلى فاسكو دي جاما ناديه الأول مجددًا.


 

 

في ختام المشوار كان روماريو حائرًا بين الاعتزال أو الاستمرار فقبل اللعب لأديليد الاسترالي وكذلك ميامي الأمريكي، واختتم مشواره في نادي أمريكا البرازيلي المنافس في الدوري الدرجة الثانية عام 2009.

 

 

سرقت السياسية روماريو من كرة القدم رغم تتويجه بكأس العالم ووجود فرص عظيمة للعمل في التدريب أو التحليل، لكنه فضل خدمة مجتمعه ونال عضوية البرلمان البرازيلي وينوي الترشح في المستقبل لرئاسة دولة البرازيل أيضًا.