الصحة توافق على علاج جديد لـ«كرون».. وإطلاق حملة للتوعية بالمرض

جانب من مؤتمر الإعلان عن انطلاق حملة التوعية بمرض كرون
جانب من مؤتمر الإعلان عن انطلاق حملة التوعية بمرض كرون
احمد جلال
 

أطلقت الجمعية المصرية لالتهابات الأمعاء المناعية، اليوم الجمعة 22 مارس، الحملة القومية للتوعية بمرض كرون.

وتتزامن الحملة التوعوية بمرض كرون مع موافقة وزارة الصحة على استخدام عقار بيولوجي جديد لعلاج المُصابين بمرض كرون، الذين لم يستجيبوا من البداية لطُرق العلاج التقليدية أو مُضادات عامل نخر الورم ألفا TNFα، أو الذين توقفت استجابتهم عند حد مُعين، أو الذين لديهم موانع طبية خاصة تمنعهم من الخضوع لطُرق العلاج التقليدية. 

وقال أستاذ الطب الباطني والجهاز الهضمي بجامعة الإسكندرية د.أسامة عبادة، إن التعايش مع مرض "كرون" يترك تأثيراً كبيراً على الصحة البدنية والذهنية للمريض، وقد يؤثر بشكل كبير على نمط حياة المريض الاجتماعية، وعلاقاته الأسرية والعملية والدراسية. 

وأضاف د.أسامة عبادة، أن مرض كرون قد يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي، وقد تشمل الأعراض الشائعة حدوث ألم في البطن والإسهال ونزيف المستقيم وفقدان الوزن والحمى، مشيرا إلى أنه مع تطور مراحل مرض "كرون"، يواجه المرضى تحديات كبيرة واحتياجات غير ملباة لهم؛ ما يفرض على الأطباء الاستمرار في اكتساب المزيد من المعرفة العميقة لهذه الأمراض.

وأوضح أستاذ الجهاز الهضمي بقصر العيني د.مازن نجا، أن مرض كرون عبارة عن التهاب مُزمن يصيب الجهاز الهضمي عامّةً، من الفم وحتّى الفتحة الشرجيّة، و هذا الالتهاب الحاد والمزمن الذي ينتشر في جميع طبقات الجدار المعويّ، غير متتابع، وإنما يتميّز بوجود مناطق غير مُصابة، سليمة وطبيعيّة، قد تتبدّل بأخرى مصابة.

وأشار د.مازن، إلى أن سبب الإصابة بمرض كرون غير محدد، حتى الآن، ويبدو أنه خليط من الأسباب بينها عوامل وراثية، وعوامل بيئية مثل التدخين أو التلوث أو جراثيم معوية، وتكون ذروة ظهور مرض كرون عادة من سن 16 إلى 35 عاما في الرجال والنساء.

ومن جانبه، نوه استشاري الجهاز الهضمي والمناظير بقصر العيني د.أحمد عاصم خورشيد، أن عدد مرضى كرون بمصر حوالى 200 ألف مريض يعانون من الإسهال الحاد والمتكرر، والذي قد يضطر بعض مرضى كرون للذهاب دورة المياه حتى 40 مرة في اليوم الواحد؛ مما يؤثر سلبيا على جودة النوم وعلى فعالياتهم اليوميّة. 

وأضاف د.خورشيد أن الأعراض الشائعة للمرض تتضمن خسارة الوزن، وآلام وتشنجات البطن وتقرحات معوية وفِي جملتها فإن هذه الأعراض تؤثر على كيفية ممارسة المرضى لحياتهم الطبيعية مما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والتوتر المزمن.

ويُعتبر العقار الجديد أول علاج بيولوجي لمرض كرون والذي يستهدف السيتوكينات interleukin (IL)-12 and IL-23، التي تلعب دوراً جوهرياً في تنشيط الاستجابات المناعية الالتهابية والتي تُعتبر أحد أهم أعراض مرض كرون.

واعتمدت موافقة وزارة الصحة المصرية على العقار الجديد بعد إعلان نتائج 3 دراسات سريرية من الفئة الثالثة، والذي خضع لها 1400 مُصاب بمرض كرون والذي تتراوح حدة المرض عندهم ما بين متوسط وحاد، أظهرت هذه الدراسات إرتفاع نسب الإستجابة للمرضى البالغين وإستمرار التحسن في حالتهم الصحية بعد مرور عام كامل مُقارنة بالمرضى الخاضعين لبرامج وبدائل العلاج التقليدية الآخرى.

وتتلخص نتائج هذا العقار في استجابة المريض السريعة والتي تستمر لفترة زمنية قد تمتد إلى 3 سنوات، كما أنه يؤخذ عن طريق جرعة تحميلية واحدة بالحقن الوريدي، تتبع بحقنة تحت الجلد مرة كل 8 أو 12 أسبوع -حسب توصية الطبيب المعالج- بالإضافة إلى أنه يتمتع بمعدل أمان أفضل من العقاقير التقليدية المتوفرة بالسوق المصري.