خلال فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

خبراء يؤكدون أهمية الاتصال الحكومي في تأسيس مجتمع سعيد ومدعم بالخبرات

 فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي
فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي

أكد عدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات الطب البدني والنفسي الدور الذي تلعبه الحكومات في تأسيس بيئة السعادة للمجتمع مهم ومحوري من خلال طرح الاستراتيجيات والبرامج الهادفة إلى تأسيس مجتمع سعيد مدعم بالخبرات والمعارف، لافتين إلى وجود مسؤولية تلقى على الأفراد في المجتمع سواء بالمحافظة على الصحة الجسدية وإتباع الأنماط الصحية أو بما يتعلق بالصحة الذهنية التي عبّروا عن أنها الأساس للصحة العامة. 

وأوضح المتحدثون أن هناك الكثير من الدول التي احتلت مراكز متقدمة على سلم الدول الأكثر سعادة في العالم تمتلك أعلى نسبة من الأشخاص الذين يستخدمون مضادات الاكتئاب، والعديد من الدول التي لم تكن ضمن المصنفين بمراكز عالية في مؤشر السعادة تمتلك أكبر نسبة انتحار في العالم، لافتين إلى ضرورة التخلّص من "وصمة العار" التي تمنع الأشخاص من التعبير عم يجري لهم سواء كان مرضاً نفسياً أو جسدياً باعتباره ليس أمراً يدعو للخجل بقدر ما يسهم في حل المشكلات. 

جاء ذلك خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة الثامنة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت عنوان: "تأصيل الايجابية وسبل السعادة المستدامة: خارطة طريق" استضافت كلّاً من الدكتور دافيد كاتز طبيب ومؤلف ومبتكر وصحفي، ومايك فايكنغ الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السعادة في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، والدكتورة حنان سليم دكتورة صيدلانية ورائدة أعمال في مجال الرعاية الصحية الرئيس التنفيذي والمؤسس لمركز العلاج الذاتي "هيلوجي"، وأدارتها ليان جونز مقدمة برنامج الأعمال سكاي نيوز استراليا. 

واستهل ديفيد كاتز حديثه بالإشارة إلى ضرورة أن تعتني الحكومات بسعادة شعوبها وإلا فلا يوجد سبب لوجودها، لافتاً إلى أن الحكومات الناجحة تتطلع لأن تكون حياة شعوبها أفضل وهناك روابط مهمة بين السعادة والصحة للأفراد، مشيراً إلى أن الأصحّاء يتمتعون بالحياة أكثر من غيرهم، وإن كانوا سعداء فهم أكثر قدرة على الاستثمار بصحتهم والإيمان بقدرتهم على اتخاذ القرارات الصحيحة في مختلف مجالات الحياة. 

وتابع كاتز:" في جميع تفاصيل الحياة السعادة هي الأساس والمحرك لجميع الأعمال الناجحة، فمن المهم أن يكون الإنسان سعيداً إذ أن الطبيب السعيد يقدم استشارة أكثر فاعلية من ذلك المصاب بالاكتئاب أو الحزن أو غيرها من المؤثرات النفسية، ناهيك عن أن السعادة تفتح المجال أمام الجميع لممارسة الرياضة بشكل يومي فالتمارين الرياضية عامل مهم لصحة بدنية ونفسية، يمكننا مواجهة الأمراض المزمنة بدنياً لكن الخطورة تكمن في الأمراض النفسية التي يجب الانتباه لخطورتها". 

من جانبه أشار مارك فايكنغ إلى أن الكثير من الأشخاص يخلطون بين ما هو صعب ومستحيل، إذ أنه ليس من المستحيل أن توفر الحكومات أسس السعادة لشعبها من خلال وضع مقاييس خاصة والنظر في مقومات السعادة للأفراد على غرار قياس المستويات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تسهم في فهم التطوّر الذي تسلكه حكومات الدول حول العالم. 

وتابع فايكنغ": دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك نموذجاً رائداً بما يتعلق بإسعاد شعبها، فهي الأولى عربياً على مؤشر السعادة العالمي، وتمتلك وزارة خاصة للسعادة استحدثتها لتباشر أعمالها على أرض الواقع، هذا نموذج حيّ أتمنى أن تحذو الدول العالمية حذوه، ومن المفارقة أن ترى بأن هنالك دول من الذين تصدروا مؤشرات السعادة عالمياً تمتلك أعلى نسبة استخدام مضادات الاكتئاب بينما تعاني دول لم تصنف ضمن مستويات عالية في المؤشر بأن لديها أعلى مستويات الانتحار وهذا ما يجعلنا ننظر في أهمية التخلّص من وصمة العار لحل المشكلات التي تتعلق بالخجل من الحديث عن مسببات الأزمات النفسية".

من جهتها دعت الدكتورة حنان سليم جميع أفراد المجتمع للاهتمام بالصحة النفسية فهي الأساس لصحة بدنية، لافتة إلى أن الحكومات تزوّد المجتمع بالمهارات والمعارف والخيارات اللازمة ويجب أن تعرف كيف تحل المشكلات الداخلية للفرد فإذا لم يكن سعيداً لن يستطيع أن يفرز كل تلك المعلومات والمهارات ويتفاعل مع الحكومة كفرد منتج.

وتابعت الدكتورة حنان:" تختلف التفسيرات الخاصة بمفهوم السعادة فهي غير مرتبطة بعامل واحد لدى الجميع وهنا يصعب على الحكومات في غالب الأحيان أن تتخذ استراتيجيات خاصة في هذه المسألة إذ يجب أن يتم وضع دراسات شاملة ومسحية تستقصي مسببات السعادة للمجتمع، فالكثير يمكن أن تكون السعادة بالنسبة له العائلة، أو المال، أو الموسيقى وغيرها، فهذا المعنى فضفاض يجب مراعاة حساسيته وعلى الحكومات أن تمنح الناس المعلومات التي تسهم في تغيير أنماط تفكيرهم نحو الأفضل وتعكس مشاعرهم وتعمل على بناء منصّات تسهم في تعزيز تآزر الأفراد في المجتمع".
 

 

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي