1919| الفدائيون..صفحات منسية من تاريخ الثورة

اشتعال الثورة في ميادين مصر
اشتعال الثورة في ميادين مصر

جنود مجهولة فى معركة تحديد مصير ثورة 1919 بعد أن فشلت كل جهود التفاوض السلمى التى قادها سعد باشا زغلول لنيل استقلال مصر، فتشكلت أكثر من 9 جمعيات فدائية للكفاح المسلح ضد المحتل.


أبطال رسموا طريق الجلاء عن مصر تصدرهم مجموعة من الأسماء لكنهم مجهولون حرصوا على الا يعرفهم أحد حتى تستمر حركتهم الفدائية.
كانت انطلاقة الحركة الفدائية المنظمة على يد سيد محمد باشا حيث ألَّف مع زملائه بمدرسة المعلمين العليا فى يوليو 1919 أول جمعية فدائية منظمة تنظيما دقيقا.


تصف الحركة الفدائية سيد محمد باشا بأنه من كبار المجاهدين فى مصر، فهو أول من أنشأ جمعية فدائية على أسس علمية دقيقة، فاضطره قرار تأسيسها إلى الفرار من مصر إلى إيطاليا بعد مطاردات على يد المحتل.


لم يصمت الفدائى الشاب طوال مدة نفيه بل كافح الاحتلال من أوروبا فاشترك فى نشاط الشباب الوطنى المصرى العامل فى أوروبا، ثم عاد إلى مصر بعد تأليف وزارة سعد باشا زغلول، ودخل سلك التعليم وظل فيه حتى أُحيل إلى المعاش مديرًا عامًا لمنطقة القاهرة التعليمية الشمالية.


يرى مؤسسو أول جمعية فدائية أن العمل السياسى لن يحقق وحده الاستقلال لأن العدو- قاصدًا الاحتلال البريطاني- قوى وخبيث ووقح لا يفهم إلا منطق القوة.


فترة زمنية ليست بالطويلة وبدأ نشاط الجمعية الفدائية يتمدد بعد إخفاق الوفد المصرى برئاسة زعيم الثورة سعد زغلول فى الحصول على أى نتيجة فى مؤتمرات الصلح التى عقدت بباريس آنذاك، فكان لابد من مقاومة المحتل وعملائه، وشعور الإنجليز بأنهم غير آمنين على أنفسهم وأموالهم فى مصر.


ويُرجع سيد محمد باشا ذك لأن شباب مصر لا يعترف بالحماية التى فرضتها بريطانيا على مصر ويتبرأون من السلطان فؤاد الذى احتفل بقرار فرض الحماية بإطلاق المدافع كأنه عيد قومى عظيم.


تمثل دور الفدائى سيد محمود فى صناعة المفرقعات لأنه كان طالب بكلية العلوم، واهتدى مع اصحابه إلى تركيب المادة المفرقعة على أساس البكريك وكربونات البوتاسيوم وحامض الكبريتيك، لصعوبة الحصول على الرصاص.


اقترح عليهم الفدائى بأخذ ماسورة من الحديد وتقطيعها قطعا، تكون من كل قطعة قنبلة، واتصل بعامل من عمال الترسانة هو عثمان الطويحى ساعدهم فى جلب المواسير الحديدية واغلاقها من جانب واحد بعد تقطيعها، ويسلمها للفدائيين لكى يضعوا المخلوط المفرقع ويغلوقها فتكون صالحة للانفجار وقتما يشاءون.


بطولة ثانية يجسدها الحاج أحمد جاد الله الذى كان يعمل خراطًا فى الترسانة، الذى انضم للجمعية الفدائية مشاركًا فى تصنيع القنابل.


كان الفدائى رغم عدم تعلمه مستعدًا للمشاركة فى هذا العمل الوطني، فبدأ فى تصنيع القنابل وتجربتها فى الغابة المتحجرة قرب حلوان.. لم يقتصر دوره فى العمل النضالى على ذلك بل كان من بين الفرقة المشكلة فى الجمعية لاختطاف جنود الانجليز وقتلهم واخذ سلاحهم، فبعد أن زاد ظلم الجنود وتفاقمت أعمالهم المشينة من سرقة المواطنين فى الشوارع، بدأ الفدائيون تنفيذ خطتهم بانتظار الجنود السكارى فى الحوارى المظلمة واستدراجهم إلى حى الدراسة وإخماد أنفاسهم، وينتقل سلاح ورصاص كل جندى إلى أيدى الفدائيين.


لوحة فدائية ثالثة رسمها الفدائى عريان يوسف سعد، الذى ألقى قنبلتين على سيارة يوسف وهبة رئيس الوزراء، فى ديسمبر 1919، بعد توقيعه على محضر تسليم مصر للإنجليز بناء على التقرير الذى أعدته لجنة ملنر آنذاك.


انتظر طالب الطب موكب رئيس الوزراء قرب النادى الإيطالى يحمل قنبلتين ومسدسا صغيرا، وألقى القنبلتين على سيارة يوسف وهبة وانفجرتا لكن رئيس الوزراء لم يصبه شئ، وأُلقى القبض على الفدائى قبل أن يقتل نفسه بالمسدس.


قدم بعد ذلك الفدائى للمحكمة العسكرية الإنجليزية، وحكمت بحبسه 10 سنوات مع الأشغال الشاقة، وأُفرج عنه 1924، وعينه سعد باشا زغلول فى سكرتارية مجلس الشيوخ.


فدائى جديد هو عبد الرحمن فهمي، عمل سكرتيرا للجنة المركزية للوفد، وقف وراء سعد زغلول من اجل مساندته وكان يحث زملاءه على الثورة ضد الاحتلال، خاصة بعد ارتكابه عددا من الجرائم منها اقتحامهم للأزهر ١١ ديسمبر ١٩١٩.


كان الجو العام فى مصر مشحونا بالغضب ودوافع الهياج واقل بادرة تؤدى إلى تظاهر ضخم وقيام الجمهور بأعنف الاعمال دون اى مبالاة او خوف من الانجليز وذلك حدث بالفعل فى ٢٤ اكتوبر ١٩١٩ عندما ثارت ثائرة الناس على اثر سماعهم فرقة الموسيقى فى حديقة الازبكية تعزف النشيد البريطانى بعد المصرى مما ادى إلى ثورة ضدهم وتم القبض على بعض المتظاهرين فلم تكن الحكومة المصرية او البريطانية احكم من طلاب المدارس فكان الفزع يتملكها من اقل تظاهرة من الطلاب فتلجأ إلى اعنف الاساليب ضدهم.


صور فدائية رسمها مجهولون كانت سببًا فى جلاء المحتل الإنجليزى عن مصر، حاولت «الأخبار» أن تلقى الضوء على بعض منهم لكن لا يزال المئات مجهولين إلى الآن لكن عملهم لن ينساه أحد.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي