بعد مرور تسعة أعوام على توليه| الإمام الطيب.. 34 زيارة خارجية شملت 21 دولة

جانب من اللقاءات
جانب من اللقاءات

تعكس الجولات والزيارات الخارجية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، منذ تقلده مشيخةَ الأزهر في التاسع عشر من مارس2010م، فضلا عن استقباله للعديد من قادة وزعماء العالم في رحاب الأزهر الشريف، الدور المحوري للأزهر على الصعيد العالمي، باعتباره المرجعية الأكثر تأثيرًا للمسلمين في العالم.

وتبرهن على كونه القوة الناعمة المصرية الأوسع انتشارًا، وهو ما جسدته المؤتمرات الدولية التي عقدها الأزهر في السنوات الأخيرة وحظيت بحضورٍ عالميٍ رفيع.

إذا كانت السنوات الأولى للإمام الطيب في مشيخة الأزهر لم تشهد أيَّ زيارات خارجية، في ضوء انشغال الأزهر بقيادة العديد من المبادرات الوطنية التي جمعت مختلف أطياف الشعب المصري.

وصدرت عنها سلسلة من الوثائق التاريخية، فإنه بداية من عام 2013 قام شيخ الأزهر بالعديد من الزيارات الخارجية، التي بلغ عددها 34 زيارة شملت 21 دولة، هي: "إندونيسيا، نيجيريا، الأردن، سلطنة عمان، البحرين، الإمارات، السعودية، إيطاليا، أوزبكستان، كازاخستان، بريطانيا، سلطنة بروناي، الكويت، موريتانيا، البرتغال، سنغافورة، ألمانيا، سويسرا، الشيشان، فرنسا، والفاتيكان".

وألغى زيارة كانت مقررة إلى مخيمات اللاجئين من مسلمي الروهينجا في بنجلاديش، قبيل ساعات من انطلاقها، عقب الهجوم الإرهابي الأثيم الذي استهدف مسجد الروضة بقرية بئر العبد في سيناء في نوفمبر عام 2017، وراح ضحيته أكثرُ من 300 شخص.

وبالتوازي مع تلك التحركات الخارجية المكثفة، فقد استقبل الإمام الطيب العديد من قادة وزعماء العالم في مشيخة الأزهر، من أبرزهم: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، والرئيس البرتغالي "مارسيلو دى سوزا"، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، والشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبو ظبي، إضافة لرؤساء كل من: سنغافورة وبوركينا فاسو وتوجو والصومال ولبنان وأوروجواي وإيران.

ورفض الإمام الأكبر استقبال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، في مشيخة الأزهر، في ديسمبر 2017، احتجاجًا على قرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها في الكيان الصهيوني إلى مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، رافعًا شعار: "الأزهر لا يمكن أن يجلس مع من يزيفون التاريخ ويسلبون حقوق الشعوب ويعتدون على مقدساتهم". 

وبالإضافة إلى هذه الزيارات والاستقبالات، فقد عقد الأزهر في السنوات الأخيرة سلسلة من الندوات والمؤتمرات العالمية، التي حظيت بحضور دولي رفيع، من النخب الدينية والفكرية والسياسية والثقافية من مختلف دول العالم، مثل ندوة الأزهر الدولية "الإسلام والغرب.. تنوع وتكامل"، التي شارك فيها 13 رئيسًا ورئيس وزراء سابق من قارتي آسيا وأوروبا، و"مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس"، الذي حظي بحضور مشاركين من 86 دولة، و"مؤتمر الأزهر العالمي للسلام"، الذي شارك فيه قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ومؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، الذي شهد أرفع حضور للقيادات والنخب الإسلامية والمسيحية في الشرق.

ووضع الإمام الطيب نصب عينيه زيادة حجم التواجد العالمي للمنظمة العالمية لخريجي الأزهر، لتفعيل قوة الأزهر الشريف الناعمة المتمثلة في خريجيه المنتشرين حول العالم، والتواصل معهم بما يجعل للأزهر صوتًا مسموعًا في كل ربوع المعمورة، وقد امتدت فروع المنظمة إلى تسع عشرة دولة، هي: "جماليزيا، إندونيسيا (فرعان)، تايلاند، الهند، فلسطين، الصومال، السودان، تشاد، بريطانيا، جزر القمر، مالي، كينيا، جنوب إفريقيا، تنزانيا، باكستان، رواندا، كوت ديفوار، سلطنة بروناي" إضافة إلى عدة فروع تحت التأسيس.

واختتم الإمام الطيب عامه التاسع بالتوقيع المشترك مع قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، فبراير الماضي، في أبو ظبي، على وثيقة "الأخوة الإنسانية"، التي تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية، وهي نتاج عمل مشترك وحوار متواصل استمر لأكثر من عام ونصف بين الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان، وتحمل رؤيتهما لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين أتباع الأديان، وللمكانة والدور الذي ينبغي للأديان أن تقوم به في عالمنا المعاصر.