الصرف الصحي.. ثروة| مصر تدخل دائرة العالمية فى الاستفادة من مخلفاتها

الصرف الصحي
الصرف الصحي

توفير 29 مليون متر من المياه يوميا صالحة للزراعة.. وتوليد الكهرباء من مخلفاته

الخبراء : رى المحاصيل..إنتاج البيوجاز..التخلص الآمن من كوارثه الصحية.. أهم المكاسب

مياه الصرف كنز يجب استغلاله والدولة تستهدف تغطية 60% من الريف


دائما ما راود كل الحكومات التى توالت على مصر حلم القضاء على مشكلة الصرف الصحى وتوصيله لكل أنحاء الجمهورية لما له من أهمية كبيرة فى حياة كريمة وصحية لكل المصريين؛ ولكن طالما تحطم هذا الحلم على صخرة التمويل فيكفى أن نقول إن الدولة تحتاج 50 مليار جنيه لتوصيل الصرف الصحى لكل مصر، فإن كانت هناك 420 محطة صرف فى مصر تستوعب عبر شبكاتها البالغ طولها 53 كم 12.3 مليون متر مكعب يوميا إلا أن مازال 66% من الريف و6% من الحضر بلا صرف صحى وهو ما دفع الدولة لتبنى فكر جديد هو المشاركة المجتمعية من خلال تشجيع القرى بمن يقطن عليها من سكان ورجال أعمال وجمعيات أهلية لتوفير التمويل اللازم لتوصيل الخدمة لها على أن تتولى الدولة الدراسات والتنفيذ وهو ما حدث بالفعل فى 347 قرية فى 17 محافظة يجرى دراسة توصيل الصرف بها بهذه الطريقة وذلك من أصل 1152 قرية سوف يصلها الصرف بحلول 2022 لتصل التغطية فى الريف 60%.


وأكد المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف، أن الدولة حريصة على استخدام طرق المعالجة الحديثة لمعالجة مياه الصرف الصحى بغرض إعادة استخدامها بعد المعالجة فى الزراعة حيث إنها أصبحت تدخل ضمن المُقنن المائى لمصر وخاصة فى ظل التحديات التى تواجه البلاد فيما يخص حصتنا من مياه نهر النيل ولذا كانت ضرورة الاهتمام باستغلال الصرف الصحى والذى يمكن تحويله لكنز من خلال إنتاج مياه صالحة للزراعة منه وحمأة تستخدم كمخصبات زراعية خاصة الأراضى المستصلحة وأيضا إنتاج الطاقة الكهربائية التى يمكن أن يعاد ضخها فى محطات الصرف الصحى لتغذيتها وبالتالى توفر فاتورة باهظة شهريا للكهرباء وهذا بالتأكيد فضلا عن التخلص الآمن من الصرف الصحى الذى يكون غالبا سببا لكوارث صحية كثيرة.


المياه والصرف 
وحول الموقف العام لخدمة مياه الشرب والصرف الصحى على مستوى الجمهورية، فطلب رئيس الشركة القابضة إلقاء الضوء فى البداية على حجم الخدمة المقدمة فى أنحاء الجمهورية فتبلغ نسبة تغطية مياه الشرب فى مصر حوالى 98% بعدد مشتركين 15.1 مليون اشتراك وتبلغ كمية المياه المنتجة 28.9 مليون متر ويصل نصيب الفرد من مياه الشرب المنتجة على مستوى الجمهورية إلى 280 لترا فى اليوم ويتم إنتاج المياه من خلال 2711 محطة بجانب 582 رافعاً ويصل طول شبكات المياه إلى 166 ألف كم وتتنوع مصادر المياه بين (89 % سطحية - 10.74 % ارتوازى - 0.26 % تحلية ).


بينما تصل نسبة تغطية الصرف الصحى على مستوى الجمهورية لحوالى 59.7% من عدد السكان بواقع 94% فى الحضر و34% للريف بعدد اشتراكات 7.64 مليون اشتراك وتبلغ كميات المياه المعالجة للصرف الصحى على مستوى الجمهورية 12.3 مليون مترمكعب فى اليوم ويتم معالجتها من خلال 420 محطة بجانب 2510 روافع ويصل طول شبكات الصرف الصحى إلى 53 ألف كم وتتنوع أنواع معالجة مياه الصرف الصحى بين (85.3 % ثنائية - 12.7 % ابتدائية - 2 % ثلاثية)، ويبلغ إجمالى عدد القرى فى مصر 4740 قرية يسكنها 50.66 مليون نسمة وعدد القرى المخدومة 1047 قرية و150 تابعا يسكنها 17.059 مليون نسمة بما نسبته حوالى 34% من السكان بالريف وإجمالى القرى المخطط خدمتها بالصرف الصحى حتى يونيو 2022 ضمن برنامج الحكومة 1152 قرية لتصل نسبة التغطية إلى 60 %.


وأوضح د. رفعت عبدالوهاب استشارى بحوث مياه الشرب والصرف الصحى بالشركة القابضة، أن توصيل خدمة الصرف الصحى أهم المشروعات القومية التى لها مردود بيئى وصحى واقتصادى لانعكاسها فى مختلف مناحى الحياة، وأكد على أهمية بلورة مشكلة عدم وصول الخدمة لأنحاء الجمهورية وتحديد جذورها لإمكانية حلها وتحديد أولويات القرى التى سيتم البدء بها وفقا لمعايير ومنهجية موحدة سواء كان من خلال ربطها على محطات معالجة قائمة تستوعب كميات إضافية مع مراعاة البعد البيئى مثل قربها من مصادر المياه أو إنشاء محطات جديدة لها.


وأضاف د. رفعت عبد الوهاب، أن محطات معالجة الصرف الصحى فى مصر والبالغ عددها 420 محطة تنقسم حسب التكنولوجيا المستخدمة إلي: 189 محطة بتكنولوجيا الحمأة النشطة - 89 بخنادق الأكسدة - 75 ببرك الأكسدة - 26 بمرشحات الخفقان - 41 بتكنولوجيات مختلفة، كما يمكن تصنيف محطات الصرف الصحى حسب السعة إلى 15 بسعة أقل من 1000 متر مكعب - 85 من 1000 إلى 5000 متر - 135 بسعة من 5 آلاف إلى 10 آلاف متر - 122 محطة من 10 آلاف إلى 50 ألف متر - 37 محطة بسعة من 50 ألف إلى 100 ألف متر مكعب - 100 ألف بسعة من 100 ألف إلى 500 ألف متر - 5 محطات بسعة من 500 ألف إلى مليون متر - وأخيرا محطتان بطاقة أكبر من مليون متر مكعب فى اليوم.


وأضاف أنه حسب محطات الصرف الصحى فى مصر ، فهى تستوعب يوميا 12 مليون و300 ألف متر مكعب ينتج عنها 7.439 ألف طن مخلفات صلبة بجانب 2 مليون و137 ألف متر مكعب بايوجاز يوميا تنتج بمعالجتها 5 آلاف ميجا وات كهرباء فى اليوم فقط مع العلم أن كل محافظات مصر تنتج حمأة وبايوجاز ماعدا سيناء ومطروح والوادى الجديد والأقصر وبالطبع يمكن أن تتضاعف هذه الكميات من خلال الهضم المشترك مع النفايات الصلبة البلدية وغيرها من النفايات العضوية.


المشاركة المجتمعية
وشددت راندة المنشاوى نائب وزير الإسكان للمتابعة والمرافق، على أهمية المشاركة المجتمعية فى توصيل الصرف الصحى للقرى والمناطق الفقيرة فى مصر وخاصة فى ظل حجاة الدولة لمليارات الجنيهات لتوفير الخدمة لها لذا فإن المشاركة المجتمعية لها دور فى رفع الأعباء المالية عن الدولة ودفع عجلة العمل فى خطة الدولة لمد خدمة الصرف الصحى للقرى والمناطق الريفية المحرومة غير المدرجة بخطة الدولة.

 

وأشارت إلى أنه تم بالفعل الاتفاق على إمكانية إنشاء محطات معالجة صرف صحى منفصلة للقرية فى حالة جاهزية القرية للمشاركة بنسبة 100% من تكلفة التنفيذ على أن يتم تحديد نظام المعالجة لكل قرية على حدى وتحديد التكنولوجيا المستخدمة طبقاً لخصائص مياه الصرف الناتجة من القرية والاتفاق على تجميع التمويل المطلوب لمكون المشاركة الشعبية من خلال الجمعيات الأهلية بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى من خلال الآليات المُتّبعة فى هذا الشأن وتقوم الجمعيات الأهلية من خلال الدعم الفنى من شركات مياه الشرب والصرف الصحى بالمحافظات بتعيين استشارى لإعداد مستندات الطرح والإشراف على التنفيذ وتقوم الشركات باعتماد مستندات الطرح المُعدة بمعرفة الاستشارى المُصمم والمتابعة الدورية لأعمال التنفيذ، بينما يقوم الاستشارى المُصمم والمسئول عن الإشراف على التنفيذ بمراجعة الرسومات التنفيذية المُقدمة من المقاول ومراجعة واعتماد المستخلصات ويتم صرف المستخلصات من الجمعيات الأهلية.

 

وأضافت نائب وزير الإسكان للمتابعة والمرافق، أنه تم حصر 347 قرية بـ17 محافظة يمكن ربطها على محطات معالجة قائمة أو جارٍ تنفيذها وسيتم البدء بـ13 قرية (يوجد لها محطات معالجة قائمة) فى بنى سويف ويتحمل المواطن 50% من قيمة مقابل الصرف طوال فترة الاستفادة من الخدمة وذلك للقرى المُبادِرة بالمشاركة الشعبية بنسبة 100% من تكلفة التنفيذ وتم الاتفاق على تحديد 5 ملايين جنيه مبدئياً لصالح دراسة البرنامج، موضحة أن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أفادت بأنه يُمكن القيام بأعمال التشغيل والصيانة من خلال الجهود الذاتية بمعرفة الجمعية الأهلية أو أهالى القرية وكذلك التحصيل من خلال الجمعية الأهلية بالقرية.


وأوضحت المنشاوى، أنه تم الاتفاق على اتخاذ عدد من الإجراءات وتشمل مخاطبة وزير التعليم العالى بتكليف الجامعات بالمحافظات بإعداد الدراسات المبدئية والتكلفة التقديرية للقرى المقترحة ضمن البرنامج كمساهمة من الجامعات نحو دورها فى خدمة المجتمع وتنمية البيئة ومخاطبة وزارة التنمية المحلية لتكليف المحافظين للبدء فى تشكيل وحدة تنسيقية لكل محافظة بمشاركة جميع الجهات الحكومية المعنية وأعضاء مجلس النواب للقرى المقترحة ويكون رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى القائم على متابعة وتسيير الأعمال لتفعيل وتقدم البرنامج.


وأشار م. هشام مصطفى زكى مدير مشروع محطة الجبل الأصفر، إلى أن الأهمية الأكبر لمشروعات معالجة الصرف الصحى هى المحافظة على البيئة من خلال تنقية مياه الصرف الصحى والتخلص الآمن من فضلات ومخلفات الإنسان ومعالجتها مرة أخرى كى يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى.


الجبل الأصفر 
وأضاف أن محطة الجبل الأصفر كمثال لمحطات الصرف الصحى فى مصر ينتج عن عملها ثلاثة نواتج هى مياه معالجة تستخدم فى الزراعة كرى بعض النباتات وأيضا الحمأة والمقصود بها مخلفات الإنسان بعد معالجتها ويمكن أن تستخدم كسماد وأخيرا انتاج طاقة عبارة عن غاز قادر على توليد الكهرباء اللازمة لتشغيل المحطات فالجبل الأصفر مثلا لديها اكتفاء ذاتى بنسبة 60% من الكهرباء وهو ما يعنى أنه بجانب أهمية محطات الصرف الصحى فى التخلص من مخلفات الإنسان فإن هذه المخلفات لها فوائد عظمى يمكن الاستفادة منها مثل ما سبق.


وأشار إلى أن التوجه لمعالجة الصرف الصحى ضرورة لمواجهة التحديات التى تواجه مصر من حيث حصة المياه لأن مياه الصرف المعالجة يتم استخدامها فى رى الزراعات غير المثمرة أو صبها فى المجارى المائية وبالتالى توفر مياه عزبة للشرب بجانب توفير السماد والطاقة.