أصيبت في حادث مسجد الروضة الإرهابي

«ست بـ100 راجل».. حكاية «نوال» الأم المثالية لذوي الإعاقة

«ست بـ100 راجل».. حكاية «نوال» الأم المثالية لذوي الإعاقة
«ست بـ100 راجل».. حكاية «نوال» الأم المثالية لذوي الإعاقة

«عوضني الله بهذا الفوز بعد أن تجاهلني الجميع».. 8 كلمات اختلطت بالبكاء، لخصت مشاعر نوال أحمد محمود خفاجي، بعد أن أخبرها نجلها بفوزها بلقب الأم المثالية من ذوي الاحتياجات الخاصة، على مستوى الجمهورية لعام 2019.

داخل منزل الأم المثالية، بقرية جزيرة الرحمانية بمحافظة البحيرة، التقت «بوابة أخبار اليوم» مع «نوال»، لتروي قصة كفاح تضاف إلى آلاف حكايات معاناة أمهات لتوفير حياة أفضل لأبنائهن.

«نوال»، أم لشابين؛ «حسام» 25 عامًا، حاصل على بكالوريوس علوم زراعية بيئية، و«إبراهيم» الذي يدرس هندسة علوم الكيمياء الحيوية بإحدى المنح الدراسية لدولة المجر، وكانت تعمل في مشروع محو الأمية في البحيرة وكفر الشيخ في بداية تسيعنيات القرن الماضي، بعد حصولها على مؤهل متوسط.

الظروف المعيشية التي كانت تمر بها الأسرة، والبحث المستمر عن زيادة الدخل، دفع «نوال» للسفر مع زوجها حسن عباس أبو شرابية، إلى شمال سيناء عام 1997، حيث يعمل سائقًا بجهاز الخدمة الوطنية في العريش، فسطرا معًا رحلة كفاح بدأتها بالعمل إدارية في إحدى المدارس بالعريش، وحصلت بعدها على قرض لبناء منزل للسكن فيه مع أسرتها.

حرص ابنة محافظة البحيرة الدائم على المساهمة في زيادة دخل أسرتها، جعلها لا تكتفي فقط بعملها في المدرسة، بل بدأت في إنشاء مشاريع، والمشاركة في جميع المعسكرات التي تنظمها الجامعات في العريش، ما أهلها للحصول على جائزة الأم المثالية بإدارة العريش التعليمية.

سارت حياة الأسرة كطبيعتها الهادئة، قبل أن يعكر صفوها صخب الحادث الإرهابي الخسيس على مسجد الروضة بالعريش، لتقع هي وزوجها ضحايا للحادث الغاشم: «أثناء ذهابي أنا وزوجي وابني حسام للصلاة بالمسجد، أطلقت علينا العناصر الإرهابية النيران وأصبت في ذراعي وأصيب زوجي بطلق ناري».

بعد يوم الواقعة، قضت «نوال» معظم وقتها في المستشفيات، حيث خضعت لـ3 عمليات جراحية لنقل شرايين وأعصاب من الساق إلى اليد: «كنت أعاني من الإحباط لولا دعوة الحج التي وصلتني من الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين، وهناك شعرت بالراحة، وخرجت من حالة الإحباط، حتى قدم حسام ابني أوراقي لمديرية التضامن، وحكيت قصتي ولم أصدق فوزي بلقب الأم المثالية».

«خلي بالك من أولادك وشوفي بيروحوا فين وبيتكلموا مع مين.. علشان ما ينحرفوش ويبقوا إرهابيين.. لأن الأم هي أساس التربية"، رسالة وجهتها نوال خفاجي لكل أم في ختام حديثها، قبل أن يلتقط منها ابنها طرف الحديث، مؤكدًا أنه تعلم حب الوطن والانتماء والاعتماد على النفس على يد والدته منذ الصغر، مشددًا على أن فوزها بالمسابقة هو جزء بسيط مما قدمته لهم.