«أنتم الآن في أمان».. لحظات البطولة في مذبحة كرايستشيرش

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في الوقت الذي يكافح فيه الناس في نيوزيلندا لاستيعاب المذبحة المروعة التي شهدتها كرايستشيرش، بدأت تتكشف فصول البطولة التي أفرزتها المأساة.


كان من أصحاب هذه البطولات أحد المصلين، فقد طارد المسلح ولم يكن لديه من سلاح سوى آلة التحصيل ببطاقات الائتمان.


يوم الجمعة 15 مارس سقط 50 قتيلا في الهجوم على مسجدين بنيوزلندا، وتم توجيه تهمة القتل فيما يتصل بالهجوم إلى برينتون تارانت وتقول الشرطة إن اتهامات أخرى ستوجه إليه.


لكن الشرطة وشهود عيان يقولون إن الهجوم الثاني الذي نفذه تارانت ساهم في إحباطه عبد العزيز ذو الـ48 عاما المولود في أفغانستان.


وقال عبد العزيز إنه جرى نحو تارانت خارج مسجد لينوود عندما صاح أحد الموجودين قائلا إن مسلحا فتح النار، كان تارانت قد قتل بالفعل عشرات في مسجد النور القريب وفي الشوارع.


وقال لرويترزة "كان يرتدي زي الجيش، لم أكن واثقا مما إذا كان الطيب أم الشرير، وعندما شتمني عرفت أنه ليس الطيب".


وروى عبد العزيز أنه جرى ناحية تارانت عندما أدرك أن المسجد يتعرض للهجوم والتقط آلة بطاقات الائتمان لتكون سلاحا في يده.


وجرى تارانت عائدا إلى سيارته وأمسك ببندقية أخرى، وقال عبد العزيز إنه ألقى بآلة بطاقات الائتمان واختبأ بين السيارات عندما فتح تارانت النار.


ثم التقط بندقية كان تارانت قد ألقاها وجذب الزناد لكنها كانت فارغة، وقال "رحت أصرخ فيه تعال هنا تعال هنا. كنت أريد فقط أن يوجه تركيزه علي".


وقال عبد العزيز إن تارانت دخل المسجد وإنه تبعه ثم واجهه في النهاية مرة أخرى، وأضاف "عندما رآني وفي يدي البندقية ألقى السلاح وجرى ناحية سيارته. وطاردته".


وتابع "جلس في سيارته وكانت البندقية في يدي، ألقيت بها عبر الزجاج وكأنها سهم. فسبني وانطلق بالسيارة".


وقال عبد العزيز إن أربعة من أولاده كانوا معه في المسجد عندما وقع الهجوم.


اختبأ في المسجد قرابة 100 من المصلين أثناء الهجوم وخرجوا جميعا دون أن يمسهم أذى.


وقال عبد العزيز "عندما عدت إلى المسجد استطعت أن أرى أن الجميع كانوا في غاية الخوف ويحاولون الاحتماء. قلت لهم ’يا إخوة أنتم الآن في أمان، فقد ذهب. هرب.’ ثم انخرط الجميع في البكاء".


وهذا هو أسوأ حادث قتل جماعي على الإطلاق في وقت السلم تشهده نيوزيلندا. وأمسكت الشرطة بتارانت خلال 36 دقيقة فقط من بداية الهجوم ووجهت إليه تهمة القتل يوم السبت في الوقت الذي ارتفع فيه عدد القتلى ولا تزال الأسر تنتظر دفن قتلاها.


وقد بث تارانت وقائع الهجوم على أحد المسجدين في بث حي على فيسبوك.


وتفرض قوانين نيوزيلندا قيودا على ما يمكن نشره عن تارانت وذلك لحماية حقه في محاكمة عادلة.


وعبد العزيز من كابول في أفغانستان لكنه غادر وطنه الذي مزقته الحرب منذ عدة أعوام. وهو يعيش في كرايستشيرش منذ عامين ونصف العام ويملك متجرا للأثاث.


وكشفت تحريات المحققين وهم يحاولون تجميع صورة ما حدث عن أبطال آخرين.


فقد شوهد نعيم رشيد (50 عاما) وهو يندفع نحو تارانت في بث الفيديو الحي من مسجد النور. ورشيد من أبوت أباد بباكستان ومقيم في نيوزيلندا منذ تسع سنوات وكان في مسجد النور مع ابنه البالغ من العمر 21 عاما. وسقط الاثنان مع القتلى في الهجوم.


وقالت قريبته نعمة خان لموقع ستاف الإخباري إنه أصيب بالرصاص وهو يحمي الآخرين.


وأضافت إن أفراد الأسرة يتصلون من مختلف أنحاء العالم ليعلنوا "أنه سيكون بطلنا".