حوار| السكرتير العام لمنظمة المدن والحكومات الأفريقية: مصر لم تغب لحظة عن القارة السمراء

جان بيير مباسي خلال الحوار
جان بيير مباسي خلال الحوار

- «السيسي» زعيم قوي قادر علي قيادة دول أفريقيا بنجاح

- المقر الدائم بالقاهرة يفتتح يونيو المقبل.. وصندوق لتنمية أفريقيا برأس مال ٢٠ مليون يورو

- دعم اللامركزية والتنمية في أفريقيا بمشاركة مصر

- مدينة دمياط للأثاث واجهة عالمية.. ولم نري مثلها في العالم

القارة السمراء تُعاني الأمرين.. المشاكل مُتعددة، والأحلام كثيرة تراود أبناء الدول الأفريقية، تسعي منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية تحقيقها علي أرض الواقع، من خلال تحسين البنية التحتية والاهتمام بالتعليم، وتدريب الكوادر الأفريقية علي العمل المحلي.. «الأخبار»‬ حاورت جان بيير مباسي السكرتير العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية »‬U»‬LGA»، وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي زعيم قوي قادر علي قيادة دول القارة بنجاح، وتحقيق أمال وأحلام الأفارقة، وقال إن الطريق أمامنا طويل، حتي يتم الوصول للديمقراطية المحلية وتحقيق التنمية المستدامة واللامركزية للابناء الدول الأفريقية، من خلال إنشاء صندوق تنمية  أفريقيا بمشاركة 100 مدينة.

• في البداية، منظمة المدن والحكومات الأفريقية، ولدت من رحم المُعاناة.. فما هي أهم مهامها؟
- القارة الأفريقية تضم مليارا و200 مليون نسمة، يحكمها 16 ألف جماعة »‬مدن» محلية،  تُمثل 350  مليون نسمة تُعاني الأمرين، المشاكل متزايدة والأحلام مُلحة تراود أبناء القارة السمراء، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء المنظمة  عام 2007 لتُمثل المحليات في المدن الأفريقية وتحقيق الوحدة والتنمية بين دول القارة السمراء، وكذلك لدعم اللامركزية، ونعمل حاليًا علي دعم وحدة أفريقيا وترويج التنمية ومكافحة المشاكل التي تعاني منها القارة السمراء، فالطريق أمامنا طويلًا، حتي يتم الوصول للديمقراطية المحلية وتحقيق التنمية المستدامة للابناء الدول الأفريقية.
القمة الثامنة 
• بعد 9 سنوات غياب.. مصر  شاركت في القمة الثامنة لمنظمة المدن والحكومات الأفريقية..كيف تري ذلك؟
- مصر لم تغب لحظة واحدة عن الساحة الأفريقية، وكانت الدول الأخري تنوب عنها في حضور الاجتماعات، وذلك بسبب الأحداث التي شهدتها طول الفترة الماضية، والمفاجأة الكبيرة أن مصر شاركت بقوة في المناقشات التي شهدتها جلسات الجمعية العمومية للقمة الثامنة للمدن والحكومات الأفريقية التي عقدت في مراكش بالمغرب نوفمبر الماضي، والدول الأفريقية دعمت عودة مصر بقوة، وحققت العديد من النجاحات وحصلت محافظة القاهرة علي عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة،وكذلك محافظة القليوبية علي عضوية أخري في المجلس الأفريقي للمنظمة الذي يتولي الإشراف علي المنظمة، بالإضافة إلي اختيار شبكة النساء المحلية الافريقية لمحافظة دمياط عضوًا بالشبكة.
• المنظمة اختارت »‬مصر»  لتكون المقر الدائم لها، لماذا جاءت الخطوة في هذا التوقيت، متي سيتم افتتاحه؟
- مصر بلد الأمن والأمان، عادت بقوة إلي المنظمة خلال الفترة المقبلة،خاصة بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، ومُتأكد أنها قادرة علي الوقوف بجانب أبناء القارة السمراء، لحل مشاكلهم وهموهم، وأن فكرة إنشاء مقر المنظمة لإقليم شمال أفريقيا جاءت خلال اجتماع المنظمة بالقاهرة في 2010،  وأثناء الاجتماع وافقت الدول الأفريقية بالإجماع علي استضافة مصر للمقر، ولكن الأحداث التي شهدتها مصر اعقاب هذا التاريخ حالت دون ذلك، وأن الحكومة المصرية حاليًا تتخذ خطوات وإجراءات سريعة لتجهيز المقر الدائم  بحي النزهة بالقاهرة، وقمنُا بتفقده  خلال زيارة وفد المنظمة للقاهرة لبدء التعاون المشترك والفعلي بين مصر والمنظمة خلال الفترة المقبلة، وتلك الخطوات الجادة  ليست غريبة علي الدولة المصرية في ظل قيادة الرئيس السيسي لمصر ورئاسته الحالية للاتحاد الأفريقي وانفتاحه علي كافة دول القارة، وسيتم افتتاح المقر الدائم بالقاهرة يونيو المُقبل، وذلك تزامنا مع استضافة مصر الحدث العالمي لكأس الأمم الأفريقية، لمشاركة وفود القارة السمراء في هذين الحدثين الهامين.
اجتماعات المنظمة 
• وماذا عن اجتماعات المنظمة فور الانتهاء من تجهيز المقر الدائم؟
- سيتم عقد سلسلة من الاجتماعات في شهر يونيو المقبل، أولها اجتماع مجموعة دول شمال أفريقيا للمنظمة في مقرها الجديد بالقاهرة واجتماع خاص بشبكة النساء المحلية مع مصر وخلاله سيتم الإعلان عن الفرع الوطني للشبكة في أفريقيا، بمشاركة د. مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة ود. منال عوض محافظ دمياط،  واجتماع ثالث خاص باللجنة التنفيذية للمنظمة التي تضم 5 أقاليم بالقاهرة.
• وماذا عن إجراءات إنشاء صندوق تنمية مدن أفريقيا بمشاركة 100 مدينة أفريقية ؟
- جاءت فكرة إنشاء الصندوق لتنمية 100 مدينة أفريقية، نجحنا في إجراء دراسة الجدوي الخاصة بالصندوق، وجارٍ تأسيس رابطة أو جمعية للمدن التي ستشارك في هذا الصندوق، بوضع مُساهمة 100ألف يورو، وتم تجميع مبلغ 10 ملايين يورو من إجمالي 20 مليون يورو رأس مال الصندوق، وتسعي حالياً منظمة المدن والحكومات الأفريقية بالتفاوض مع بنك التنمية الأفريقي للمساهمة بجزء ما بين 5 إلي 10 ملايين يورو، وسيتم الانتهاء من إجراءات التأسيس خلال عام 2020.
• النمو السكاني خطر  يُداهم القارة السمراء وغيرها من التحديات المستدامة.. فما هي طرق مواجهتها من خلال المنظمة؟
- بالفعل النمو السكاني خطرًا يداهم الدول الأفريقية، وخاصة في ظل تضاعف اعداد السكان إلي 4 أضعاف  خلال القرن الماضي، وتزايد الأعداد في الحضر بالمدن الأفريقية حوالي 10 أضعاف وأن كل امرأة تلد 7 أشخاص، وأن مواجهة تلك المشكلة يتطب تدخلا حكوميا وحزمة من الإجراءات المُشددة التي يجب اتخاذها لمواجهة الانفجار السكاني، منها تنظيم حملات توعوية بمخاطر التعدد السكاني، والاهتمام بمحو أمية في دول القارة الأفريقية، لأن تعليم المرأة والإسراع في تعليمها وتوعيتها يُساهم في انخفض النمو السكاني، ويُعد أحد الحلول السريعة لتلك المشكلة.
أما الحل الثاني يتمثل في  تحقيق التنمية في دول القارة السمراء وتنوع الأنشطة الثقافية والاجتماعية وغيرها، وزيادة فرص العمل وإدارة الحياة للمواطنين الأفارقة بطريقة جيدة، ويُكمن الحل الجوهري في »‬التخطيط» الجيد لحل تلك المشكلة وهذا ما تقوم به مصر والدول الأفريقية حالياً، لأننا لو تركنا الزيادة السكانية بتلك الطريقة في دول القارة سيكون هناك مشاكل اجتماعية في المستقبل.
دور المرأة
 • المرأة في دور المنظمة خلال الفترة المقبلة؟
- المرأة تحظي باهتمام عربي وأفريقي ودولي وهي مكانة مستحقة حفرتها بسواعدها في كافة المجالات العلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية واستطاعت تحقيق انتصارات في كافة المجالات، وأن المنظمة الدولية للمدن والحكومات المحلية ومقرها الرئيسي برشلونة بأسبانيا تشترط تولي المرأة المناصب القيادية بنسبة 30 %  بالمنظمة، وتشمل كافة التجمعات والمنظمات في قارات العالم من بينها منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية.
• القارة الأفريقية تمتلك أبطالًا ومصر العمود الفقري للقارة.. ما السر وراء ذلك؟
- السر يكمُن في أن الرئيس السيسي زعيم قوي وقادر علي قيادة دول القارة بنجاح، والدليل علي ذلك توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019، وأنه لديه إيمان بقوة أفريقيا، سيعمل علي تعميق وحدة القارة السمراء، والمساعدة في حل المشاكل والتحديات التي تواجه دولها، من خلال بذل أقصي جهوده لتفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة ودخولها حيز التنفيذ، وهو ما نأمل أن يحققه السيسي خلال الفترة المقبلة. 
• هل هناك برتوكولات تعاون واتفاقيات التوأمة بين المدن المصرية والمدن الافريقية لدعم اللامركزية وتحسين البنية التحتية ؟
- بالفعل يوجد تعاون كبير بين المدن الأفريقية والمصرية علي المستوي المحلي والمركزي، لأن المشاكل واحدة في كافة المدن الأفريقية ومنها ايجاد فرص عمل للشباب والسكن الملائم للأسر، والصرف الصحي والمياه والخدمات الجيدة للمواطنين، وهذا التعاون يُساهم في تعزز كرامة المواطن الأفريقي وتحسين كافة الخدمات التي يحصل عليها من المحليات، من خلال نقل الخبرات المصرية للمدن الأفريقية في كافة المجالات.
تدريب الكوادر 
• التنمية المحلية بمصر تسعي لتحويل مركز سقارة للتدريب إلي أكاديمية دولية.. هل يُساهم ذلك في تدريب الكوادر الافريقية؟
الدورات التدريبية لها أهمية كبيرة في تطوير رأس المال البشري، وخلق كوادر قادرة علي إدارة العمل المحلي، لأن تحقيق اللامركزية في دول القارة لن يتم بدون وجود كوادر محلية مدربة ومؤهلة ولديها مهارات،ونحن لدينا الأكاديمية الأفريقية للمحليات وتسعي لتطوير العاملين بالإدارات المحلية، وخلال الفترة القادمة سيتم التعاون مع أكاديمية سقارة التابعة للوزارة  التنمية للارتقاء بمستوي الخدمات المقدمة للمواطنين بالقارة السمراء.
• ما هو انطباعك خلال زيارتك القصيرة لمصر علي رأس وفد من المنظمة؟ 
- كانت أول زيارة لي بالقاهرة كانت عام 2010  للاجتماع وكان الاستقبال جيدا، ولكن هذه المرة تم استقبالنا بصورة أكثر من رائعة، وشعرنا كأننا في بلدنا الثاني، وقمنا بزيارة مدينة دمياط للأثاث العالمية، وانبهر الوفد بروعة المدينة والمنتجات النهائية لها فهي قلعة كبيرة في صناعة الأثاث، بالإضافة إلي جودته العالية والتي لم نري مثلها في العالم، وخلال الجولة تم الاتفاق مع د.منال عوض مخائيل محافظ دمياط علي دراسة التعاون بين مصر والكاميرون في استيراد الخشب لمدينة الأثاث بدلًا من استيراده من أوروبا.