خلال ترأسها جلسة التغذية بالمؤتمر السنوي لصحة المرأة..

نائبة وزير الصحة سابقا تحذر من أنظمة «الريجيم» العشوائية للأطفال

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

 

ترأست أستاذ الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة، نائب وزير الصحة والسكان سابقا د.مايسة شوقي، جلسة التغذية في المؤتمر السنوي العلمي المجتمعي الرابع لصحة المرأة على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و 13 مارس الجاري.

تنظم المؤتمر إحدى مؤسسات الصحة المجتمعية، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وجامعة "سارالاند" بألمانيا،، تحت عنوان "الأمثل في صحة المرأة"، برئاسة أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة الأزهر د. محمود العديسي، وأستاذ الباثولوجي بكلية الطب جامعة القاهرة نائبا لرئيس المؤتمر د. هالة نجيب حسني، وترأس الجلسة معها أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة القاهرة، ونائب مدير مستشفى القصر العيني التعليمي الجديد د. وليد البوشي.

تحدثت مايسة شوقي، عن الدور الهام للتغذية السليمة للمرأة عبر المراحل العمرية المختلفة، بدءا من الطفولة والمراهقة، ومرورا بمرحلة الخصوبة "سن الحمل والإنجاب"، ووصولا إلي سن الشيخوخة، وقالت أن كل مرحلة عمرية تكون لها متطلبات تغذوية مختلفة، ولذلك فإن توعية الأسرة المصرية بدورها في توفير الغذاء المتكامل الداعم لصحة الطفلة الأنثى والمراهقات والسيدات في فترات الحمل والرضاعة والشيخوخة، هي ضرورة قصوى.

بدأت مايسة شوقي كلمتها، بالإشادة باهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسي بصحة المواطن المصري، وحرصه علي إطلاق المبادرات بالمسوحات القومية لتحديث الخريطة الصحية لمصر.

وشرحت التحديات الغذائية لكل فئة عمرية، ومنها الأنيميا وقصر القامة والسمنة لدي الأطفال والمراهقات؛ بينما تؤثر الأنيميا سلبا علي النمو العقلي والتحصيل الدراسي للأطفال، وتسبب الإجهاد، إلا أن قصر القامة هو نتاج لسوء التغذية المزمن، ويترتب عليه ارتفاع معدلات الولادة القيصرية لاحقا بتكاليفها المرتفعة ومضاعفاتها الصحية الصعبة.

وحذرت "شوقي" من زيادة الوزن والسمنة لدي الأطفال والمراهقات، لأن ذلك يهدد باستمرارية السمنة بعد سن 18 سنة، ويصبح فقد الوزن صعبا، بينما تفاءلت بالتدخل العلاجي للأنيميا بالحديد والمغذيات الدقيقة، وممارسة النشاط الحركي، ولكن علي أن يصاحبه توعية تغذوية لتصحح تكاملية وجودة الغذاء المقدم للأطفال والمراهقات، كما حذرت "شوقي" من أنظمة الريجيم العشوائية، التي ينتج عنها أضرار بالغة، مشيرة إلى أن ضبط كمية الطاقة في الطعام، وشموله علي المغذيات الدقيقة، وممارسة الرياضة، وهي الحلول العلمية للخروج من دائرة سوء التغذية للأطفال والمراهقات.

سلطت نائب وزير الصحة سابقا الضوء، على التحديات التغذوية للمرأة في سن الخصوبة، محذرة من ارتفاع نسبة الأنيميا وزيادة الوزن والسمنة، بينما تشكل الأنيميا خطرا علي سلامة الأم الحامل والجنين معا، إلا أن الرعاية الصحية أثناء الحمل تتضمن الدعم بأقراص الحديد والفوليك، وكذلك التوعية بالغذاء الصحي للأم الحامل والمرضع، ويثير القلق في هذه المرحلة العمرية، أن الأم يزداد وزنها في الحمل بصورة كبيرة ومستمرة، مما يعرضها لأخطار ارتفاع ضغط الدم والداء السكري وفقد القدرة علي الحركة، وكذلك زيادة نسبة الإصابة بالأورام.

وحذرت شوقي السيدات بصفة خاصة من هشاشة العظام، كمرض صامت يصعب علاجه، ولكن الوقاية منه تلعب دورا هاما في حياة المرأة، وذلك من خلال الاهتمام بتناول الألبان ومنتجاتها، والأغذية الغنية بالكالسيوم، والتعرض اليومي للشمس، وممارسة الرياضة.

وشددت على ضرورة اهتمام المرأة باستخدام وسائل تنظيم الأسرة، والمباعدة بين الحمل والتالي بفترة تتراوح من 3 إلى 5 سنوات على الأقل، حتى تستعيد السيدة صحتها وتفقد الوزن الزائد.

وحرصت مايسة شوقي، على تناول التحديات التغذوية للمرأة المسنة، ومنها السمنة، والتهابات المفاصل، وهشاشة العظام، ونقص كتلة العضلات، وارتفاع نسب الإصابة بأورام الثدي والرحم والمبايض، بالإضافة إلى أمراض الشيخوخة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر.

عرضت شوقي النظام الغذائي المتوازن والأمثل، الذي يوفر الوقاية والعلاج لكافة المشاكل التغذوية للمرأة، بصورة مبسطة قابلة للتنفيذ، في نطاق تكلفة بسيطة للأسرة المصرية، وقالت أن هذه الإرشادات توصي بها منظمة الصحة العالمية، ودورنا كمتخصصين في الصحة العامة والتغذية العلاجية أن نقدمها في إطار واضح لكل فئات المجتمع.

في نهاية كلمتها، دعت د.مايسة شوقي، المرأة إلى ضرورة التمسك بحقها في التعليم والعمل، لما في ذلك من فوائد صحية واجتماعية لها ولأسرتها، والاستفادة من كافة البرامج التنموية التي تتيحها الدولة، لأن المرأة هي مقدم الرعاية الأساسية الأول في أسرته، مشددة علي حق المرأة في ممارسة الرياضة والنشاط الحركي، في ظل الصحوة الصحية التي تشهدها مصر ويدعمها وزارة التعليم والجامعات والإعلام والمجتمع المدني.  

حضر المؤتمر خبراء في مجالات الصحة العامة، والنساء والتوليد، والتغذية العلاجية، والأورام، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، ورؤساء الجامعات، وخبراء أجانب من 3 دول هي ألمانيا وإنجلترا وأمريكا، وتعرض جلساته موضوعات هامة عن صحة المرأة، والشيخوخة، والتغذية، والعقم، والأورام، والمناظير.