مركبة «إنسايت» تتعرض لمعوقات تمنعها من الحفر في المريخ

مركبة «إنسايت
مركبة «إنسايت

قام فريق من العلماء في "مركز الطيران والفضاء" الألماني، بتجهيز مركبة "إنسايت" بعدد من الأجهزة والأدوات قبل إرسالها إلى المريخ، لاستكشاف باطن الكوكب الأحمر، ومن أهم تلك الأدوات، مسبار تدفق الحرارة الذى صممه المركز لينقب داخل الكوكب ، لقياس درجة حرارته، ويمكن للبيانات المجمعة أن تقدم أدلة جديدة توضح كيفية تشكل المريخ.

وكشف المركز، فى بيان، أن مركبة"إنسايت" تعرضت لنكسة، إذ لم تصل أوامر نشر المعدات إلى المريخ لأسباب تقنية غير معروفة، ما سيتسبب بتأخر نشر المركبة للمسبار الحراري بمقدار يومين أرضيين، ويطلق على المسبار الحراري اسم "مسبار الخصائص الفيزيائية والتدفق الحراري"، وهدفه الأساسي الحفر والدخول بعمق 5 أمتار في سطح المريخ لقياس تدفقات الحرارة الداخلية للكوكب، وذلك في حال سارت الأمور وفق المخطط له، وهو أعمق أداة علمية من صنع الإنسان على سطح المريخ، وفقا للعلماء الألمان.

وأدت الأبحاث السابقة عن المريخ إلى اكتشافات بارزة؛ منها اكتشاف المياه الجليدية المكشوفة و العواصف الثلجية العاتية، لكن هذا يعد جزءا ضئيلا من المعلومات عن سطح المريخ. 

وقالت نائبة الباحث الأساسي في مهمة إنسايت، سو سمريكار «علينا أن نكتشف المريخ أكثر، فنحن لم نر سوى 1% من سطحه ، سنبحث تحت الطبقة السطحية للمريخ وسنكتشف نسبة 99% من سطحه التي لم نرها من قبل".

ويأمل العلماء في أن تتمكن إنسايت من تخطي العقبات لتقدم معلومات قيمة تمكنهم من دراسة لب المريخ ووشاحه وقشرته وثخانة طبقاته وكثافتها والبنى العامة المكونة لها، وقياس معدل تسرب الحرارة خارج الكوكب، ولا تتوقف أهداف إنسايت عند هذا الحد، إذ اكتشفت الدراسات الحديثة أثرًا لمياه يُحتمل أن تكون محصورةً في الصخور بالقرب من خط استواء المريخ. وتقضي مهمة إنسايت اكتشاف مكان وجود الجليد وتأكيد توفر مياه جارية تحت سطح الكوكب أو نفي ذلك، فأي معلومات جديدة عن المياه على سطح المريخ مهمة جدًا لمحاولات تشييد مستعمرات عليه.

ويتوقع العلماء أن تساعد إنسايت العلماء في الوصول إلى فهم أفضل لآلية تشكل كوكبنا، فحجم المريخ - خلافًا للزهرة والقمر وعطارد - كبير إلى درجة كافية لتجري فيها العملية ذاتها التي شكلت الأرض قبل نحو 4 مليارات عام، وهو أيضًا صغير إلى درجة كافية ليستمر في إظهار آثار تلك العمليات، وسيؤدي اكتشاف المريخ إلى حصول العلماء على معلومات أكثر عن تاريخ كوكبنا وكيفية التحضير للعيش في عوالم خارجية.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي