حوار| وزير خارجية لاتفيا: الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي فرصة مهمة للتعاون والشراكة

وزير خارجية لاتفيا ادجرز ريكينفيتش
وزير خارجية لاتفيا ادجرز ريكينفيتش

- الإرهاب واللاجئين وتحقيق السلم والتعاون الاقتصادي أولويات القمة

في أول قمة عربية أوروبية بشرم الشيخ كان الحرص الأوروبي واضحاً علي التمثيل رفيع المستوي، لبحث الهموم والقضايا المشتركة التي تواجه دول ضفتي المتوسط. علي هامش المؤتمر التقت الأخبار وزير خارجية لاتفيا ادجرز ريكينفيتش رئيس وفد بلاده خلال القمة، والذي كشف عن 4 قضايا أساسية دفعت لأهمية انعقاد القمة في هذا التوقيت وهي مواجهة الإرهاب والسعي لتحقيق السلم والأمن والتعامل مع أزمة اللاجئين والتعاون الاقتصادي، وأكد أن رئاسة مصر للاتحاد الافريقي تمثل فرصة مناسبة لبلاده لتعزيز علاقاتها مع الدول الافريقية باعتبارها الدولة المستضيفة لأول سفارة للاتفيا في إفريقيا.. وإلي نص الحوار:

 

• ما الأسباب التي دفعت لضرورة عقد القمة العربية الأوروبية في هذا التوقيت؟
>> هناك 4 قضايا رئيسية تجمع الاتحاد الأوروبي والدول العربية الأولي القضايا المتعلقة بالأمن في منطقة الجوار الجنوبي لأوروبا مثل سوريا واليمن وليبيا وجهود تحقيق السلام والأمن بتلك المناطق، الثانية مكافحة الإرهاب، كما أعتقد أننا حققنا نجاحاً كبيراً في مواجهة داعش ونحتاج عملا كبيرا لمواجهة باقي التنظيمات الإرهابية، وأعتقد أن الاجتماعات مثل القمة العربية والأوروبية تساعد علي التنسيق لمواجهة الإرهاب، القضية الثالثة الهجرة غير الشرعية..

فمن المعروف أنه بسبب الوضع في سوريا واليمن وغيرها تعد أزمة اللاجئين مشكلة كبري، وهي الأزمة التي تحدث عنها الرئيس السيسي في كلمته الافتتاحية للقمة، كما يجب أن نبحث سبل الهجرة الشرعية، أما القضية الرابعة فهي التعاون الاقتصادي وهي فرصة وليست تحديا، هذه القضايا الأربع يجب أن تشغل مقدمة أولويات التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.


• هل تعتقد أن الدول العربية المستضيفة للاجئين مثل مصر ولبنان والأردن تستحق مزيداً من الدعم من جانب الاتحاد الأوروبي في ظل معاناتها من مشكلات اقتصادية؟
>> الاتحاد الأوروبي يقدم الدعم المالي لعدة برامج في مجال دعم اللاجئين في لبنان والأردن ومصر، كما أن الدول الأوروبية تساهم بشكل ثنائي في برامج دعم اللاجئين بجانب دعم البرامج الممولة من الأمم المتحدة، وأعتقد أنه في الميزانية المقبلة للاتحاد الأوروبي دعم تلك الدول، كما أتفق معك أنه يجب العمل علي تعزيز الدعم لتلك الدول التي تعد الأولي في تلقي آثار أزمة اللاجئين، وقضية اللاجئين إحدي القضايا التي ناقشها الزعماء في القمة العربية الأوروبية، ونحن سعداء باستضافة مصر القمة الأولي من نوعها التي تجمع قادة وزعماء الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.


•  ما دلالة رفع مستوي الحوار العربي الأوروبي إلي مستوي القادة والزعماء بعقد القمة الأولي من نوعها؟
>> في البداية يجب التأكيد علي تفهم مدي انشغال القادة والزعماء العرب والأوروبيين، كما أنه من الصعب علي المستوي اللوجيستي جمع كافة هؤلاء القادة ولذلك أحيي مصر علي العمل الرائع بانجاز تلك المهمة وتنظيم القمة، كما أنه من الصعب التوافق حول محتوي البنود والقضايا المتعلقة بالمنطقة لأن القمم من هذا النوع تحتاج الكثير من التنسيق، لذلك يجب القول أنه يتطلب الكثير من الإرادة السياسية من قادة الجانبين لتقريب بعض الاختلافات لإيجاد الأرضية المشتركة، وكما تعلم أن الدول تختلف في وجهة نظرها تجاه القضايا وهذا ينطبق علي الدول العربية وكذلك الأوروبية، مثلما تختلف وجهات النظر حول قضايا حقوق الإنسان، ولكن بلقائنا مع بعضنا البعض نناقش تلك الخلافات وفي كل قمة نتخذ خطوات للتقارب وتكون فرصة لبناء الجسور، ولذلك لا يمكن توقع أن قمة وحدها يمكن أن تحل كل شيء وإنما كل قمة تمهد الطريق لقمم أخري.


• التطرف الفكري تحد مشترك أمام أوروبا والدول العربية سواء الأفكار الراديكالية في المنطقة العربية او الإسلاموفوبيا في أوروبا.. كيف يمكن لقمم مثل العربية الأوروبية أن تواجه تلك الأفكار المتطرفة؟
>> الإسلاموفوبيا أحد ثلاث تحديات كبري، وبنفس الأهمية هناك حماية المسيحيين في كثير من الدول التي يعانون فيها من توتر حول ممارساتهم الدينية، والتحدي الثالث هو معاداة السامية، وإذا لم يتم التعامل بجدية مع تلك التحديات الثلاث سنكون في أزمة فعلية، وللرد علي سؤالك.. الخطوة الأولي اننا نحتاج إلي تعزيز التعليم والتقارب بين الشعوب والدبلوماسية الشعبية وتوضيح حقيقة الدين الإسلامي بانه دين سلام علي الرغم من وجود المتطرفين الراديكاليين مثل أي دين ينتمي إليه بعض الراديكاليين لكنهم لا يعبرون عن حقيقة الإسلام، في بلادي لاتفيا لا توجد ظاهرة الإسلاموفوبيا علي نحو كبير لعدم وجود جالية مسلمة كبيرة، لكن بالطبع هناك من يضخمون الحوادث الإرهابية ونشر الأخبار الخاطئة لذلك الخطوة الثانية لمكافحة الإسلاموفوبيا والراديكالية هي مكافحة نشر الأخبار الخاطئة خاصة أننا في القرن الحادي والعشرين والكثير من الناس لديها الفرصة لنشر المعلومات غير المؤكدة والأخبار الخاطئة عبر الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي.


• ما تقييمك حول تطور العلاقات بين مصر ولاتفيا خلال السنوات الأخيرة؟
>> اللاتفيون يحبون القدوم في العطلات إلي مصر خاصة في شرم الشيخ والغردقة وآمل أن يأتي المصريون لزيارة لاتفيا، أما بالنسبة للعلاقات الاقتصادية أعتقد أنه يجب تطوير التجارة المشتركة خاصة في صناعة الدواء والأخشاب والغذاء وتكنولوجيا المعلومات، والعلاقات السياسية يمكنها أن تدفع تلك الروابط الاقتصادية، ونتطلع إلي زيارة نظيري سامح شكري وزير الخارجية إلي لاتفيا كما نأمل في تبادل الزيارات علي المستوي الرئاسي.


• كيف يمكن أن تستغل لاتفيا رئاسة مصر للاتحاد الافريقي لتحقيق تقارب أكبر مع الدول الافريقية؟
>> أول سفارة لدولة لاتفيا في إفريقيا موجودة في القاهرة كما تمثل دولة لاتفيا في مقر الاتحاد الافريقي في إثيوبيا، فنحن نحتاج إلي مزيد من التقارب والتعاون مع إفريقيا خاصة علي الصعيد الاقتصادي، حيث لنا تواجد في بعثات حفظ السلام في إفريقيا الوسطي ومالي وقوات محاربة القرصنة في الساحل الصومالي، ونحن في لاتفيا لسنا غرباء عن إفريقيا، وعند الحديث عن العلاقات السياسية والاقتصادية مع إفريقيا فان مصر -حيث لنا سفارة عاملة- يمكن أن تصبح الجسر بين إفريقيا والجزء الذي تقع به لاتفيا في أوروبا، كما أن الخبرة والامكانات في تكنولوجيا المعلومات تتوافق مع الرغبة في التطوير والتحديث في إفريقيا، واعتقد أننا نحتاج لإرسال مزيد من البعثات التجارية إلي إفريقيا لاستكشاف الفرص، والاتحاد الافريقي تحت رئاسة مصر يمثل فرصة لتعزيز التعاون مع الجانب الشمالي الشرقي من إفريقيا وسنكون سعداء للتعاون مع مصر في هذا الصدد.