حكايات| إعادة رسم الثدي.. ياسمين المليحي «ملاك» مريضات السرطان 

 إعادة رسم الثدي.. ياسمين المليحي «ملاك» مريضات السرطان 
إعادة رسم الثدي.. ياسمين المليحي «ملاك» مريضات السرطان 

كلما اقترب الحلم وخرجت «ياسمين» من كبوتها، وجدت نفسها في أزمة جديدة، حتى تحول المشوار بالكامل من السلك الدبلوماسي إلى جراحة تجميل من نوع خاص.

 

المصرية ياسمين المليحي، الحاملة للجنسية الأمريكية أيضًا، درست علوم الإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة واستكملت تعليمها في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة، ثم عادت إلى مصر بحلم العمل في السلك الدبلوماسي.

 

تنظيف وصنفرة الوجه

 

سرعان من تبدد حلم العمل في وزارة الخارجية، لتغادر مصر من جديد، وتعود إلى أمريكا، للعلاج إثر تعرضها لحادث مروري في القاهرة، لتبدأ في نسج خيوط حلمها الجديد.

 

خبيرة التجميل وإصلاح عيوب البشرة «ياسمين المليحي» جذبها مجال الطب والتجميل، فتركت حلمها القديم وبدأت البحث عن برامج ودورات لتساعدها على إدراك المشوار الجديد وتحويله إلى واقع ملموس.


 
اقرأ للمحرر أيضًا| ينقلك لـ«جنة» الساحل.. الإسعاف خدمة 5 نجوم

 

لمدة عامين ونصف، درست «المليحي» تحت إشراف وزارتي الصحة والتعليم العالي في أمريكا، مهارات التعامل مع البشرة وطرق تنظيف وصنفرة الوجه باستخدام التقنيات الحديثة، وبحسب طبيعة بشرة كل شخص، وهو المجال الذي تحظر القوانين الأمريكية ممارسته إلا بشروط محددة أولها التطعيم ضد فيروس بي، والحصول على دورةBlood Bourne Pathegean للتعرف على طرق اكتشاف مريض الإيدز وكيفية مكافحة العدوى من الدم.

 

 

كما خضعت لدورة في الإسعافات الأولية؛ لإنقاذ أي شخص يتعرض لإغماء أو ما شابه، علاوة على دراسة بعض القوانين، والتدرب على بعض التداخلات والتفاعلات الكيميائية التي تمنع خضوع الشخص لمثل هذه الجلسات، حتى حصلت على رخص من ولايات فيرجينيا، وكاليفورنيا، وتكساس، وميريلاند.

 

التاتو الطبي 

 

ولمزيد من الخبرة، تعلمت الدكتورة ياسمين «التاتو والميكروبليدنج»، والتي تقوم برسم شكل الشعر، والتاتو الطبي أو   Cosmetic Tattooing وكل أنواع «Permenant make up» أي المكياج المؤقت، الذي يستخدم أحبارا طبية خاصة وغير محرمة تدوم لمدة شهور، وهو ما أهلها لاختراق مجال، تجميل أثار خياطات الجروح، والحروق القديمة، فحصلت على دورة متخصصة في دراسة أنواع الجلد.
 

 

دراسة أنواع الجلد المختلفة، فتحت الباب أمام «المليحي» الباب واسعًا لاختراق تخصص أكثر أهمية ودقة ويمس مشاعر إنسانية لدى كل سيدة وهو مجال تكميلي يبدأ بعد الخضوع لعمليات استئصال الثدي، فبدأت بالبحث عن أن أشهر وأهم مراكز تعليم مهارات تجميل الأثداء في العالم، حتى توصلت إلى مركز في ألمانيا، وبدأت في مراسلته ليتم اختيارها ضمن أفضل خمس شخصيات في هذا التخصص بالولايات المتحدة الأمريكية.


 

اقرأ للمحرر أيضًا| «شخير» في كل بيت.. أحذروا فقدان الذاكرة والصداع

 


توجهت لدراسة التخصص الجديد في ألمانيا لتتعلم مهارات رسم الثدي وإعطائه الشكل النهائي بـ «الحلقة الداكنة»، بعد انتهاء عمليات إعادة بناء الثدي؛ حيث كانت مصر ونسائها أمام أعينها، متمنية العودة إلى أرض الوطن من جديد حاملة أمل المساهمة في عودة الروح لكل سيدة عانت من مرض السرطان وانتهى بها الطريق للعيش كنصف أنثى. 

 

 
إعادة بناء الثدي

 

بعد قيام أخصائي التجميل بإعادة بناء الثدي مستعينا بطبقة جلد من مكان غير ظاهر مثل الفخذ أو الظهر، يقوم بتوصيل الأجزاء الجديدة في مكان الثدي المستأصل ويتم ملئه بمادة سليكونية، حتى يأخذ استدارة الثدي الطبيعي، وينتهي دوره، ثم يأتي دورها في إضفاء الشكل النهائي؛ برسم الحلقة الداكنة وتكوين حلمة الثدي، بحسب عمر كل سيدة، وذلك باستخدام ابر دقيقة وألوان طبية مخصصة، يصل عمرها إلى 100 سنوات، وفقًا لما ترويه الدكتورة ياسمين.

 

وبمرور الأيام، تلقت ياسمين عرضا للعمل في الحكومة الأمريكية بواشنطن، وهو ما كانت نتيجته عكسية تماما، فكانت ثقة الحكومة الأمريكية في قدراتها الدافع القوي لاتخاذها قرار العودة إلى مصر التي تعشق ترابها، باحثة عن فرصة تتيح لها خدمة أبناء بلدها، وتوجهت لوزارة الصحة والسكان، حاملة شهاداتها الـ76 التي أنفقت عليهم كل ما تملك، قربانا في سبيل تحقيق حلمها بنقل ما تعلمته من خبرات في الخارج إلى سيدات مصر المتعافيات من سرطان الثدي.      

 

الآن ومع كل هذه الشهرة، تتساءل ياسمين عن أي علم ترفع مصر أم أمريكا حين يتم دعوتها كمتحدث رئيسي في أحد المؤتمرات العالمية، قبل أن تجيب «أنا أولى ببلدي وبلدي أولى بي.. قرأت عن التغيير الكبير الذي تشهد الصحة في مصر، وشاهدت وزيرة الصحة تتحدث عن إيفاد بعثات إلى بريطانيا للتدريب على أحدث التطورات في الطب وإدارة المستشفيات فقررت طرق أبوابها.


   
اقرأ للمحرر أيضًا| العين عليها حارس.. جنود خفية لحماية «نور البصر»

 


وحاليا تشارك خبيرة التجميل وإصلاح عيوب البشرة ياسمين المليحي في العمل الخيري بمساعدة المرضى في المستشفيات الأمريكية، وفي مشوارها مع رسم الأثداء أجرت 26 حالة تقاضت أجرها عن حالتين فقط وكان أجرها في باقي الحالات هو السعادة التي تراها في عيون الناجيات من شبح السرطان.

 

 

ورغم كل ذلك، لم تتوقف الدكتورة ياسمين عن التحذير من خطورة العشوائية التي تتبعها مراكز التجميل أو بعضها في استخدام رسم الحواجب والوشم؛ لأن فكرة تعقيم الإبر أو الشفرات غير علمية وتهدد بنقل أمراض خطيرة مثل الإيدز وفيروس سي، وهو ما من شأنه تهديد النجاحات الكبيرة جدا التي حققتها مصر في مواجهة والقضاء على فيروس سي.