صور| «فستان زمان والشارع كان أمان» مجموعة فعاليات لمناهضة التحرش

فستان زمان والشارع كان أمان
فستان زمان والشارع كان أمان

قالت مؤسسة حركة «مش هنشكت على التحرش» ،هادية عبد الفتاح، إن «فستان زمان والشارع كان أمان»، هي مجموعة فعاليات وليست مبادرة أو حملة وجاءت فكرتها في 2016، عندما بدأت عملها في القاهرة بالمشاركة في حملات مناهضة التحرش الجنسي.

وأضافت هادية عبد الفتاح، أنها كانت تسمع أراء الأغلبية بأن التحرش سببه ملابس المرأة، مؤكدة أن هذا المبرر خاطئ، لأن أسباب التحرش متعددة، لكنها لا تتضمن ملابس المرأة، وهو ما دفعها لإطلاق فعالية للتوعية بأسباب التحرش والرد على هذا المبرر الخاطئ، فاختارت الفستان كرمز، وبالأخص فساتين زمان. 

وأوضحت أن الشارع كان يقبل تنوع ملابس النساء بحرية، مؤكدة يقينها بأن أي فترة مضت ليست فترة جيدة للنساء في المطلق، حيث أن فرص التعليم والعمل كانت أقل.

وأشارت إلى أن البحث عن مكان الفعالية والمصور بشكل تطوعي، استغرق منها وقت طويل في عام 2016 حتى التقيت بالمصور جهاد سعد، كما وافقت دينا مسعود صاحبة مطعم، فكان مكان الفعالية في وسط البلد، يوم 8 ديسمبر2016 لمدة 16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة، ووضعت الايفنت على الـ"فيسبوك" وخلق جدلا كبيرا في خلال أيام، لكنها اهتمت أن ترد على كل تعليق وكل بوست، ببوستات توعوية واختارت عدد مشاركات من ضمن الذين أرسلوا لها والتقطوا معها الصور داخل وخارج المطعم. 

ولفتت هادية عبد الفتاح، إلى أنه منذ هذا اليوم قررت تكرار هذه الفعالية في نفس الميعاد كل سنة، ولكن لظروف لم تستطع تنفيذها في 2017 لكنها كانت مصرّة واستطاعت أن تنفذها في 2018 وكانت تبحث عن مكان ومدربين ومتطوعين، حتى وجدت من وافقوا على فكرتها وهم هند عرفة مؤسس ملاذ، ونور مكرم فنانة تشكيلية، ونور مهنا مدرب يوجا. 

وأضافت هادية، أنها فكرت في وقتها أن تنظم الفعالية بشكل مختلف وأن تكون أكثر من مجرد جلسة تصوير، لتكون يوما مليئا بجلسات مختلفة تساعد المشاركات، وكانت تهتم بالتنوع في اختيار المشاركات، وبإشراك الرجال في الفعالية وبالفعل أطلقت إيفينت على فيسبوك وحددت يوم 29 ديسمبر 2018 للتنفيذ، وتطوع معها 4 متطوعين لتصوير اليوم سماح عبد العاطي، وحنان محي، ونسمة نفعه، وأيمن كنزي.

وأشارت هادية إلى أنها بدأت بجلسة التصوير بالفساتين، ومعها جلسة رسم كاريكاتير، وبعدها كانت جلسة يوجا لرفع المعنويات وخروج الطاقة السلبية.

قالت إن هذا اليوم بالنسبة لها كان ناجح ومميز عن فعالية 2016 لعدة أسباب، أهمهم التنوّع في المشاركات، حيث أن المشاركين كانوا من الرجال والنساء بخلفيات متنوعة، وجنسيات متنوعة، والفساتين كانت تقليدية، إلى جانب التنوع في الأعمار من 19 إلى 63 سنة.

وأضافت أن الفعالية التي نظمتها ليست دعوة لأن ترتدي النساء ملابس معينة، بل أنها تحاول أن تظهر للناس صورة لمعاناة النساء لدرجة إن مجرد كلمة فستان تسبب هذه الأزمة، مضيفة أنها تمنت حدوث هذه الفاعلية؛ لخلق دوائر من النقاش حول التحرش الجنسي، ولم تكن تريد حصر الفعالية في أن ترتدي البنات فساتين لأنها تسطح فكرة الفعاليات وتنتزعها من مضمونها وهدفها الأهم، وهو الرد على المبرر الخاطئ بأن ملابس المرأة سبب التحرش.


وذكرت على الرد على المبرر الخاطئ أن ملابس المرأة سبب التحرش الجنسي، هو أن التحرش الجنسي يحدث للنساء والفتيات من جميع الفئات والأعمار داخل المجتمع المصري: المحجبة وغير المحجبة، صغيرات السن وكبيرات السن، متزوجة وغير متزوجة، مصرية وغير مصرية.

وقالت إنه في الحقيقة، القضية لا تتمثل في الملابس أو السلوك لدى النساء والفتيات. وفقًا لدراسة أعدتها الأمم المتحدة للمرأة في 2013 ،99،4 من السيدات المصريات تعرضن للتحرش و طبقاً لدراسة المركز المصري لحقوق المرأة (ECWR) عام 2008  ، كانت 72% من النساء اللاتي تعرضن للتحرّش يرتدين الحجاب أو النقاب. وقد كانت هذه النسبة في ذلك العام (2008) تساوي تقريبًا نفس النسبة المئوية لمجموع النساء اللاتي يرتدين الحجاب والنقاب في المجتمع المصري، ما يشير إلى أن متوسط النساء المصريات يتعرضن للتحرّش الجنسي بغض النظر عن الملابس أو المظهر. 

وأضافت إن اللوم لا يجب أن يقع على ملابس شخص ما أو طريقة المشي أو أسلوب الكلام أو التصرفات، فالمرأة ليست المسئولة عن التحرّش، و إنما أفعال المتحرّش وقراره في ممارسة هذه الجريمة فالكل مسئولين وقادرين علي التحكم في تصرفاتنا وعلينا احترام الآخرين.