العلاقات العربية الأوروبية.. تحديات مشتركة وتعاون سياسي وأمني

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

يجمع العرب والأوروبيين تاريخ طويل وثري من التبادل الثقافى والاقتصادى والتجارى والسياسي، إضافة إلى القُرب الجُغرافي والاعتماد المُتبادل، مما ساهم فى تأسيس علاقات قوية بين الجانبين لعقود طويلة.

وتعتبر جامعة الدول العربية التجمع العربى الوحيد الذى يشمل كل الدول العربية وهى بذلك تعد نظير الاتحاد الأوروبى، وللاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية علاقات متطورة وودية تقوم على أساس مذكرة تفاهم وُقِّعَت عام ٢٠١٥، كما يعقد الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية لقاءات مُنتظمة على مستويات مُختلفة، ويتم تنظيم لقاءات لمسئولين رفيعى المُستوى بشكل منتظم سنويا، حيث يلتقى سفراء السياسة والأمن الأوروبيين مع الممثلين الدائمين لجامعة الدول العربية سنوياً.

وتعقد لقاءات وزارية على مستوى وزراء الخارجية كل سنتين، وقد دُعِيَّت الممثل الأعلى نائب الرئيس فيدريكا موجرينى إلى اجتماعات القمة لجامعة الدول العربية خلال العامين الماضيين وحضرت موجرينى هذه الاجتماعات.

يعمل الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية معاً من خلال منهجية جماعية وتعاونية متعددة الأطراف على التعامل مع التحديات المُشتركة التى يواجهها الطرفان على المُستويات المختلفة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو أمنية.

ويُعتبر التعاون الإقليمى القوى أساساً لإيجاد حلول للتحديات الحالية التى تواجهها الدول العربية والأوروبية، حيث يشترك الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية الالتزام فى تعزيز التعددية ونظام دولى يقوم على أساس القانون الدولى والعمل من أجل زيادة التعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

فمن خلال إطار العمل هذا أصبحت الممثل الأعلى نائب الرئيس فيدريكا موجرينى عضواً فى اللجنة الرباعية حول ليبيا حيث تضم هذه اللجنة أيضاً ثلاثة أعضاء آخرين هى جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة.

كما يتعاون الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية فى التعامل مع عدد من ملفات الأمم المتحدة مثل أجندة ٢٠٣٠ حول التنمية المُستدامة والجهود العالمية لمعالجة التغييرات المناخية والحد من انتشار الأسلحة النووية.

ويضم الحوار السياسى والتعاون بين الاتحاد الأوروبى ملفات إقليمية عديدة وموضوعات أفقية تحتل أولويات الأجندات لدى الطرفين، من العملية السلمية للشرق الأوسط وسوريا واليمن وليبيا والعراق إلى محاربة الإرهاب والهجرة والهدف الوحيد المُشترك وهو البحث عن حلول دائمة من أجل تحقيق السلام والاستقرار.

ويتعاون الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية معاً فى مواجهة تهريب الأسلحة المحظورة من خلال مشروع يُقَدَّر بمبلغ ٢.٧ مليار يورو لبناء القدرات والتدريب فى مجالات مراقبة الأسلحة التقليدية لدى الدول الأعضاء فى جامعة الدول العربية.

كما تم إنشاء مجموعة عمل للرقابة على أسلحة الدمار الشامل والأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة والسلاح عام ٢٠١٥ كجزء من الحوار الاستراتيجى بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية، حيث تلتقى مجموعة العمل بانتظام لتقييم مدى تقدم عملها.

وقد جعلت التهديدات المتنامية والتحديات المشتركة التى يخلقها الإرهاب الدولى والتطرف وتواجهها أوروبا والعالم العربى،من مسألة وقوف الطرفين متحدين ضد الإرهاب أمراً ضرورياً.

ويلتزم الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية بالحرب العالمية على الإرهاب من خلال عملهم المُشترك لدعم جهود التحالف العالمى ضد داعش، مع الحفاظ على الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وسيادة القانون والقانون الدولى الإنساني. كما يعمل الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية، عبر إطار عمل الحوار الاستراتيجى بينهما، على تشكيل مجموعات عمل لمكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة. 

وعمل الاتحاد الأوروبى منذ عام ٢٠١٢ على دعم مشروع تعزيز قدرات الاستجابة للأزمات لدى جامعة الدول العربية، حيث ساعد مبلغ ٤.٤ مليون يورو على تمويل إعداد غرفة أزمات جامعة الدول العربية وتهدف إلى تعزيز قدرات جامعة الدول العربية على الاستجابة للأزمات. 

ويهدف مشروع الدورة التدريبية والمعلوماتية حول الدبلوماسية الأوروبية العربية (الحوار) الممول من الاتحاد الأوروبى إلى تعزيز الحوار بين المسئولين العاملين فى مؤسسات الاتحاد الأوروبى والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. 

وتهدف المرحلة الثانية من هذه المُبادرة إلى زيادة تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية وتوسيع نطاقه ليشمل المزيد من الأشخاص والمجالات المتعددة ذات المصلحة المُشتركة ومن خلال الجهود الموحدة بين برامج العمل المشتركة التى تجمع بين الاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية.