«الألوان روح الحياة».. لا يعرف الكثيرون قيمة الألوان في حياة الإنسان أو المعنى الحقيقي لكل لون أو ما يرمز له، على الرغم من أن أساس الألوان كانت لدى المصريين القدماء منذ أكثر من 4500 عاماً، حيث كانوا يستخدمون الألوان في كل مجالات حياتهم اليومية ولكل لون مكانه المحسوب بمعايير مختلفة.
ولا يوجد شعب من شعوب العالم القديم استعمل الألوان مثلما فعل المصريون القدماء، والشاهد على ذلك مقابرهم المنتشرة في كل مكان من الشمال وإلى الجنوب إلى جانب المعابد، ولذلك كتب د.زاهي حواس، عالم المصريات، عن أهم مقبرتين احتفاظاً بألوانهم حتى الآن والذي أعتبرهما من روائع الفن في مصر القديمة، وهما : المقبرة الأولى "مقبرة نفر" بسقارة والتي اكتشفها الأثري المصري أحمد موسى، ويعود تاريخها إلى الدولة القديمة أي نحو 4200 سنة.
وأضاف «حواس» أن مقابرهم والمعابد المنتشرة في كل مكان هي أفضل دليل على نظرتهم الفنية في استخدام الألوان، مشيراً إلى قبر آخر رائع وهو قبر الملكة نفرتاري ، زوجة الملك رمسيس الثاني الذي ينتمي إلى الأسرة الفرعونية التاسعة عشر، حيث تم العثور على هذه المقبرة في وادي «كوينز» في الضفة الغربية للأقصر، وكل من يذهب هناك يندهش من ألوانه المتوهجة.
من المثير للإعجاب أنه عندما زارت زوجة الرئيس الفلبيني السابق إميلدا ماركوس هذه المقبرة مع زوجة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، دهشت من الرسومات والألوان الساحرة، وقامت بالتبرع بمليون دولار لتجديد القبر.
ومن جانب آخر، هناك مقبرة أخرى وهي مقبرة الكاهن "كاي" من الأسرة الخامسة، ويحتوي على العديد من الألوان الرائعة، حيث كانت الألوان في العصر الفرعوني مرتبطاً بالممارسات الدينية.
«الألوان ودلالاتها عند الفراعنة»
كان اللون الأخضر يسمى "Wadj" وكان يُعبر عن الرخاء والنمو.
كان الأحمر يعرف باسم "Dashr"، رمزا للقوة والغضب وكان يستخدم بشكل متكرر وجلب من مأخذ في الصحراء الغربية.
بالنسبة للون الأبيض الذي كان يعرف باسم "الحاج"، فقد كان يعكس النقاء والوضع الاجتماعي العالي، ولهذا كانت ملابس الملوك والنبلاء وكبار الموظفين بيضاء.
كان اللون الأسود معروفًا بـ "كام" وكان مرتبطًا بالظلام فضلاً عن خصوبة التربة.
يعرف اللون الأصفر بالفاراجا باسم "Kengt" ويستخدم لتعكس الأبدية، بينما كان اللون الأزرق مرتبطًا باستعادة الحياة.
