«الصيانة».. فريضة غائبة عن المصريين| فصول المدارس وأجهزة المستشفيات «موت وخراب ديار»

صورة موضوعية
صورة موضوعية

هنا الداخل مفقود.. والخارج كتبت له النجاة.. هنا المعاناة أنواع تبدأ من البحث عن طبيب مرورا بأجهزة تالفة وصولا إلى تشخيص خاطئ يؤدى فورا إلى عجز أو عاهة أو الموت فورا دون مقدمات.. المستشفيات الحكومية « إهمال مع سبق الإصرار والترصد « ضرب كل قطاعاتها.. لم يسلم الأغلبية العظمى التى دخلتها تبحث عن علاج لعلتها.. لتخرج منها على الفور بمرض آخر مصاحب للمرض الذى دخلت به.. أشكال الصيانة لا تعرف طريقها داخل المستشفىات للأجهزة أو حتى الأسرة التى يبيت عليها المرضى.


فعلى أبواب مستشفى أحمد ماهر.. المشهد من الخارج ينذر بكارثة على الطريق.. مداخلها مغلقة تماما بالبوابات السوداء الفارهة.. المرضى يقفون خارجها فى طوابير مشردة لا يحكم حركتها سوى رغبة كل مواطن فى الدخول إلى الطبيب المختص بعلته التى يعانى منها.. شبابيك التذاكر أشبه بأفران « العيش « يقف أمامها المئات من المرضى فى انتظار نظرة واحدة من الموظف المختص الذى غالبا ما ترتسم على وجهه علامات الغضب وهو ينظر لتلك الطوابير بسبب أو بدون سبب ليدفعوا ثمن التذكرة ويتمكنوا من العبور إلى بهو « أحمد ماهر « من الداخل لتبدأ فى التو واللحظة رحلة المعاناة التى تنتهى بأن المريض لا يعرف شيئا عن مرضه أو تشخيص خاطئ يجلب له مرضا آخر وكل ذلك ناتج عن سوء وقدم الأجهزة المستخدمة أو حتى عدم صيانة القديم منها.

أما من الداخل فالعشوائية هى سيدة قرارها لا تستطيع ان تفرق بين فريق التمريض أو المرضى الذين يحضرون منذ الصباح الباكر لعلهم يستطيعون الدخول إلى الأطباء فى مختلف التخصصات.. القمامة ملقاة على الأرض فى كل مكان.. المرضى فيها يسعفون أنفسهم وكأن المستشفى رفع شعار « ساعد نفسك بنفسك «.. أما عن الإشارات والأسهم المستخدمة للتعريف بالأدوار والغرف فقد ضاعت ملامحها وسط أمواج الانهيار التى أصابت كل محتويات مستشفى باب الشعرية.. فريق التمريض اختفى فى ظروف غامضة وعربات « التروللى المصدية « تنقل المرضى للغرف ويجرها ذويهم ليجدوا فى النهاية بمجرد وصولهم أن اسرة تلك الغرف أكل أجزاءها السوس و» مراتبها « ضاعت ملامحها بين طيات الإهمال التى ضربت كافة أنحاء المستشفى.

وبالنسبة لغرف الكشف على المرضى فى كافة التخصصات فهى أقرب إلى قبور يدفن فيها الموتى فبدلا من أن تستخدم أحدث الأجهزة والأسرة المتطورة أصبح الكشف « بمجرد النظر « دون استخدام أبسط الأدوات كالسماعة فى الكشف الذى لا يستغرق سوى دقيقة واحدة لا تسعف الطبيب المختص فى تحديد نوع المرض وطريقة علاجه.. خطوات تقطعها من أمام العيادات الخارجية إلى غرف العناية المركزة التى يجلس أمامها عدد من أفراد التمريض غير عابئين بمن يعانى بالداخل فمنهم من يمسك هاتفه يلعب عددا من الألعاب على المحمول دون اهتمام بأى مريض وآخرون تأخذهم جلسات « الحكاوى « بصوت عال لا يجعلهم يسمعون من يجلس بتلك الغرف اذا اشتكى من أمر ما.. الوضع لم يختلف فى مستشفى أم المصريين ذلك الذى لم يشهد أى صيانة سواء لمبانيه التى أكلها عامل الزمن او لأجهزته التى غالبا كل نتائج أشعاتها وتحاليلها خاطئة بسبب إنها تالفة ولم تر نور الصيانة منذ زمن بعيد.. الوضع لا يختلف كثيرًا، فالمستشفى بوضعه الحالى يعانى الكثير من الإهمال ونقص الإمكانات وإن وجدت فإن صيانتها معدومة تماما.

 

حوادث موسمية بطلها الإهمال
 

معظم مدارس مصر بدون صيانة وتعانى العديد من المشكلات والسلبيات، وليس ذلك فقط لكن ما يفاجئك أن تراها آيلة للسقوط، على الرغم من الشكاوى الكثيرة المتداولة بين أولياء الأمور والأهالى والتى لا تؤخذ فى الاعتبار ولا النظر إلى الأرواح المهددة بذلك الخطر بسبب الإهمال فى صيانة المدارس وعدم المتابعة بصفة دورية، علاوة على المشكلات فى البنية الأساسية لها التى تنذر بوقوع العديد من الكوارث وأنها لا تصلح للدراسة..ولا تقف مشاكل الصيانة عند ذلك الحد فقط بل تجدها فى بعض الأحيان لا تصلح للترميم، وتجد الفصول تعانى من الإهمال الشديد والمقاعد المخصصة لجلوس الطلاب تالفة ومحطمة لا تصلح للجلوس عليها أو الاستخدام وزجاج الشبابيك محطمة تحتاج إلى التغيير، ناهيك عن المرافق ودورات المياه المتهالكة للغاية والتى تكون خارج الخدمة والأبواب والحوائط والأسوار التى تعانى من التصدعات والتشققات وتجعلها آيلة للسقوط على الطلاب، بالإضافة إلى أكوام القمامة التى انتشرت بجوار أسوار المدارس وتظهرها بشكل غير حضارى وتنقل الأمراض الخطيرة للطلاب..يذهب الطلاب للمدارس طلبًا للعلم دون التفكير أنه من الممكن وقوع العديد من الكوارث بسبب الصيانة الغائبة والنظافة المفقودة التى قد تعرضهم للإصابة بالأمراض مع غياب ثقافة التوعية بخطورة تلك الأزمة، وتراجع مستوى الصيانة حتى جدران الفصول تحتاج إلى الطلاء بسبب منظرها البشع والذى لا يدل على أنه جدار حضارى، كل ما تعرفه أن تلك المدارس بمجرد حدوث مشكلة بسيطة ستعرض الطلاب للخطر والحوادث دون ضمان سلامتهم كل ذلك سببه الصيانة الغائبة وعدم إتمامها بصفة دورية.