«الصيانة».. فريضة غائبة عن المصريين| وسائل المواصلات..«خسائر مادية وبشرية»

الصيانة غابت عن وسائل النقل والمواصلات
الصيانة غابت عن وسائل النقل والمواصلات

الواقع يؤكد إننا نقوم بشراء المعدات والأجهزة والأصول بملايين الجنيهات ولا نخصص سوى ملاليم لصيانتها، ما يؤدى إلى تآكل تلك الأصول وضعف كفاءتها في التشغيل والأداء أي أننا في حاجة إلى الصيانة الدورية والوقائية لما لها من دور كبير في الحفاظ على كفاءة المعدات والأجهزة والمباني، وفى زيادة الإنتاج وسلامة العاملين في هذه الأماكن.

«استعنّا عليك يا رب».. تلك هي الكلمة التي يرددها ذلك المواطن البسيط عندما يخرج من بيته في طليعة كل شمس قاصدا عمله أو أي قبلة أخرى يقضى فيها ما يحتاجه له ولأسرته.. يشمر عن ساعديه ويرفع شعار «المضطر يركب الصعب» المتمثل في أوتوبيس أو ميكروباص تختفي منه تماما كل أشكال الصيانة بات قديما ومتهالكا وانتهى عمره الافتراضي.. ولأن «الفهلوة» هى السمة التى تميز فئات كبيرة من المصريين عن غيرهم فيحاول ذلك السائق أن يعيد لمركبته «الميتة إكلينيكيا» أن يعيد لها روح الحياة من جديد بعد أن يبادر باختيار المكان الذى سيقف فيه سواء فى ميدان كبير.

شارع أو حتى زقاق وبمجرد أن ينطق باسم المنطقة المخصصه له يهرول إلية مئات المواطنين الذين يتكدسون داخله دون ان يهتموا بأن ذلك الأوتوبيس أشبه بجثة هامدة تعرض حياتهم للخطر لأنها منذ زمن بعيد كل البعد عن الصيانة.

ويمكن ايضا أن يكون بالاضافة إلى سيارة «أتارى» أو «جيب»  لا يوجد لها سقف ولا تحمل لوحات معدنية ولم تخضع للإصلاح أو الصيانة.. معاناة يومية يعيشها المواطنون فى المناطق النائية أو البعيدة وكأنهم فى حرب شرسة مع كافة أشكال وسائل المواصلات غير آدمية.. وذلك بعد اختفاء منظومة النقل التى كانت تتبعها وزارة النقل والمواصلات فى أوقات سابقة فى الرقابة على جودة وسائل المواصلات والحفاظ تنظيم خطوط السير.

«الأخبار» تجولت فى المواقف العامة والخاصة لرصد أشكال وسائل المواصلات البعيدة كل البعد عن الصيانة وأيضا التى تسير طوال اليوم فى الشوارع والميادين لنقل كافة أشكال وسائل المواصلات التى لم تخضع للإصلاح منذ زمن بعيد.. ففى بعض مواقف منطقة وسط البلد التى يتردد عليها مئات الآلاف من المواطنين بشكل يومى تصيبك الدهشة من وجود أوتوبيسات يعود تاريخها وصنعها إلى ستينات القرن الماضى.

فبمجرد ما تطأ قدماك شوارع وميادين وسط البلد تقع عيناك على وسائل مواصلات أقل ما توصف به انها غير أدمية.. أدخنة «الشكمانات» السوداء تتصاعد مع الهواء الطلق حتى إنها تصيب المارة باختناقات فى التنفس وتحجب الرؤية عن قائدى السيارات المتواجدين بجانب تلك المركبة وأغلبها انتهت صلاحيته منذ فترة كبيرة ورغم ذلك يصر السائقون على استخدامها فى نقل الركاب مبررين ذلك بأنهم يساهمون فى حل أزمة المواصلات وأن تكلفتها رمزية مقارنة بباقى وسائل المواصلات.

ومن أبرز الوسائل المستخدمة الأتوبيسات القديمة ومعها المينى باص والذى غالبا ما يقف بطريقة عشوائية فى منتصف الطريق وأحيانا أعلى مطب ليتسابقوا فيما بينهم من أجل اصطياد الزبائن،والأمر الذى يدعو للدهشه أنه على الرغم من الحالة المزرية التى توجد عليها أغلب سيارات المينى باص من واجهات مهشمة وسلالم متهالكة واختفاء الأبواب والأسقف الأ أن الركاب يصرون على استخدامها رغم إنهم يعرضون حياتهم للخطر فى اليوم عدة مرات.

أما البسطاء فى أرض اللواء اضطرتهم الظروف بأن يكون هناك «كوكتيل» من وسائل المواصلات التى تختفى منها كل أشكال المواصلات فمنها أوتوبيس رحلات معالمه مطموسة تماما أشبه برجل أصابه الشلل لا يتحرك ولكنه يحاول أن يمشى على قدميه ـ أوتوبيس الرحلات ـ باب الصعود الخاص به اختفى ودرجات سلالمه الثلاثة اختفى منها اثنتان ولم يتبق سوى واحدة فقط يصعد من خلالها المواطنون إلى الداخل.

فى حين يأتى فى المرتبة الثانية من بين وسائل المواصلات هناك ذلك الميكروباص الذى «أكل عليه الزمن وشرب».. فظهر على جسمه من الخارج علامات الحوادث المتكرر التى وقع فيها ويصاحبها «يد السمكرى» الذى حاول أكثر من مرة أن يخفى علامات الحوادث المتكررة.. وفى أرض اللواء ايضا ترى «العجب» فمع الميكروباص وأوتوبيس الرحلات يوجد التروسيكل والذى يمثل كارثة كبيرة تسير على 3 عجلات ولا يحمل لوحات معدنية ويحدد سائقه الأجرة حسب طول المسافة التى يقضيها أى راكب فيه أثناء الذهاب إلى أى منطقة.