«اكتئاب وانتحار».. عندما يرى لاعبو كرة القدم جانبها المظلم

روبرت أنكه وأنتوني هيوز
روبرت أنكه وأنتوني هيوز

كساحرة آتية من الجنوب تناديك.. تدفعك للركض ورائها.. تمنحك الشهرة والمال.. إلا أنها تطالبك بأن تكون لها بالكامل، وعندما لا تستطيع التقاط أنفاسك وتقرر التوقف.. سيغيب عنك بريق النجومية، فهذا هو الجانب المظلم في حياة بعض الرياضيين الذين أصيبوا بالاكتئاب.

البعض لا يحتمل هذا الأمر، فيقرر أن ينهي حياته قبل أن تخونه قدماه، فكرة القدم رياضة المال والأضواء.. لكن من مارسها بالفعل دائما يحاول الهرب من الجانب الذي تظهر فيه الصورة الأكثر إظلاما، لك أن تتخيل أن 78% من اللاعبين الإنجليز في الدوري الممتاز، عانوا من اكتئاب ومنهم من قرر بالفعل الانتحار.

الأب إنكه.. المريض الخائف

في عام 2009 حل نبأ وفاة حارس مرمى نادي هانوفر الألماني ومنتخب ألمانيا صاحب الـ32 عامًا روبرت أنكه كالصاعقة على قلوب الشارع الرياضي، وكانت الفاجعة الأكبر بعد تحديد سبب الوفاة وهو الانتحار.

بعد يومين من مباراة شهدت تألق الحارس الألماني أمام هامبورج في الأسبوع الـ12 من عمر الدوري الألماني «البوندسليجا» موسم 2009/2010، قرر قائد هانوفر إنهاء حياته بالقفز أمام تقاطع أحد القطارات في مدينة هانوفر.

خرجت زوجة اللاعب الألماني بعدها بأيام لكشف غموض الحادث، فأكدت أن إنكه الحارس الكبير والمحبوب في هانوفر يعاني من مرض الاكتئاب منذ عام 2003، أي قبل الانضمام لهانوفر.

وأضافت الزوجة المكلومة: "إنكة حاول أن يخفي مرضه؛ خوفًا من خسارة حضانة ابنتنا بالتبني ليليو، التي تبلغ من العمر 8 أشهر".

وكشفت وسائل إعلام أنه قبل وفاة الحارس الدولي بفترة قصيرة أصابه فيروس، فتخيل أن حياته ستنتهي كطفلته الصغيرة فبادر هو بتلك الخطوة.

ربط كثير من القريبين من اللاعب بأن انتحاره كان بسبب وفاة طفلته "لارا" بمرض في القلب قبل 3 سنوات من انتحاره، عندما كانت تبلغ عامين، وكشفت مصادر إعلامية أنه اختار هذه البقعة بالتحديد لإنهاء حياته بسبب قربها من قبر ابنته.

أبدون بورتي.. دماء على العشب

بعد فترة من التألق العظيم وعشق الجمهور بدأ مستوى لاعب ناسيونال الأورجوياني أبدون بورتي في التراجع، ورافقه الحظ العثر في كل مبارياته، لذا قرر الفريق وإدارته أن تتعاقد مع أفريدو زيباجي ليكون بديلا لبورتي.

تلك المرحلة هي الأسوأ في حياة اللاعب المخلص فبعد أن كان قائد الفريق هو النجم الأول في أعين الجمهور، أفل نجمه كما أن خوفه من الخروج من حسابات "ناسيونال" ظهر بوضوح على تصرفاته ومستواه.

ومع دخول عام 1918 أبلغت إدارة الفريق اللاعب المخلص بالاستغناء عن خدماته رسميا.. عقب هذا الإبلاغ ذهب اللاعب في تجمع لفريقه، إلا أنه غادر مبكرا متجها صوب ملعب فريقه وفي منتصف أرضية الميدان أطلق بورتي النار على نفسه ليكتب نهايته في المكان الذي تعلق به.

وكان اللاعب قد احتفظ برسالة معه أثناء انتحاره وجهها لإدارة فريقه الأورجوياني كتب فيها: "أسألكم أن تعتنوا بعائلتي كما كنت أفعل دائما الوداع.. صديقكم بورتي".

ميتًا.. ومن الحب ما قتل

وفي حياتنا لا يحتكر نجوم الكرة الانتحار وحدهم، بل هناك قصص لرياضيين آخريين، وفي نوفمبر 2014 كان العالم على موعد مع حلقة جديدة في مسلسل انتحار الرياضيين، وللأسف كان بطلها هذه المرة أنتوني هيوز ميتا.

"ميتا" تعرف على صديقته واستمرا معا لأربعة سنوات كاملة ولكن في أواخر تلك الفترة بدأت صديقته الشكوى من الكآبة المفرطة التي يعيشها البطل الرياضي –حسب تقارير صحفية-.

وبسبب تلك الكآبة قررت شارلوت تومبسون خطيبة لاعب الركبي من إنهاء علاقتهم بشكل نهائي ليقرر وقتها "ميتا" الانتحار بعد 4 أيام فقط من إنهاء علاقتهم ليقرر في نوفمبر من عام 2014 شنق نفسه داخل شقته، بعد أن أرسل لحبيبته السابقة برسالة اعتذر فيها عن كل شيء.