حكايات| أرض الفيروز مهد الحروف.. «سيناء» أصل أبجدية لغات أوروبا الحديثة

«سيناء» أصل أبجدية لغات أوروبا الحديثة
«سيناء» أصل أبجدية لغات أوروبا الحديثة

مهد الحضارات ليست مجرد كلمة مجازية تطلق على مصر، إنما واقع نعيشه كل يوم، ونعرف أن هذه الأرض رائدة، ليس في الأفعال فقط بل في الكلام أيضا فسيناء التاريخية كانت مهد الأبجدية الأولى التي تطورت وأصبحت اللغات الأوروبية اليوم.

 

ظهرت الكتابة في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي 3500 عام قبل الميلاد، وفي مصر القديمة منذ حوالي 3500 عام قبل الميلاد، ولأول مرة كتب المصريون على ورق البردي منذ 2400 عام قبل الميلاد، وقد ولدت الأبجدية الحقيقية الأولى منذ حوالي 1400 عام قبل الميلاد، وفي القرن الثالث قبل الميلاد، ظهرت الأبجدية اللاتينية التي كانت مكونة من 19 حرفا، والتي صارت فيما بعد أصل الأبجديات الأوروبية.

 

اقرأ للمحرر | ماركة «أحلام سعيدة».. الأفيون يقود الفراعنة لانتصارات مذهلة

 

«الأبجدية السينائية».. لا يعرف الكثير أن سيناء هي أصل الحروف الأبجدية، وأبجدية اللغات الأوروبية، حيث قامت أكثر من بعثة بالعمل في منطقة سيناء، وعثر على نقوش كثيرة يصل إجمالي عددها إلى 25 نقشًا، وقد أطلق الباحثون على هذه العلامات، «الأبجدية السينائية» ربطًا بينها وبين سيناء الأرض التي شهدت تسجيلها وشهدت الكشف عنها.

سرابيط الخادم

في عام 1905 ومن قبل العالم الإنجليزي «بتري» الذي عثر أثناء عمله في معبد «سرابيط الخادم» وفي مناجم «مغارات الفيروز» على 12 نقشًا تضمنت علامات لم تكن معروفة من قبل وتشبه بعضها العلامات الهيروغليفية، وجرى تأريخها لعهد كل من تحتمس الثالث وحتشبسوت.

واتضح أن هذه العلامات محورة عن العلامات المصرية القديمة، ومتأثرة ببعض الكتابات السامية على اعتبار أن سيناء كانت نقطة التقاء للقادمين من آسيا، حيث كان العمال الساميون يفدون إلى هذه المنطقة من فلسطين للعمل فيها أو التجارة.

 

اقرأ حكاية أخرى|  مفاجآت إجازات «الفراعنة».. العامل يرافق زوجته بعد «الوضع»

 

وتبين بعد إجراء المزيد من الدراسات أن هذه الكتابة هي أصل الأبجدية الفينيقية، التي هي أصل الأبجدية اليونانية واللاتينية، وهما أصل الأبجديات للغات الأوربية الحديثة.

 

«النقوش السينائية الأولية»
 

تم العثور على عدد محدود من النقوش في بلاد كنعان «فلسطين»، ويعود تاريخها بين القرن الـ 17 و 15 قبل الميلاد، وكانت جميع هذه النقوش قصيرة جداً ومعظمها عبارة عن بضعة حروف، ويسود الاعتقاد أنها كتبت من قِبل التجار الكنعانيين أو جنود من مصر.

 

«نقوش وادي الهول»

 

حُفرت نقوش «وادي الهول» على جانبي طريق كان يستخدم قديماً لأغراض تجارية وعسكرية بين مدينتي طيبة وأبيدوس، في قلب مصر القديمة في وادي على منعطف لنهر النيل، كانت هذه النقوش منقوشة بين عشرات النقوش الهيراطيقية والهيروغليفية الأخرى.

اقرأ حكاية أخرى| الفول والفراعنة.. بديل «اللحمة» من حقول «منف» للقِدرة

 

«الخط الكنعاني»


ينحدر الخط الكنعاني الأول من الخط السيناوي الأولي الذي ينحدر من الهيروغليفية، كما أنه سلف الخط الفينيقي الذي يعد سلف كل الأبجديات المستخدمة في العالم اليوم، من عربية ويونانية وعبرية ولاتينية وسيريلية وأمازيغية، في القرن الثاني قبل الميلاد في الغرب وصولا إلى المغولية.
يذكر أن يعتقد بعد العلماء أن الشعوب السامية اخترعوا نظام كتابة خاص بهم في سيناء أو بلاد كنعان «فلسطين»، حيث كان نظام الكتابة مأخوذ من الرموز الهيروغليفية باستبدال الصور الهيروغليفية وتعديلها لتصبح رموز تدل على أصوات وبهذا يمكن اعتبارها أول كتابة أبجدية منذ حوالي 1500 عام ق.م، وقد عثر على أقدم نص من هذه الأبجدية في سيناء لذلك سميت الأبجدية السيناوية