مؤتمر ميونخ للأمن.. ساحة تبارز سياسي بين روسيا وبريطانيا

سيرجي لافروف وجافين وليامسون
سيرجي لافروف وجافين وليامسون

انتقلت الخلافات السياسية بين بريطانيا وروسيا مع كلا البلدين إلى مدينة ميونخ الألمانية، حيث يُجرى هناك مؤتمر ميونخ للأمن العالمي.

وتشهد العلاقات بين روسيا وبريطانيا توترًا شديدًا منذ مارس من العام الماضي، بعدما تفجرت أزمة حادثة سالزبوري، والتي اتهمت خلالها لندن موسكو بالوقوف وراء تسميم الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته، عبر غاز أعصاب محرم دوليًا.

ونفت موسكو ضلوعها في ذلك، لكن هذا لم يكن محل تصديق لدى الحكومة البريطانية، التي قالت رئيستها، تيريزا ماي، إن تحقيقات أُجريت في بريطانيا خلصت إلى أن ضباطًا في جهاز الاستخبارات الروسية قاموا بتدبير حادثة التسمم، وسمتهم بالاسم، في المقابل رفضت موسكو تسليمهم باعتبار أن الدستور الروسي يمنع تسليم مواطنيها المتهمين بارتكاب جرائم لدول أخرى.

وعلى مدار عامٍ كاملٍ، لا تزال الأجواء مشحونة في علاقة البلدين فيما بينهما، وقد تبادلا طرد دبلوماسيين، فبدأت بريطانيا الأمر، وتبعتها روسيا بعددٍ مماثلٍ.

هجوم وليامسون

وفي مؤتمر ميونخ تبادل الطرفان توجيه خطابٍ عدائيٍ تجاه الطرف الآخر، البداية كانت أمس مع وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون، الذي اتهم موسكو بمحاولة دفع الغرب إلى سباق تسلحٍ جديدٍ، وذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام المؤتمر.

واتهم وليامسون روسيا بالإقدام على "نشاط غير قانوني"، حسب وصفه، في البر والبحر، داعيًا موسكو إلى إعادة ضبط علاقتها مع الدول الغربية عبر الحوار.

رد لافروف

الرد الروسي لم يتأخر إلا ليومٍ واحدٍ، واغتنم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف فرصة إدلائه بكلمة بلاده أمام المؤتمر، لإحداث رجع الصدى للاتهامات البريطانية باتهامٍ مضادٍ، وقد نعت وزير الدفاع البريطاني بـ"وزير الحرب".

ولدى سؤاله عن الوضع الأمني في القطب الشمالي قال لافروف "نريد أن نفهم ما نوع التفويض الذي سيحصل عليه حلف شمال الأطلسي "الناتو" في القطب الشمالي".

وأضاف "إذا استمعت إلى بعض الأشخاص مثل وزير الحرب، عذرًا، آسف وزير الدفاع في المملكة المتحدة فربما تحصل على انطباع بأنه لا يحق لأحد باستثناء حلف شمال الأطلسي أن يكون في أي مكان".

وتجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها لافروف ووليامسون لفظيًا، ففي العام الماضي، بعد أن قال وليامسون إن على روسيا أن تبتعد وتلتزم الصمت، رد لافروف حينها قائلًا إن الوزير البريطاني "ربما يفتقر إلى التعليم".