مشاركة السيسي بمؤتمر ميونخ تؤكد أهمية الدور المصري إقليميًا ودوليًا

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

تأتي مشاركة الرئيس السيسي في مؤتمر ميونخ للأمن MSC، لهذا العام لتؤكد أهمية الدور الذي تلعبه مصر على المستويين الدولي، والإقليمي، فهناك تعامل مصري متزن يقوم على ثوابت أساسية إزاء الأزمات والتحديات التي تواجهها المنطقة، كالوضع في سوريا وليبيا وفلسطين، إلى جانب خطر الإرهاب.

وهذه المشاركة تجيء بعد أيام قليلة من تولي مصر لرئاسة الاتحاد الافريقي، مما يؤكد أيضا نجاح السياسة الخارجية المصرية في استعادة ادوارها في كافة الدوائر ونجاحها في التعامل مع ملفات ومهام متعددة،

ولا شك أن اللقاءات التي سيعقدها الرئيس مع عدد من قادة العالم على هامش المؤتمر، ستتيح نقل وجهه نظر مصر ازاء ما يمر به العالم و منطقة الشرق الاوسط من تحديات اثبت الواقع صواب الرؤية المصرية حول تكييفها وسبل مواجهتها ،

كما تأتى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال هذا المؤتمر في المانيا لتعكس كذلك المستوي المهم الذي وصلت اليه علاقات الشراكة القوية والحقيقية، بين مصر وألمانيا، وذلك فى ظل الدور المصري في القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب والحد من الهجرة غير الشرعية،وهو الدور الذي يحظى بدعم وتقدير كبير من ألمانيا بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل.

ويناقش مؤتمر ميونخ هذا العام سبل دعم التعاون فى مجالات السياسات الدفاعية والعسكرية والأمنية بين دول العالم، وكيفية إيجاد الحلول للعديد من المشكلات التى تواجهها دول العالم فى ضوء التنافس بين الدول العظمى، كما ستتم مناقشة مستقبل مراقبة الأسلحة، كما يسلط المؤتمر الضوء على التفاعل بين السياسات التجارية والأمنية، وتأثير تغير المناخ أو الابتكار التكنولوجى على الأمن الدولي، إلى جانب مواضيع السلاح النووي و الأمن الإلكتروني، والعلاقة بين تغير المناخ والصراعات.

ويشارك فى المؤتمر، الذي يعتبر أكبر ملتقى لخبراء السياسة الأمنية على مستوى العالم، ما يزيد عن أربعين رئيس دولة وحكومة، و مائة وزير وعدد من مسؤولي المنظمات الدولية، في مقدمتهم الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبى فيديريكا موجيرينى، والأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرج، والمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى كريستين لاجارد، والأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا ، والمدير التنفيذى لبرنامج الأمم المتحدة "برنامج الغذاء العالمي" ، ومن بين المتحدثين المنتظرين لهذا العام المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ونائب الرئيس الأمريكى مايك بينس.

وأهمية المؤتمر لا تتمثل فقط في برنامجه والقضايا التي يناقشها، وإنما ايضا فيما يتيحه من التواصل بين المشاركين واللقاءات التي تتم علي هامشه، حيث تبادل الآراء لحل النزاعات، ولعل أبرز تأكيد لذلك ما قاله رئيس "مؤتمر ميونيخ للأمن"، فولفغانغ إيشينغر، فقداوضح ان المؤتمر الرسمي الذي بضم نحو ٣٠ حلقة نقاش ١٢٠ متحدثا مقابل أكثرمن ألف من ما يطلق عليهم بالثنائيات، يمثل فقط "القليل من الكثير".

يذكر أن مدينة ميونيخ تحتضن سنويا المؤتمر الذى يقام لمدة ثلاثة أيام، لمناقشة الأزمات والصراعات والسياسة العسكرية والأمنية فى العالم، وقد عقد مؤتمر ميونيخ للأمن للمرة الأولى فى عام١٩٦٣، كلقاء بين قادة عسكريين وتطور تدريجيا ليخرج من ملفات حلف الأطلسي الي قضايا الأمن في جميع أنحاء العالم حيث سمى في بدايته بـ" اللقاء الدولى لعلوم الدفاع"إلا أنه تم تغيير اسمه لاحقاً إلى "المؤتمر الدولى لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه اليوم "مؤتمر ميونيخ للأمن.

ويعد مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية هو أحد أهم المحافل العالمية، وملتقى العديد من القادة والشخصيات الدوليةمن مختلف العالم في المجالات الأمنية والسياسيةوالعسكرية، لتبادل وجهات النظر والآراء وبحث سبل تسوية النزاعات سلميًا من خلال الحوار المعمق بين الخبراء المتخصصين في تلك المجالات، وهو منصة تجمع النخب الامنية في العالم ، وقد صنفنه جامعة بنسلڤانيا الامريكية للمرة الرابعة علي التوالي كاهم مؤتمر بالعالم.

وقد حمل التقرير السنوي الذي أصدره المؤتمر قبيل انعقادة في العام الماضي عنوانا لافتا ومهما، وهو "الي الهاويه والعوده"في اشارة الي تنامي انعدام الامن في العالم، وأشار هذا التقرير بهذا السياق إلى تهديد الصراع بين أمريكا وكوريا الشمالية وكذلك التنافس بين السعودية وإيران والتوترات في أوروبا بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، وكشف أن اقوي دوله بالعالم بدأت في تخريب النظام الذي وضعته بنفسها ، وقد نقل هذا التقرير هذه العبارة عن لسان خبير في السياسة الخارجيه الأمريكية، والذي شرح أيضا قضية الانعزال الامريكي وسياسة ترامب المعروفة ب "امريكا اولا" والتي بدت جلية مع تخفيض ميزانية الخارجية الأمريكية.

وأشار التقرير في هذا الصدد الي جملة ميركل الشهيره عقب لقائها الرئيس ترامب، أن الأيام التي اعتمدنا فيها على الأخرين كليا قد ولت الي غير رجعه، كما أشار هذا التقرير أيضا إلى أنه يبدو أن أوروبا ستبدأ بتعزيز تنسيقها العسكري الداخلي اكثر واكثر،وضرب مثال علي ذلك بعزم فرنسا والمانيا علي تطوير الجيل القادم من الطائرات المقاتلة معا، كما لم يغفل تقرير العام الماضي قضايا النزاعات والمناخ والهجرة كخطر علي الامن الدولي ويشير الي دورالنزاعات المسلحة طويلة الامد في الهجرة والتهجير ،

يذكر أن رئيس مؤتمر ميونخ كان قد وجه الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي اكتوبر الماضي خلال زيارته لالمانيا ، وذلك للمشاركة في أعمال هذه الدورة من مؤتمر ميونخ للأمن ، لتواكب تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى في نفس العام، وجاء ذلك لتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر في القضايا الإقليمية المختلفة.

كما شارك وزير الخارجية سامح شكرى العام الماضي علي رأس وفد رفيع المستوي فى المؤتمر كمتحدث رئيسى فى جلسة مكافحة الإرهاب، تحت عنوان “الجهاد فيما بعد الخلافة”، حيث تحدث عن الرؤية المصرية لمكافحة الإرهاب والتصدى للإرهابيين دفاعًا عن أرض مصر والعالم كله.

وقد التقى سامح شكري علي هامش هذه المشاركة مع عدد كبير من كبار المسئولين والوزراء من مختلف الدول العربية والأسيوية والأوروبية .لبحث أبرز التحديات التي تواجه مصر والمنطقة.