حوار| مساعد مستشار المفتي: اعتدنا الهجوم علينا.. ونقدم فتاوى «تيك أواي» بما لا يخل بالمعنى

مساعد مستشار مفتي الجمهورية مع محررة بوابة أخبار اليوم
مساعد مستشار مفتي الجمهورية مع محررة بوابة أخبار اليوم

تميزت منصة دار الإفتاء على مواقع التواصل الاجتماعي، كواحدة من أقوى المنصات التي تعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة وقطع الطريق أمام الأفكار المتطرفة، وعلى مدار سنوات حققت نجاحًا ملموسًا من خلال أفكار مختلفة ومتنوعة تعتمد على سهولة الطرح، وخلق حالة من التفاعل بين الدار والمتابع باختلاف عمره وجنسه.


وأجرت «بوابة أخبار اليوم»، حوارًا مع مساعد مستشار مفتي الجمهورية، مدير "السوشيال ميديا" بدار الإفتاء، أحمد رجب، لتسليط الضوء على طرق التفاعل مع الناس وطرح الفتاوى، وكيفية التعامل مع محاولات التضليل والهجوم الذي تتعرض له الدار من وقت لآخر، وجاء الحوار كالتالي:
 

- في البداية.. كيف بدأت منصات دار الإفتاء المصرية على مواقع التواصل الاجتماعي؟

كنا من أول المؤسسات الدينية التي جعلت لها منصات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأننا استشعرنا منذ فترة طويلة أهميتها حتى قبل الثورة، وأنه سيكون هناك اهتمام بموقعي «فيسبوك، وتويتر»، فأنشأنا صفحة الدار في 2010، وقبلها كان هناك صفحة للمركز الإعلامي في عام 2009، كشكل جديد للتواصل نسعى من خلاله الوصول لأكبر فئة من الشباب وإيصال المعلومات للناس بكل سهولة وبكل الطرق، وكنا دائمًا نبحث عن أفضل طرق التواصل مع الناس بما يناسب احتياجاتهم، ووجدنا من أهم هذه الطرق «السوشيال ميديا»، فقمنا بدراسة عن مواقع التواصل قبل البدء ووجدنا اهتمام الناس بالكثير من المواقع أبرزها «فيسبوك، وتويتر» فبدأنا بهما.


- مسألة جذب الناس ليست سهلة.. فكيف استطعتم الوصول إليهم؟

المبدأ رقم واحد لدينا في دار الإفتاء هو مراعاة الحال في طريقة النشر على الصفحات، لمراعاة عقول الناس التي نخاطبها لأننا نخاطب فئات مجتمعية كثيرة وعلينا التواصل معهم بما يناسبهم، فمن الممكن أن يكون لدي علم غزير ولكن لا يممكني توصيله للناس بسبب عدم مراعاة الفروق الفردية.

وقمنا بعمل دراسة عن المشاهير من الدعاة الذين نجحوا في جذب الناس، ودرسنا طريقتهم وأساليبهم التي استخدموها، ثم وضعنا أسلوبا خاصا بنا لتدريب مشايخ دار الإفتاء عليه، وكذلك العاملين في الدار ممن يتواصلون مع الجمهور من خلال دورات تدريبية في علم النفس وكيفية التواصل ونجحت التجربة بالفعل، ودائمًا ما نقوم بانتقاد أنفسنا ونبحث في النقاط التي قصرنا فيها ونعالجها أو نتفاداها فيما بعد، من أجل تحسين ما نقدمه وتطويره.


- كم عدد الصفحات الحالية لدار الإفتاء المصرية؟

لدينا حاليا 16 صفحة على «فيسبوك» باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، ولدينا حسابين على «تويتر» باللغتين العربية والإنجليزية، وقناة على موقع الفيديو «يوتيوب»، وقناة على «إنستجرام»، و«ساوند كلود»، و«جوجل بلس»، نهتم  بالتواصل من خلال كل هذه الصفحات، إلا أن الاهتمام الأكبر بالصفحة الرسمية للدار والتي وصل متابعوها حاليا 7 ملايين ونصف تقريبًا، وحسابات «تويتر ويوتيوب وإنستجرام» لأنها عامة.


- ما الحاجة لتقديم صفحة خاصة بـ«الفيديو» فقط؟

بالنسبة لصفحة فتاوى الفيديو جديدة، فكرتها جاءت بعد عمل تصنيف خاص على «فيسبوك» لصفحات الفيديو، كما أن لدينا إنتاج كبير جدًا من الفيديو والذي ينقسم إلى بث مباشر أو مقاطع فيديو بخصوص فتوى معينة، ونقدم عليها الكثير ولكنها ليست مكثفة مثل صفحة الدار العامة من حيث التوعية والحملات والفتاوى المرئية والمكتوبة.

وننشر الفيديو عبر الصفحة الرسمية وعلى قناة «يوتيوب»، ومؤخرًا عبر صفحة الفيديو بعد أن أصبحنا نقسم البث المباشر إلى مقاطع حسب كل فتوى، وذلك لمراعاة أننا في مصر يرتبط الناس بـ«باقة إنترنت» ويكون من المزعج لديهم فتح الكثير من مقاطع الفيديو أو مقطع طويل، لذا نقدم فتاوى مختصرة فيديو أو الرد مكتوبًا على الصفحة العامة.


- ما هي المحاور التي تعتمد عليها صفحات دار الإفتاء في طرح أي منشور؟


نعتمد على شقين في الطرح لخلق حالة من التوازن هما: «الوقاية والعلاج»، فلدينا الكثير من المشاكل المجتمعية والدينية والكثير من الأمور التي تحتاج إلى علاج سواء قضايا طارئة أو موجودة منذ فترة، فنطرح هذه الأمور مع الحرص على وضع طرق الوقاية بشكل متنوع من خلال مقاطع فيديو وصور ومنشورات مكتوبة وغيرها، فننشر في اليوم ما بين 15 إلى 20 منشور يختلف كل واحد عن الآخر لمراعاة ما يفضله الناس.


- ما هي أحدث الوسائل المستخدمة في معالجة القضايا على «السوشيال ميديا»؟

لدينا وحدة جرافيك متخصصة تقوم على صناعة الصور وإخراج مقاطع الفيديو وعمل مونتاج لها، ومن فترة ليست كبيرة بدأنا نقدم فيديو «موشن جرافيك» بطريقة جذابة، ولا يقتصر على الفتاوى فقط، وإنما أيضًا يشمل تقديم معالجات لأبرز القضايا التي تهم الناس ويحتاجون فيها إلى علاج سريع بطريقة مبسطة وفق دراسات نجريها بشكل مستمر لمعرفة أفكار الناس وما يخص الشأن الديني بشكل عام.

والناس حاليًا على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يحتاجون كل شيء بالمصطلح الدارج «تيك أواي»، مع الاحتفاظ بكونه جذابًا لذا فكرنا في الـ«موشن جرافيك»، وهو ما لاقى رواجًا كبيرًا، حيث نقدم معلومة مختصرة فيما لا يزيد عن دقيقة ونصف، فنحل قضية من القضايا أو نصحح معلومة دينية بشكل جذاب.

- في الفترة الأخيرة تصدرت حملة «خليها تعنس» صفحات «فيسبوك».. كيف تعاملت معها دار الإفتاء؟

نقدم العديد من الحملات على صفحة دار الإفتاء المصرية، ومنها ما يرتبط بالمواسم، مثلا في المولد النبوي تكون الحملة خاصة بمنشورات عن النبي صلى الله عليه وسلم، في عيد الأم نطلق حملات للتعريف بقيمة الأم وكيفية برها وأحاديث نبوية وآيات قرآنية عن فضل الأم واحترامها وتقديرها.

وبالتزامن مع «عيد الحب» حاليا نقدم حملة «الحب منهج حياة» نسلط الضوء فيها على الحب بشكل عام، والذي ليس مشروطًا بأن يختزل فيما بين الرجل والمرأة، وإنما الحب للأهل وللأصدقاء وللأبناء، والحب بين العبد والله عز وجل، والنبي صلى الله عليه وسلم، ونريد تغيير ثقافة الناس بأن الحب لا يقتصر على فئة معينة، فلا نستطيع أن نمنع الناس عن الاحتفال، ولكن نوضح لهم أنه يمكنهم الاحتفال بما لا يخالف شرع الله وتقاليدنا في المجتمع وللمعالجة علينا التفاعل مع الناس وطرح الحلول.

وعندما وجدنا حملات لوقف الزواج بعنوان «خليها تعنس» و«خليه ينقرض»، لم نأخذ جانب على الجانب الآخر، ولكن قمنا بعمل استطلاع رأي على صفحة دار الإفتاء وشارك المؤشر العالمي للفتوى وكذلك وحدة الإرشاد الأسري ووحدة الدراسات الاستراتيجية، بحيث نتمكن من تكوين صورة كاملة، وذلك بالإضافة إلى استطلاع رأي لمعرفة ما يفكر فيه الناس على أرض الواقع لطرح حلول عملية  تناسب منظورهم وما يعنيهم في المشكلة، وبالفعل وصلنا إلى نتائج مفادها أن 84% من الناس معارضين مثل هذه الحملات، وحوالي 16% مؤيد، وقمنا بتحليل أسباب المعارضة والتأييد وطرح حلول بحيث يكون في تفاعل أكبر، ومن جانب آخر أطلقنا حملة بعنوان «خلي المأذون يكتب» للتحدث عن الزواج والأسرة بشكل بسيط من خلاله نسلط الضوء على الحلول.


- تتعرض فتاوى الدار للهجوم في كثير من الأوقات.. لماذا؟ وكيف يتم الرد؟

نعم نتعرض لهجوم ما بين فترة والأخرى، ومؤخرًا جاء الهجوم علينا من إحدى التيارات الإسلامية بعد فتوى تحريم ختان الإناث، وكان الطرح بيان إعلامي وفتوى مكتوبة وفيديو للشيخ أحمد ممدوح يكشف فيه أسباب التحريم وتفاصيل الفتوى، ومن جانب آخر كان هناك تيارات أخرى تؤيد الفتوى، وتم إتهام الدار بأنها لا تحكم بشرع الله ولا تراعي الله في الفتاوى، ومتوقع أيضًا أن نهاجم بعد إطلاق حملة «الحب منهج حياة» لأنه ما نتعرض له على مدار السنوات السابقة.


وخلال سنوات تفاعلنا مع الناس عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لا نرفض أي رأي ولكن لدينا مجموعة من القواعد منها لا تفتِ غيرك، بمعنى أنه أحيانًا يقوم أحد الأشخاص بالرد على سؤال شخص آخر على الصفحة، وهذا مرفوض لأن الدار هي جهة الفتوى ولنا طرق معينة عن طريقها يتم الرد على الناس نوجه الناس إليها، حتى نحن القائمون على الصفحة لا نعطي أي إجابة لأن هناك أمناء الفتوى المسئولين عن الإجابة على كل التساؤلات.


ونضطر أحيانًا لعمل حظر أو طرد من الصفحة لبعض الأشخاص ممن يقومون بالسب أو الشتم على الصفحة، وهذا بعد تحليل صفحة الشخص لأنه أحيانًا يكون تابعًا للجنة إلكترونية تحاول توجيه الرأي العام لفكر معين. 
 

وفي ختام الحوار، أكد أحمد رجب أبو العزم، أن هناك الكثير من الخطط للفترة المقبلة والتي تأتي كلها وفق دراسات تراعي من خلالها الدار الفروق الفردية، وما يحتاج إليه الناس للعمل عليه بما يناسب احتياجاتهم.