هالة زايد تلقي كلمة «السيسي» بمنتدى إفريقيا للاستثمار في المجال الصحي

وزيرة الصحة
وزيرة الصحة

ألقت وزيرة الصحة والسكان د.هالة زايد، كلمة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى، في منتدى إفريقيا للأعمال والاستثمار في المجال الصحي Africa Business and Investment forum .

جاء ذلك، اليوم الثلاثاء 12 فبراير، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في دورته الثانية والثلاثون، والذي يأتي هذا العام برئاسة مصر، وبحضور رئيس بتسوانا، ورئيس جيبوتي، ورئيس وزراء إثيوبيا، وعدداً من ممثلي الدول الأفريقية، وذلك بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

وأوضحت وزيرة الصحة خلال كلمتها أن منتدى إفريقيا للأعمال والاستثمار يمثل فرصة عظيمة لخلق برنامج مشترك لجميع الشركاء والمنظمات، والمجتمعات، ويساهم في خلق مجتمع صحي جيد، مشيرة إلى وجود صلة وثيقة بين الصحة والاقتصاد، مؤكدة أن الدول الغنية لابد أن يكون لديها شعوب أصحاء لتحقيق أي انطلاقة تنموية، موضحة أن الدول ذات الظروف الصحية، والتعليمية، والضعيفة تواجه صعوبة شديدة في تحقيق التنمية المستدامة، حيث أكدت المؤشرات الاقتصادية أن تحسن متوسط عمر الشخص منذ الولادة له صلة وثيقة بزيادة النمو الاقتصادي.

وأكدت وزيرة الصحة أن الأمراض تعوق عمل المؤسسات وتدمر الإنتاج بما يؤثر سلباً على سير العمل، ويترتب عليه عبئا ماليا على المجتمع ككل، مشددةً على أن الالتزام السياسي القوي للصحة في أفريقيا لا يتم ترجمته حالياً في صورة زيادة المنح للقطاع الصحي نظرا لوجود العديد من التحديات التي قد تكون مرتبطة بالتنفيذ أو التمويل.

ولفتت د. هالة زايد في كلمتها إلى الدور الذي يجب أن تلعبه وزارات الصحة في حالة عدم زيادة المنح المادية للصحة، مشيرة إلى أن الحكومات لابد أن تركز على مصادر الإنفاق والمنح بصورة عادلة وعلى الحكومات أن توجه المجتمعات إلى الاستثمار في الصحة وخلق بيئة جماعية يستطيع بها مختلف الشركاء العمل سويا لتحقيق أهداف الحكومات.

وأشارت وزيرة الصحة إلى أن مصر حالياً مستمرة في تنفيذ عملية الإصلاح الاقتصادي الشامل؛ بما يساهم في ضبط الأوضاع المالية بشكل عام، حيث توضح مؤشرات الاقتصاد الكلي حالة الثبات والاستقرار التي تشهدها مصر، لافتةً إلى برنامج الإصلاح الحالي الذي يتم تنفيذه بالقطاع الصحي في مصر والمنفذ تحت شعار " 100 مليون صحة" والذي يرتكز على عاملين أساسيين أولهما اختيار الأهداف الصحية والثاني وضع خطة زمنية محددة.

وقالت وزيرة الصحة، إن الحملة الأولى التي قامت مصر بتدشينها هي حملة قومية لمسح وعلاج المصريين من فيروس "سي" والكشف المبكر عن الأمراض غير السارية، وذلك بعد دراسة مسببات الأمراض؛ مشيرة إلى أن الحملة تستهدف مسح 50 مليون مواطن في 7 أشهر، موضحة أنه حتى الآن تم مسح ما يقرب من 30 مليون مواطن في 5 شهور فقط، مؤكدة على أن وضع خطة زمنية وهدف طموح يساعد على التغيير بالتعاون بين القطاعين الصحي العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، ويساهم في إعادة ترتيب الاولويات .

وأوضحت أن منظمة الصحة العالمية هي واحدة من الجهات الرئيسية الداعمة لهذه الحملة، بما تمنحه من مساعدات فنية هامة بالإضافة إلى دورها كجهة مراقبة خارجياً للحملة، تعمل بصفة مستمرة على التتحقق من صحة الاجراءات لضمان الاستحدام الأمثل للمصادر و كفاءتها، مشيدة بدعم شركات الأدوية والتي قامت بتوفير كافة الأدوية اللازمة لعلاج فيروس "سي" و الضغط و السكري.

وأشارت وزيرة الصحة إلى قيام مصر بإنشاء نظام تأمين صحي جديد يمنح مصر إطارا استراتيجيا لإصلاح نظام التمويل الصحي بأكمله من خلال منظومة تامين صحي جديدة تتكون من ثلاث هيئات هى "الرعاية الصحية" و "التمويل" و"الرقابة والاعتماد"، وبما يتيح ويعظم فرصة القطاع الخاص للمشاركة في تقديم الخدمة حيث يمكن لهيئة التأمين الصحي المسئولة عن التمويل التعاقد مع أي من مقدمي الخدمة الصحية شريطة أن يتوافق مع معايير الجودة التي وضعتها هيئة الرقابة و الاعتماد، بما يؤكد على تضافر العمل المؤسسي والذي يلعب فيه القطاع الخاص دورا هاما في تقديم الرعاية الصحية.

وأكدت وزيرة الصحة، أن تقديم الخدمة الصحية تتطلب توافر ادوية ذات جودة عالية، مشيرة إلى أن قارة إفريقيا تصنع عددا أقل من الأدوية المستهلكة، منوهة إلى أن مصر ماضية في خلق بيئة خصبة لتحفيز كافة المستثمرين لتكثيف الاستثمار في مجال الادوية، ومنوهة إلى العمل لتعزيز تصنيع المنتجات الحيوية لعلاج الأورام، حيث سيتم تصنيع حوالي 70 منتجا محليا لعلاج الأورام بنهاية عام 2019، كما تعكف مصر حاليا على المشروع القومي لتجميع و تصنيع البلازما لسد احتياجات السوق المصري والإفريقي من مشتقات البلازما.

ولفتت إلى احتياج "القارة" لدعم تأسيس منطقة تجارية حرة إفريقية قارية تعمل على تسهيل نمو الصناعات الدوائية الإفريقية و تبادل الدواء بين دول إفريقيا، لافتة إلى السعى لتوحيد تسجيل جميع المنتجات الدوائية الإفريقية بما سيساهم لتيسير التبادل التجاري بين دول إفريقيا.

وقالت وزيرة الصحة خلال كلمتها إنه مازال لدينا المزيد من العمل من أجل تحقيق أهداف إفريقيا 2063، مشيرة إلى أن بعض الدول الإفريقية تعي جيدا الخطوات المطلوبة لوضعها في مكانها، ودول أخرى أثبتت مدى قابليتها لتحقيق أهداف رائعة في وقت قصير، و لابد أن تتكاتف الدول معا للبناء على ما وصل اليه الآخرون حتى نتغلب على التحديات المشتركة و نزيد من الاستثمار في المجال الصحي.

يذكر أن المنتدى يهدف إلى تسليط الضوء على دور القطاع الخاص في المجال الصحي، وتحديد الفرص الاستثمارية من خلال التشاور بين القادة الأفارقة والقطاع الخاص، ومن المقرر إطلاق تحالف مجتمع الأعمال الإفريقي من أجل الصحة، وكذلك إطلاق التقرير الذي أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا حول الرعاية الصحية والنمو الاقتصادي في إفريقيا.