ترامب يهنىء جوايدو بالرئاسة.. كيف ينتهي صراع السلطة في فنزويلا؟

صورة من رويترز
صورة من رويترز


وسط اضطرابات لا تهدأ في فنزويلا، اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برئيس البرلمان الفنزويلي وزعيم المعارضة خوان جوايدو ليهنئة ببدء مهام منصب الرئاسة، مما يعكس تصاعد واضح للأحداث وتحدٍ شديد للرئيس نيكولاس مادورو والقوى الدولية التي تدعمة، وعلى رأسها روسيا.

وفي بيان أصدره البيت الأبيض في وقت مبكر من الأربعاء 30 يناير، ذكر "إن الرئيس دونالد ترامب، تحدث اليوم مع الرئيس الفنزويلي المؤقت خوان جوايدو لتهنئته على توليه التاريخي للرئاسة ولتعزيز دعم الرئيس ترامب القوي لجهود فنزويلا من أجل استعادة الديمقراطية".

وأضاف البيان أن الجانبان اتفقا على التواصل المنتظم لدعم مسيرة فنزويلا للعودة إلى الاستقرار، وإعادة بناء العلاقة الثنائية بين البلدين.

 

من جانبه، شكر جوايدو الرئيس ترامب على التزام الولايات المتحدة بحرية ورخاء فنزويلا والمنطقة. كما أشار إلى أهمية استمرار الاحتجاجات في جميع أنحاء فنزويلا ضد الرئيس نيكولاس مادورو.

يأتي ذلك وسط أجواء مشحونة تعيشها العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، حيث خرج عدد كبير من المتظاهرين والمُحتجين وفقًا لموقع npr، داعمين لزعيم المعارضة جوايدو كرئيس مؤقت للبلاد، وذلك في مواجهة مادورو الذي رفض كل الإجراءات التي اتخذها رئيس البرلمان، وسارع بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، فور اعترافها بجوايدو.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لم تكن الدولة الوحيدة التي اعترفت به، إلا إن الوضع داخل البلاد مازال حرجًا خاصة في ظل انقسام الشارع الفنزويلي والقوى الدولية حول ماهية المشهد الحالي داخل البلاد.

 

وكانت واشنطن، قد منحت جوايدو السيطرة الكاملة للتصرف في أموال فنزويلا داخل البلاد، الثلاثاء 29 يناير، في الوقت الذي رفضت فيه القوات المسلحة والجيش الفنزويلي التحركات التي قام بها، مشددين على اعترافهم بمادورو رئيسا شرعيًا للبلاد.

وفي تصريحات للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الأربعاء، اتهم الولايات المتحدة بأنها تريد وضع يدها على الثروات النفطية في بلاده "كما فعلت في العراق وليبيا".

ودعا مادورو الأمريكيين، في رسالة عبر الفيديو بثها على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تجنب تكرار حرب فيتنام.

وقال: "أريد أن أبعث برسالة إلى شعب الولايات المتحدة لتنبيهه إلى حملة الإعلام والاتصالات والحرب النفسية التي تشعلها وسائل الإعلام الدولية، وخاصة وسائل الإعلام الأمريكية ضد فنزويلا".

 

 

وتابع مادورو: "إنهم يريدون وضع أيديهم على نفطنا كما فعلوا في العراق، وكما فعلوا في ليبيا"، مشيرًا إلى حقيقة أن فنزويلا لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم.

وفي وقت سابق الأربعاء، قال مادورو، في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية، إنه على استعداد للتفاوض مع خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد مؤخرًا، وفقًا لموقع إرم نيوز.

من جانبه، قال الرئيس الأمريكي ترامب، عبر "تويتر"، إن رغبة مادورو في التفاوض جاءت بعد العقوبات الأمريكية وقطع العوائد النفطية.

وأضاف أن جوايدو يتم استهدافه من جانب المحكمة العليا الفنزويلية، ودعا الأمريكيين إلى عدم السفر لفنزويلا تحسبًا لاندلاع احتجاجات واسعة.

وكانت المحكمة العليا في فنزويلا قد حكمت، الثلاثاء 29 يناير، بمنع جوايدو من مغادرة البلاد وأمرت بتجميد أصوله المالية.

جدير بالذكر أن كل من  الولايات المتحدة وكندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراجواي، والبرازيل، وشيلي، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وغواتيمالا وبريطانيا، اعترفوا بجوايدو رئيسًا للبلاد.

وإنما على الجانب الآخر، أيدت كل من تركيا وروسيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو.