«نور حياة» طاقة أمل لأصحاب «العصا البيضاء».. وأطباء يكشفون أسباب وعلاج فقد البصر

«نور حياة» طاقة أمل لأصحاب «العصا البيضاء».. وأطباء يكشفون أسباب فقد البصر والعلاج - صورة مجمعة
«نور حياة» طاقة أمل لأصحاب «العصا البيضاء».. وأطباء يكشفون أسباب فقد البصر والعلاج - صورة مجمعة

- أعداد المكفوفين حوالي 2 مليون.. و«نور حياة» تستهدف 5 ملايين بعمليات جراحية ونظارات

- «ماريان»: الوراثة والمياه البيضاء والزرقاء والاعتلال السكري وضمور العصب.. أهم الأسباب

-  «زين العابدين»: عمليات تصحيح الإبصار لعلاج قصر وطول النظر.. ونسبة النجاح 90%

- «زاهر»: نسبة رجوع البصر بعد فقده لهذه الأسباب «ضعيفة».. وهذا سن «تصحيح الإبصار»

- «إيمان»: المبادرة تستهدف تحقيق العدالة الاجتماعية وإذابة الحقد.. وبناء مجتمع صحي متماسك

 

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ أيام قليلة، مبادرة «نور حياة» لرعاية المكفوفين وضعاف البصر ومكافحة مسببات العمى، بدعم من صندوق «تحيا مصر» بمبلغ مليار جنيه، وتنفذ المبادرة على مراحل خلال ثلاثة أعوام ونصف.

 

وتستهدف «نور حياة» نحو 5 ملايين مصاب، على أن يتم التنفيذ من خلال القوافل الطبية للكشف الطبي على المواطنين، وحملات المدارس للكشف الطبي على تلاميذ المرحلة الإبتدائية، مع وضع الأولوية لرعاية الفئات الأكثر احتياجا بمختلف المحافظات، وإجراء 200 ألف عملية مياه بيضاء، و15 ألف عملية مياه زرقاء، و254 ألف جراحة بسيطة، و3 آلاف عملية قرنية، و18 ألف تدخل بالحقن، وتسليم مليون نضارة طبية للتلاميذ، و10 آلاف تدخل جراحي للأطفال.

 

وفي هذا الصدد تناقش «بوابة أخبار اليوم» مع أطباء العيون الأسباب التي تؤدي لضعف البصر وفقده، وكيفية تجنب ذلك، والعلاج اللازم، ونتطرق لأهمية المبادرات الاجتماعية التي أطلقها الرئيس تباعا ودورها في بناء مجتمع صحي تحت مظلة الرعاية الصحية العادلة للجميع.   

 

أعداد المكفوفين    

لا توجد إحصائية رسمية عن أعداد المكفوفين في مصر، لكن تقدر منظمة الصحة العالمية والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أعدادهم بـ20% من ذوي الإعاقة البالغ عددهم 10.7% من مجموع السكان «104.2 مليون» أي أكثر من 10 مليون معاق في مصر، وبالتالي تزيد أعداد المكفوفين عن 2 مليون كفيف.

 

أسباب ضعف وفقد البصر والعلاج

في البداية تقول د. ماريان جرجس، أخصائي طب وجراحة العيون، إن مسببات العمى تختلف بين الدول حسب درجة الوعي الصحي التي ينعم بها الشعب، ففي الدول التي تنعم بتوعية صحية جيدة تقتصر مسببات العمى على الأمراض الجينية أو ضمور العصب البصري التي يعجز الطب عن علاجها، ولكن تأتى نقطة تميز النظام الصحي والمجتمعي في تلك الدول على مستوى تأهيل الكفيف أو ضعيف البصر من خلال المعينات البصرية والأدوات التي تساعده على تخطي الإعاقة.

 

وتابعت حديثها، قائلة: «مسببات العمى في الدول عامة يمكن منعها والحد منها عن طريق توفير التوعية الصحية والمال اللازم، والتي تخاطبها مبادرة "نور حياة" التي أطلقها الرئيس، كعلاج المياه البيضاء وهى أحد مسببات العمى الذي يمكن الشفاء منه إذا تمت الجراحة للمريض لإزالة المياه البيضاء، والتي تعرف بعتامة العدسة وإحلالها بعدسة صناعية أخرى».

 

وأضافت د. «ماريان»، أن أحد مسببات العمى والتي يمكن مكافحتها الكشف المبكر عن المياه الزرقاء وعلاجها، والتي تعرف بارتفاع ضغط العين، وتعتبر من الأمراض المزمنة والتي يغفل الكثير عن تشخيصها».

 

وأكملت أخصائي طب وجراحة العيون، حديثها قائلة: «أيضا مسببات العمى الالتهابات القزحية بكل أنواعها وتقترن بأي مرض مناعي ويؤثر على المفاصل، فالالتهاب القزحي عادة ما يكون عرض لمرض مناعي في الجسم كله،  ويمكن مكافحته بالعلاج المبكر».

 

وأشارت إلى أن الاعتلال الشبكي السكري وهو جزء من مرض السكر، الذي يؤثر على الجسم كله وخاصة الشبكية، ويكمن سر علاج آثار السكر على العين في الكشف المبكر والفحص الدوري لمرض الاعتلال الشبكي السكري.

 

ولفتت د. «ماريان»، إلى أن ضعف النظر يواجهه تحدي وهو ثقافة بعض المرضى الذين لا يقبلون ارتداء النظارة، وبالتالي يتعرض كثيرين لإصابة العين بالكسل، وذلك في حالة الضعف الشديد للنظر.

 

وأوضحت أخصائي طب وجراحة العيون، أن أحد مسببات العمى مرض تحلل مركز الإبصار لدى كبار السن، ولذا ننصح بالفحص الدوري لأي مريض تخطى الخمسين، ومتابعته بورقة «أمسلر» التي تعد فحص بسيط ودوري يستطيع المريض أن يجريه يوميًا، مؤكدة أن مبادرة «نور حياة» خاطبت مسببات العمى وتوفير العلاج له، وليس علاج العمى.

 

«تصحيح الإبصار»

 أما د. محمود زين العابدين، أخصائي طب وجراحة العيون بالمركز القومي للعيون بروض الفرج، فيرى أن ضعف النظر نوعان إما قصر النظر أو طول النظر، وقصر النظر هو وقوع الأشعة أمام شبكية العين مما يمنع رؤية الأشياء البعيدة بوضوح وهذا يتطلب وجود عدسة آخرى لتجميع الأشعة وسقوطها على مركز الإبصار بالشبكية، أما طول النظر فهو وقوع الأشعة خلف الشبكية مما يمنع رؤية الأشياء القريبة بوضوح ويتطلب عدسة إضافية لتجميع الأشعة وإسقاطها على مركز الإبصار بالشبكية.

 

وأوضح د. «زين العابدين»، أن أسباب ضعف النظر كثيرة منها العوامل الوراثية والتقدم بالسن وإصابة العين بالمياه البيضاء والالتهاب القزحي ومرض السكري لمدة تزيد عن عشرة سنين وإصابة العين بالمياه الزرقاء وهى ارتفاع ضغط العين ما يؤدى لضمور بالعصب البصري.

 

وأشار إلى أن عمليات تصحيح الإبصار تعتبر تقنية حديثة يتم فيها استخدام شعاع «الاكسيمر ليزر» لعلاج قصر وطول النظر، وتوجد طفرة كبيرة في هذه التقنية التي تعد من الطرق الآمنة لعلاج ضعف النظر، ونسبة نجاحها عالية جدا تتخطى ٩٠٪.

 

وتابع أن تكلفة العملية تُحدد حسب نوع العملية، إذ يوجد أكثر من تقنية، وكل تقنية لها سعر معين خاص بها، ويحددها مركز تصحيح الإبصار.

من جانبه، أكد د. أحمد ممدوح زاهر، أخصائي طب وجراحة العيون بالمركز القومي للعيون وأحد الأطباء المشاركين في مبادرة «نور حياة» أن عمليات تصحيح الإبصار متاحة من سن ١٨ سنة وما فوق ذلك السن، لافتا إلى أنه في حالة ضعف البصر نتيجة لوجود مياه بيضاء أو عتامة على عدسة العين فالنظر يعود بشكل كامل وجيد جدا كما كان.

 

وأضاف أنه في حالة ضعف البصر أو فقده نتيجة لارتفاع ضغط العين وضمور العصب البصري أو الاعتلال السكري للشبكية أو فقد البصر نتيجة لعوامل وراثية فنسبة رجوع البصر ضعيفة.

 

«نور حياة».. بناء مجتمع صحي

وأشاد د. أحمد ممدوح زاهر، أخصائي طب وجراحة العيون بالمركز القومي للعيون، بمبادرة «نور حياة» كونها تساعد في التخفيف عن المكفوفين وضعاف البصر من غير المقتدرين، مؤكدا نجاحها كونها مدعومة بشكل كامل من الدولة وتحت رعاية رئيس الدولة.

 

وأشار إلى أن المبادرة تستهدف محورين: الأول هو الوقاية عن طريق الكشف المبكر لـ10 آلاف طالب لتحديد الأمراض الوراثية و غير المكتشفة وعلاجها في بداياتها، والثاني هو تخفيف العبء عن محدودي الدخل بإجراء العمليات لغير القادرين.

 

وذكر أن المبادرة تعد تحدٍ كبير ومسئولية ضخمة على أطباء العيون الذين سيلبون نداء الوطن لخدمة المواطن ورعاية محدودي الدخل، مطالبا بدعم أكبر من الدولة لمستشفيات العيون.

من جانبها، أوضحت د. إيمان عبدالله، أستاذ علم الاجتماع، أن الرئيس أطلق خلال العام حوالي 12 مبادرة تهم جميع فئات الشعب المصري، بدأها بالفئة الأكثر احتياجا وهم ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن مبادرة «حياة كريمة» والقضاء على العشوائيات، ولاسيما مبادرة 100 مليون صحة، وصولا لمبادرة «نور حياة».

 

وذكرت أن تلك المبادرات تهدف لتوفير حياة كريمة للمواطنين وبناء الإنسان من جديد وبالتالي بناء الدولة، وهي مبادرات تخفف من أعباء المواطن، وترعى المواطنين من كافة النواحي النفسية والعقلية وتهتم بالصحة والتعليم والثقافة والتكنولوجيا وصولا لرقي الإنسان وتحقيق التنمية السليمة.

 

وأشارت د. «إيمان»، إلى أن تلك المبادرات تعمل على إذابة الحقد والأفكار المتطرفة وتنشر العدالة الاجتماعية وتقلل الجرائم وتقضي على الفقر حتى نصل لمجتمع صحي متماسك.