حكايات| «سارة» ترقص المولوية.. تطوف وتتمايل حول الفصول الأربعة

سارة كامل ترقص المولوية
سارة كامل ترقص المولوية

كتبت: دينا درويش

اختارت سارة فناً جديداً على الفتيات خارج الصندوق، وله أجواء خاصة لا يمكن لأي شخص التأقلم معه وهو رقص المولوية الصوفي.


ما هي المولوية؟ 

الرقص الصوفي هو أحد أنواع الذكر ويسمى بـ«المولوية»، ويكون بالطواف حول النفس والتأمل بهدف الوصول إلى الكمال المنشود، ويهدف من وجهة نظر ممارسيه لكبح النفس ورغباتها والدوران حولها، ويعتقد أنه جاء من فكرة أو مفهوم دوران الكواكب حول الشمس.


ويعمد المتصوفون إلى تنظيم رقصات يرتدون فيها تنانير فضفاضة، ويمارسون حركات دائرية، ويعتقد راقصو المولوية أو راقصو التنورة أن في دورانهم تجسيد للفصول الأربعة، وهي علاقة الوصل بين العبد وخالقه، حيث يرفع الراقص يده اليمنى ويخفض اليسرى إلى الأسفل تباعًا، وهذه الحركة ما هي إلا نوع من المناجاة للخالق.


بداية المولوية


في القرن الـ13 بدأ أتباع جلال الدين الرومي ممارسة رقصة ذات بعد صوفي، وسارت على نهجهم سارة كامل، أول سيدة تُمارس رقص المولوية في مصر.

تقول «سارة»: «بدأ حبي لفن المولوية من 2014 وقراءتي عن جلال الدين الرومي وقصة حبه هو وشمس التبريزي، والبداية كانت بالصدفة عندما وجدت صديقي أحمد برعي تعلم على يد مدرب تركي، وبدأ ورش الدوران الحر، ووجدت نفسي شغوفة بذلك وأمارس الحركات بسهولة».

 

بداية سارة
 

تعلمت «سارة» رقص المولوية منذ عام، والآن تنظم ورشًا لتدريب رقص المولوية للبنات والأولاد، بالاشتراك مع مدرب الرقص المعاصر ومصمم الرقصات أحمد برعي، والذي تعلم على أسرار الدوران على يد مدرب تركي، مؤكدة أنها تنظم ورش تدريب المولوية في مساحة ونس الثقافية في مصر الجديدة.

 

وتضيف أول فتاة تُمارس رقص المولوية فى مصر، أن ورش تدريب الدوران تقدم في يوم واحد وهي كافية لتعليم الأطفال، مؤكدة أن الدوران فطري وكل الأطفال يمكنهم القيام بذلك، ولكن في الورش يتعلم الأطفال الأصول وأسرار دوران المولوية، حتى يتمكنوا من الدوران مدة أطول.

وتتابع «سارة»: «مع الدوران فترة أطول يختفى العالم من أمامك وتتوحد مع الكون، وبعدها التدريب هو الوسيلة الوحيدة للتطوير، ولكن أولا يجب تعلمه بطريقه صحيحة».

 

 

ورش للتعليم


وعن فوائد رقص المولوية تقول سارة: «الاستفادات متعددة فهو مثل ممارسة الرياضة، ونفسيًا يساعد على تخفيف الضغوط وممارسته تمنح الإحساس بالسعادة والبهجة والسكينة».


رقص المولوية كان حكرا على الرجال لفترة طويلة، قبل أن تقتحم «سارة» المجال لتصبح أول سيدة تمارسه في مصر: «محستش أوي إن هذا الفن للرجال فقط أنا اتعلمته وبمارسه لأني بحب ده، ومحسبتش أنه للولاد أو بنات، وأنا قدمت عرضًا واحدًا فقط والباقي ورش عمل شهرية، لكن رد فعل الناس لطيف ومحستش أني بنت وأن دي حاجة مختلفة، حسيت أنه عادي تقبل ده».

 

تحلم «سارة» بانتشار الفكر وراء هذا النوع من الفن لنشر المحبة والسلام والتعقل، وزيادة ورش العمل باعتباره كذلك رياضة للجسم، تساعد كذلك على التخلص من الضغوط والمشاعر السلبية.


مشاركات كبيرة


وتؤكد سارة كامل، أن المشاركات النسائية في ورش تعلم فن الدوران ورقص المولوية كبيرة جدًا، ومن ضمن الفتيات اللاتي دربتهن  فتاة بدأت في تقديم عروض في المركز الثقافي الفرنسي.

 

تخرجت سارة في كلية آداب قسم جغرافيا جامعة القاهرة، وتعمل في إحدى شركات تمويل المشروعات الصغيرة، وأيضًا تقوم بتدريب البنات والأولاد على ركوب الدراجات كعمل تطوعي، معربة عن تطلعها لانتشار ثقافة ركوب الدراجات حتى يقل تلوث الهواء ولديها فريق يساعدها في تعليم الدراجات.