حكايات| علاج من «الفضاء».. المصري أكرم يحارب «فيروس سي» عبر ناسا

علاج من «الفضاء».. المصري أكرم يحارب «فيروس سي» عبر ناسا
علاج من «الفضاء».. المصري أكرم يحارب «فيروس سي» عبر ناسا

حين وقف «أكرم» بزيه الابتدائي أمام مرآة غرفته الصغيرة، رفع ذراعيه للوضع طائرًا أطبق جفنيه منتظرًا لحظة التحليق بين السحاب.. مرت السنون زاد حبه للطائرات والفضاء فأحبته «ناسا» فعلى معها حلمه حتى بات أول رائد فضاء مصري بين جدرانها.


قبل سنوات، لم يكتف أكرم أمين عبد اللطيف، بدخوله قائمة أوائل الثانوية العامة؛ بل اطمأن قلبه حين أدرك أنه أحد المُبشرين بمنحة الجامعة الألمانية لدراسة هندسة الاتصالات، ومنها إلى طالب ومتدرب في اتصالات الأقمار الصناعية بالوكالة الألمانية للفضاء فمهندس طيران بها، قبل إتمامها بإرساله إلى الفضاء عبر برنامج لـ«ناسا».


فيروس سي.. علاج فضائي


منذ طفولته أحب الطائرات والفضاء، ولم تكن المجلات والكتب والأفلام إلا لتوفير مزيد من المعلومات عنها، وهنا يتدخل بالقول: «بصراحة ونحن أطفال نحب أشياء دون أن نعرف السبب».

 

اقرأ للمحرر أيضًا| أسرار تكشفها «ناسا».. مصر تبحث عن «نيازكها»


ومن أعلى نقطة فوق الأرض وصل إليها «أكرم» باتت لديه قناعة بأن علوم الفضاء يمكن استخدامها لخدمة باقي العلوم، ومنذ فترة بدأت وكالة ناسا إرسال فيروسات للفضاء؛ لدراستها جيدًا لأنه ببساطة «نمو الفيروس في الفضاء يساعدنا على فهمه جيدًا ومع انعدام الجاذبية يكون انتشاره أكثر وضوحًا». 


عبر مسابقة أرسل الشاب المصري تجارب علمية إلى محطة الفضاء الدولية، بعد تعاون مثمر مع المصرية الدكتورة هناء جابر في جامعة ميونخ لتصميم تجربة لإرسال بروتين فيروس سي للفضاء لينمو بدون جاذبية.


كان أول رائد فضاء مصري صاحب الفكرة؛ حيث كان دوره كيفية خلط الفيروس في الفضاء وتطبيقه؛ لكن تجهيز الفيروس كان دور الدكتورة هناء، وبالفعل فاز مشروعه في المسابقة، وسجلا رقمًا مميزًا لكونهما المتسابقين الوحيدين من خارج أمريكا، وتم إرسال العينة وعودتها وكتابة التقارير الخاصة بها.

 


سر انعدام الجاذبية


حين بدأ «أكرم» في مشروعه كان «فيروس سي» مشكلة مصر الأولى، وكان حوالي 20% من المصريين مصابين به، والتجربة تمت قبل إدخال عقار سوفالدي إلى البلاد.. «عشان كده اختارت تجربتي لتكون مفيدة لأبناء بلدي».

 

أقرأ للمحرر أيضًا| عبد الرحمن صبري..مراهق يمتلك 7 طائرات ومطار 


لم تكن هناك أمراض معروفة للعلماء، لكن بعد إرسال عينات للفضاء – ومع انعدام الجاذبية- بات سهلا فهم الفيروس بشكل أكبر والتجربة ليس لاكتشاف علاج ولكن إيضاح طبيعة الفيروس بشكل أكبر، وهناك فيروسات كثيرة تم اكتشاف علاج لها من خلال إرسالها للفضاء.


وكل ما يتم في الفضاء من تجارب بنسبة 90% يعود بفائدة على الأرض، حتى كوكب المريخ يشبه الأرض كثيرًا، ولذلك يتم دارسته لفهم «الأرض»، و«إذا فهمنا الكوكب الأحمر نفهم كوكبنا أكثر، وبمثال آخر تعد الكوارث الطبيعية أكثر ما يتسبب في وفيات للبشر ورغم التقدم الحاصل إلا أن الإنسان لم يصل إلى الآن لتفسير لسبب وقوعها ولذلك فإن دراسة المريخ ستساعد في التوقع بها قبل وقوعها».

 


 

شرط الجنسية الأمريكية


قبل 3 سنوات، وتحديدًا في أواخر عام 2015، اختير «أكرم» للقيام بمهمة إلى الفضاء، بعد أن تقدم لبرنامج نافست على الالتحاق به أعداد كبيرة، قبل أن يقع الاختيار عليه لكونه انتهى من الحصول على رخصة الطيران والغطس، والتي نالهما بالفعل قبل وجود البرنامج.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| دلافين بـ«جنسية» مصرية.. الاسم «أبو سلامة» المهنة «منقذ غرقى»


يتحدث الشاب المصري عن هذه الخطوة: «بدأت الاستعداد منذ أن كان عمري 23 عامًا، وبعد ذلك بحثت ولم أجد شيئًا أستطيع أن أقدم فيه كمصري لاشتراط الجنسية الأمريكية فتجاهلت هذه النقطة، وبدأت في الحصول على رخصة الطيران والغطس وماجستير في الاتصالات وماجستير في علوم الفضاء من جامعة ميونخ وانتهيت من ذلك، ثم ظهر هذا البرنامج الذي لم يحدد الجنسية».

 


بعد أن تم اختاريه تم تأهيل «أكرم» للقيام بالمهمة، وأخر شيء نفذه الصيف الماضي انطلاقه في رحلة ما بين 40 و50 ألف قدم فوق سطح الأرض، وتحديدًا عند طبقة الستراتوسفير، أي على ارتفاع 10 آلاف قدم لتجربة المعدات، وذلك بواسطة طائرة حربية بموتور نفاث.


الآن يحضر أول رائد فضاء مصري لطائرة ثانية للصعود على ارتفاع أعلى من ذلك سيكون على ارتفاع 20 كيلومترًا فوق سطح الأرض، مرتديًا بدلة فضاء؛ لدراسة الجو على ارتفاع 100 كيلومتر، ومكان المهمة ستكون على حسب تواجد السحاب.