حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: مرسيدس المتربصة المغرضة !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

"مصر موقع استثماري جذاب وتنافسي للإنتاج والدعم اللوجستي".


هذه الجملة العبقرية..هى أهم ما استوقفني في بيان شركة "مرسيدس بينز" العالمية العملاقة حول عودتها للسوق المصري.. الجملة تلخص لكل عقل واع.. وفكر محايد الخطوات الواسعة التي خطتها مصر على طريق العودة القوية في مختلف المجالات خاصة الاقتصادي.

 

وإذا بدأنا بالحديث على بيان مرسيدس الذي أعلنت فيه بدء إنشاء مصنع جديد في مصر لتجميع سياراتها "الأغلى والأشهر عالميا".. هذا البيان وتلك الجملة بحق وبدون أية مبالغة ميلاد جديد للاقتصاد المصري.. رغم وجود شهادات عديدة ومتتالية من مؤسسات دولية كبرى في مقدمتها البنك وصندوق النقد الدوليين.. ورغم سمعة تلك الجهات التي تصونها وتحفظها بإصدار بيانات ومعلومات وتقارير تلتزم الحقيقة والحيادية.. إلا أن بعض المغرضين والمتربصين بمصر وشعبها حاولوا التشكيك في تقارير تلك الجهات.. تارة بوصفها بأنها مجاملة لمصر.. وتارة أخرى بوصمها بالخداع والتزييف للإيقاع بمصر واقتصادها.. وتارة ثالثة باتهام تلك المؤسسات بتزييف الحقائق حتى تدفع الحكومة لقوانين وإجراءات لتجويع المصريين والفتك بهم.. ووراء تلك الأكاذيب والإدعاءات المفضوحة يسير بعض المغيبين من أبناء شعبنا ويرددوها عن جهل ودون وعي.

 

الآن.. ماذا يقول كل هؤلاء لقرار الشركة الأهم في العالم ليس في صناعة السيارات فقط إنما في مختلف الأنشطة الاقتصادية.. الشركة صاحبة أول اختراع لسيارة.. ومنتجة أول سيارة تسير بوقود.. ومالكة العلامات الأغلى والأهم حاليا.. الشركة صاحبة الرصيد الذي لا يقارن من المصداقية والواقعية والقرارات المدروسة العلمية.. هل سيصفوها أيضا بالمجاملة وأنها مغرضة ؟!! أضع نفسي "مضطرا وعاصرا كل ليمون العالم" مكان كل هذه الشخصيات متشابهة المرض والغرض.. ومكان الأنظمة الداعمة لهم.. والأبواق الإعلامية التي تروج لسمومهم.. ماذا سيقولون وبأي حجة سيخرجون تلك المرة.. هل يصفون مرسديس بأنها مجاملة لمصر.. من يصدق أن شركة بهذا الحجم والتاريخ والسمعة والمصداقية أن تضحي بكل هذا وما هو المقابل ؟!.. أم أنها مغرضة وتتربص بالشعب المصري فتفتح مصنعا يفتحون من خلاله بيوتا بلا حصر ويضخ مليارات في استثمار مصر الواعد.. يا له من تربص.. وأهلا به من غرض !!.. اعتقد أن هذه هى المرة الأصعب على كل هؤلاء في حربهم التي لا تهدأ بالباطل على مصر الجديدة.


الآن دعونا من هؤلاء المغرضين ولنتركهم لما هم فيه حاليا من غل وحقد وقلة حيلة.. ولننظر لبلدنا الصاعد الواعد.. ولنقرأ ما بين سطور بيان شركة مرسيدس ليتأكد كما قلت أنها ميلاد جديد للاقتصاد المصري.. فالبيان والجملة العبقرية التي أشرت إليها هى وقفتنا الأولى والمهمة.. فهى تؤكد أن مصر بذلت جهودا كبيرة ونفذت قرارات مهمة وجوهرية السنوات الماضية على صعيد الإصلاح الاقتصادي وجذب الاستثمارات.. فبكل تأكيد فإن شركة بحجم مرسيدس لن تصدر قرارها هذا إلا بعد دراسة متأنية.. والتأكد من جاهزية وإيجابية كافة النواحي الاقتصادية والسياسية واللوجستية وقبلها وبعدها الأمنية بمصر.. أي أننا أمام شهادة موثقة لا تقبل التأويل حول ما خطته مصر من خطوات واسعة في كل هذه المجالات.

 

الآن.. هل المحصلة والنتيجة فقط إقامة مصنع لمرسيدس بمصر؟.. بالطبع الموضوع أكبر من هذا بكثير.. فهو دليل دامغ على أن مصر تملك بنية تحتية قوية للاستثمار من طرق ومطارات وموانئ وسوق واعد ومصادر وقود أمنة وأيضا عمالة ماهرة وبتكلفة اقتصادية.. ومع كل هذا أيضا بنية تشريعية جاذبة للاستثمار رغم ما يردده مجتمع الأعمال بمصر عن هذه البيئة وتلك القوانين.. بجانب أنه تأكيد على أن مصر أولا سوق واعد وثانيا مدخل مهم لأفريقيا والشرق الوسط.. كما أنه بداية لعصر جديد في عالم السيارات والنقل ليس لشركة مرسيدس فقط إنما لكل الشركات العالمية في هذا المجال يتوازى مع بدء الحياة بالعاصمة الإدارية التي تقوم في جزء كبير منها على النقل الذكي والسيارات ذاتية القيادة.

 

النتيجة الأهم أيضا أن قرار مرسيدس سيفتح الباب وبشدة لكبرى الشركات العالمية المماثلة وفي مجالات مختلفة أن تحذو حذو عملاق السيارات وتطلق أنشطتها بمصر. أما أنه مؤشر على أننا سنخطو قريبا خطوات واسعة في التصنيف الائتماني العالمي.. ألم أقل إنها ميلاد جديد.. من أعماق قلبي "تحيا مصر".