خاص| والد الطفلة «مليكة»: «مش هسيب حقها والمدرسة هتتحاسب»

محرر بوابة أخبار اليوم داخل منزل الطفلة مليكة
محرر بوابة أخبار اليوم داخل منزل الطفلة مليكة

ما بين أم فقدت نجلتها وأب مكلوم على ضناه وأخ دمت عيناه من البكاء علي شقيقته التي فقدها ما بين يوم وليلة، تعيش أسرة الملاك البرئ «مليكة» حالة من الحزن والصدمة لا يستطيعون استيعاب فراقها حتى الآن.


فلم تكن مليكة مجرد أبنه أو أخت بل كانت الحياة والضحكة التي تظهر علي وجوههم، ولكن تأتي الرياح لما لا تشتهي السفن فانقلبت حياة الأسرة بين ليلة وضحاها، لتلقي الفتاة وجهه ربها في حادث أليم ومرير دهسًا أسفل عجلات أتوبيس مدرستها، ولولا وجود فيديو التقطته إحدى كاميرات المراقبة في البنايات المجاورة لضاع حق الصغيرة، بعد أن حاول بعض الأشخاص طمس الحقيقة وإخفائها هروبًا من المسئولية.
 


«بوابة أخبار اليوم» التقت أسرة الطفلة مليكة ضحية الإهمال وغياب الضمير داخل منزلهم بمدينة السادس من أكتوبر، لمعرفة التفاصيل الكاملة للحادث الذي تعرضت له طفلتهم، وحرك قلوب البيوت المصرية وتصدر منصات وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأيام القليلة الماضية.

يقول «أحمد صبحي» والد الطفلة مليكة، «إحنا مشتركين في أتوبيس المدرسة رحلة العودة فقط، يوميًا في مكالمتين بيتعملوا لمشرفة الباص «نادية» للتأكد من سلامة الأولاد وتسليمهم للحضانة، وفي يوم الواقعة «أم مليكة» اتصلت بالمشرفة وردت عليها قائلة «أنتى بتتصلي بيه كل يوم يا مدام ماتخافيش الأولاد في عنية وانا هسلمهم بأيدي ماتقلقيش».. وبعدها بشوية حاولنا الاتصال مرارا وتكرارا على المشرفة ولكن لا لم نجد أي رد، مضيفًا: «اتصلوا بنا في الحضانة وبلغونا أن شخص ما وجد شنطة الطفلة في الشارع أمام الحضانة وأحضرها لهما»، تحركنا سريعا من شدة الخوف، وقمنا بالأتصال بناظرة المدرسة التى قالت: «لا أعلم شئ عن الطفلة وأنها مع المشرفة.. أنا سمعت أن في بنت اتخبطت وراحت مستشفى الزهور يمكن تكون بنتك».. تحركنا فورًا إلى المستشفى وتلقينا الخبر الصادم.


«مليكة في المستشفي»


ويسكت الأب لبرهه يحاول حبس دموعه، ويستكمل: «ذهبنا إلى المستشفى بصحبة والدى وهو طبيب، وقام بالاضطلاع على التقرير الطبي الذي أعدوه عن الحالة، ووجد أن الوفاة نتيجة هبوط حاد في الدور الدموية، على خلاف الحقيقة، حيث توفيت أبنتي نتيجة كسور في الجمجمة ونزيف حاد»، وبالفعل تم عمل تقرير جديد بالحالة، وبعد ساعتين من الإجراءات تقدمنا ببلاغ لقسم الشرطة.


«روايات ملفقة»


حاولت المدرسة تلفيق روايات كاذبة بكل الطرق لتنفي تورطها في الحادث، في قسم الشرطة التقيت المشرفة والسائق ومعهما محامي صاحب المدرسة، وقالوا سيناريو غريب أن المشرفة كانت تحمل الطفلة وسقطت منها على الأرض وشقيقها عبدالرحمن شاهد على هذا الكلام، وعقب انتهائنا من المحضر توجهت لمفتشة الصحة لإستخراج تصريح الدفن، والتى كتبت في تقريرها وفاة نتيجة كسور في الجمجمة وانضغاط في الوجه مما يدل انها تعرضت للدهس.


«مكان الواقعة والعثور على الدليل»


ويضيف الأب المكلوم: «قام أخي بالتوجه إلى مكان الواقعة وبادر بالسؤال عن تفاصيل الحادث ومن خلال الكاميرات الموجودة على إحدى البنيايات وجدنا الفيديو الذي يوضح ماتعرضت له مليكة من دهس أسفل عجلات اتوبيس المدرسة، وقمنا بارفاق الفيديو وتم تحريزه مع محضر الشرطة، وقامت المدرسة بتسليم السائق والمشرفتين الى النيابة، وقامت النيابة بحبس إحدي المشرفات والسائق.

 

«المدرسة: مليكة غير مسجلة لدينا»


يقول والد مليكة: المدرسة نفت تسجيل مليكة لديها، ونحن ندفع اشتراك باص رسميا للطفلة وشقيقها في كي جي 2 وتذهب معه يوميا، وحقيقة الأمر أن المدرسة رفضت أن تاخذ مصاريف مليكة مجاملة لحماتي التي تعمل في مدرسة أخرى تابعه للمالك في الشيخ زايد لوجود علاقة طيبة على مدار سنوات، ولكنى اشتركت في الباص رسميا لنجلتي ومقيدة رسميا حتى اطمئن على سلامتها وجميع المدرسين شهدوا بحضورها يوميا.


«موقف مالك المدرسة»


ويستكمل الأب حديثه: بالنسبه لمالك المدرسة لم نجد منه أي تضامن في واقعة مليكة، ولولا ظهور الفيديو لما كانوا قاموا بتسليم السائق والمشرفة، مضيفًا أنه عقب الواقعة قامت المدرسة بإصدار بيان بأن الطفلة غير مقيدة لديهم، وسمعت روايات أن الباص لم يذهب للمستشفى بعد وقوع الحادث ولكن ذهب للمدرسة في محاولة منهم لتنظيف آثار الدم.


«أنا سايبها على الله»


ويضيف الأب: «ضيعوا بنتى وكلهم مشاركين فيما حدث لها نتيجة الاهمال، ورغم عشرات الشكاوي ضد المشرفة بسبب اهمالها الا انهم ابقوا عليها في العمل، مضيفًا أن البعض أكد أن السائق ذو إعاقة، والباص من غير نمر».

وقال الأب: «المدرسة هي المسئولة عن وفاة نجلتي ولن أترك حقها»، مضيفًا أن السائق قام بركن الباص في الاتجاه الأخر من الطريق وليس بجوار الحضانة، والمشرفتان تركتا الأطفال يعبرون الطريق وحدهم.


«عبدالرحمن حالته صعبة»


وأضاف الأب أن عبدالرحمن شقيق الطفلة شاهدها  وهي تموت، مشيرًا إلي أن العلاقة بينهما كانت قوية جدًا فقد كان يمسك يديها وهي نائمة، وكان يعطيها مصروفه ويشتري لها ماتريده.

وأستكمل الأب حديثه: أبني أخبرني بانه شاهد شقيقته وهي تموت قائلًا: «أنا شوفت لولى متعورة في دماغها وبتنزل دم من مخها»، مضيفًا: «فهمناه انها راحت الجنة.. وخلينا دكتور نفسي يتكلم معاه وقال لنا عن كيفية التعامل معاه».


«مش أول حادثة»


اختتم والد مليكة حديثه معنا قائلا: «مش هسيب حق بنتي».



 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا