الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها أسرته عقب وفاة والده، دفعته للتفكير في البحث عن فرصة عمل تعينه على مصاريف الدراسة، وتساهم في سد احتياجات أسرته، ليتخذ من دراجته مصدرًا لـ"رزق حلال".
أمام صندوق صغير على الكرسي الخلفي لدراجته الصغيرة، يقف عمر القاسم، صاحب الـ23 عامًا، الطالب بكلية تجارة جامعة حلوان، أمام "عدة القهوة" ليقدم للمارة في منطقة عين شمس أكوابًا بنكهات مختلفة من القهوة، بأسعار مميزة تبدأ من 3 وحتى 8 جنيهات جعلته ينافس أشهر مقاهي ومطاعم المنطقة.
الربح ليس هدف "عمر" الأول من مشروعه الذي أطلق عليه اسم "ع السبرتاية"، فهو يعمل ١٢ ساعة متواصلة يوميًا، فطموح الشاب المكافح لم يتوقف على ذلك، بل يسعى لتطوير نشاطه التجاري وشهرة منتجه وعلامته التجارية، فتكون له دراجة في العديد من المناطق بالقاهرة والجيزة، واصفًا ذلك بـ«حلم حياته الأكبر».
يقول "عمر": "الكثير من الزبائن يأتون إليّ من مختلف المناطق المجاورة خصيصًا لتناول كوبًا من القهوة بسبب نكهة البن المميزة التي أقدمها لزبائني وبأسعار مميزة، حسب نوع القهوة ونكهتها".
ويضيف: "حب الشباب للقهوة مزاج لا يوصف، والأمر ليس بكمية أو عدد أكواب القهوة، فكوب واحد يكفي لإنعاش الذاكرة".
صاحب "ع السبرتاية"، أعرب عن أمله بأن تلقى كل الأفكار الشبابية المميزة رواجًا، خاصة التي تحمل رسالة منها، مشيرًا إلى أن رسالته من مشروعه هو محاولة إبعاد الشباب عن الجلوس على المقاهي والتدخين الذي يدمر الصحة، وهدم مقولة أن "القهوة لا تحلى إلا بسيجارة"، حسب قوله.
وتابع: "القهوة تكون أحلى بالقراءة والاطلاع، لذلك فإن زبائن مشروعي الصغير يستمتعون بتناول القهوة، وهذا أكثر ما يسعدني فأشعر بحلاوة الربح الضئيل ماديًا الوفير معنويًا".
