قرر وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس مغادرة الإدارة الأمريكية، والاستقالة من منصبه، اعتراضًا على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن سحب القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا ضمن قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش".
ترامب أعلن يوم الأربعاء الماضي النصر على تنظيم داعش، واستعادة السيطرة على المناطق التي كانت تخضع لسيطرة التنظيم الإرهابي، لتبدأ على إثر ذلك الإدارة الأمريكية في الترتيب لسحب القوات الأمريكية من سوريا، وكذلك الوضع مع القوات المتواجدة في أفغانستان.
استقالة ماتيس
ذلك الأمر لم يعجب ماتيس، كما أنه كان محل انتقادٍ واسعٍ في الولايات المتحدة، وهو ما دفع وزير الدفاع لتقديم استقالته، موجهًا انتقاداتٍ لسياسات الرئيس الأمريكي الخارجية، وأعلن يوم الخميس أنه سيترك منصبه اعتبارًا من 28 فبراير المقبل، وقال إن ترامب بحاجة إلى وزير دفاع يكون أكثر انحيازًا لآرائه.
لكن استقالته وانتقاده للرئيس الأمريكي، جعلت الأخير لا يمهله لشهرين آخرين في منصبه، وقال يوم الأحد إنه سيقصي وزير الدفاع جيم ماتيس من منصبه قبل شهرين من الموعد الذي حدده ماتيس.
وأعلن ترامب في تغريدةٍ له عبر "تويتر" تعيين باتريك شاناهان، نائب وزير الدفاع، قائمًا بأعمال الوزير اعتبارا من أول يناير المقبل، واصفا إياه بأنه موهوبٌ للغاية، وأنه سيكون عظيمًا.
وتولى ماتيس وزارة الدفاع "البنتاجون" مع قدوم الرئيس الأمريكي ترامب لسدة الحكم في البيت الأبيض مطلع عام 2017، وخرجت أقاويل بين الحين والآخر عن وجود خلافات بينه وبين الرئيس الأمريكي، لكن الاثنين كانا سرعان ما ينفيان ذلك.
إقالة أوباما له
وقبل أن يكون وزيرًا للدفاع عام 2014، كان ماتيس يشغل منصب رئاسة القيادة المركزية الأمريكية إلى غاية عام 2013، حينما أقاله الرئيس السابق باراك أوباما من منصبه.
ترامب ذكّر ماتيس بما حدث له من إقصاءٍ في حقبة أوباما السابقة، من خلال تغريدةٍ سابقةٍ يوم السبت قال فيها إن الرئيس السابق باراك أوباما أقاله بشكلٍ غير مشرفٍ، حسب وصفه، وإنه منح الجنرال المتقاعد فرصةً ثانيةً للبروز على الساحة الأمريكية.
وبات أمر رحيل جيم ماتيس عن الإدارة الأمريكية محسومًا، وغير قابلٍ للتأويل حول إمكانية التراجع عن القرار، بعد أن وصلت العلاقة بينه وبين ترامب في الأزمة الأخيرة إلى طريقٍ مسدودٍ.
