الكنيسة المصرية..سجل حافل من الوطنية

الكنيسة المصرية..سجل حافل من الوطنية
الكنيسة المصرية..سجل حافل من الوطنية

الكنيسة المصرية ، صمام امان الوحدة الوطنية ، مواقف داعمة للوطن على مر العصور ، سجل مشرف زاخر بالمواقف الوطنية المشرفة ، وقفات يسطرها التاريخ بحروف من نور لباباوات الكنيسة على مر التاريخ ، رفضت هذه الكنيسة أى تبعية لجهة دينية أو مدنية فى الخارج، واصبحت رمزاً للاستقلال الوطنى ، بعد أحداث 25 يناير 2011، تنامى التيار الإخوانى السلفي، وهاجم الكنائس، وأحرقوها، وعقب الثورة الشعبية ضد الإخوان فى 30 يونيو 2013 قاموا بإحراق 63 كنيسة، وكانوا يعتقدون أن بإمكانهم حرق مصر بأكملها، ولكنهم لا يعرفون النسيج المصرى القوى المتين ، ولا يعرفون قيمة الكنيسة الوطنية المصرية، التى تقف دائما بالمرصاد لأى عدو يتربص بمصر سواء فى الداخل او فى الخارج.. كما ان البابا تواضروس له دور كبير فى دعم الوحدة الوطنية، والحفاظ على أمن وسلام البلاد فى العديد من المواقف والأحداث التى مرت بها..» الاخبار» ترصد فى هذا الملف الموقف الوطنى للكنيسة المصرية على مر التاريخ..

 

 

30 يونيو.. مهمة وطنية لإنقاذ مصر

لم تكن 30 يونيو حركة سياسية بل حركة شعب حماها جيش الشعب وشارك بها كل الشعب وبما أن الكنيسة جزء من الشعب فكان لابد منها أن تدعم هذه الحركة الشعبية الجارفة التى أطاحت بنظام الإخوان الاستعماري.


ودائما ما كان يقول البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه فى عام 2011 كانت هناك ثورة فى مصر غيرت كل شىء لكن هذه الثورة تم سرقتها بعد ثلاثة أعوام وبعض الجماعات حاولت تغيير النظام العام فى مصر والمصريون عامة مسلمين ومسيحيين يحبون الدين لكنهم لا يقبلون أن يكون النظام الحاكم دينيا لذلك بعد عامين خلال 2013 حدثت ثورة كبيرة وصححت كل شيء وابتدأنا العمل من البداية بدستور جديد ونظام انتخابى رئاسى جديد وبرلمان جديد وكل المصريين لديهم أحلامهم لبناء مصر جديدة باقتصاد جيد وتعليم جيد وقانون جيد وأيضًا إعلام جيد.


دور الكنيسة 


وعن دور الكنيسة فى الثورة قال البابا: الدور الرئيسى للكنيسة هو الدور الروحى والكنيسة القبطية الأرثوذكسية هى كنيسة وطنية ومنفصلة تماما عن السياسة لكن مشاركتنا فى هذه الثورة كان من خلال المواطنة لأنه بجانب الدور الروحى لدينا الدور الاجتماعى لنخدم مجتمعنا ونحن كمصريين يجب أن نحافظ على مجتمعنا ووحدتنا الوطنية مع كل أطياف الوطن فالكنيسة منذ القرون الأولى تعتبر منفصلة تمامًا عن السياسة لكن فى نفس الوقت يجب أن تشارك فى الجانب المجتمعى وما يخص المواطنة والهجمات الإرهابية ضد الكنيسة والمجتمع وفى نفس الوقت نحبهم ونحن نسامحهم وننتظر أن تتغير قلوبهم لتكون صالحة فنحن كنيسة استشهاد والخوف يعتبر شعورا إنسانيا بالطبع لكن فى نفس الوقت لنا قوة الإيمان فى قلوبنا وهناك عيد سنوى للاستشهاد فى الكنيسة.


وقال البابا تواضروس: إنه خلال فترة حكم الإخوان كان هناك شعور أن مصر تُسرق وأن هناك شيئا غير طبيعى ويكفى الاعتداء على الكاتدرائية المرقسية لأول مرة فى 7 أبريل 2013 وهى الكنيسة الأم وأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط وكانت تلك الواقعة بمثابة جرس إنذار بأن هناك شيئا غير صحيح لذا فإن ما حدث فى ثورة 30 يونيو كان أفضل ما يكون.


وعن الكواليس قبل ثورة 30 يونيو، قال: تواصلت مع الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من أجل مقابلة الرئيس الأسبق محمد مرسى كى يطمئنوا منه على أحوال البلاد قبل 30 يونيو وبالفعل تقابلنا معه يوم 18 يونيو وكان من المفترض أن أخرج من ذلك اللقاء مطمئنًا، لكن ذلك لم يحدث فمرسى لم يكن شاعرًا بما يحدث فى البلاد ولم يجد البابا وشيخ الأزهر إجابة عن سؤالهما حول أحوال البلاد ثم بعد ذلك وصلنى شعور بأن كل المصريين فى الشارع إلا أنا فكان لا بد من المشاركة فى يوم 3 يوليو كمواطن مصري.


ووصف البابا تواضروس، الأيام التى شهدت أعمال العنف ضد الكنائس بأنها صعبة حيث تواجد آن ذلك فى دير الشهيد مارمينا بالساحل الشمالى وكان أثناء ذلك يتلقى الأخبار حول حوادث حرق وهدم الكنائس، وتابع: «فكرت ما الذى يمكن أن يقال كى يحفظ سلام مصر، من الكلمات التى أرشدنى الله إليها هى : (إن حرقوا الكنائس هنصلى فى الجوامع وإن حرقوا الجوامع هنصلى سويًا فى الشوارع) فرغم أن الأقباط لم يكونوا وحدهم هم الذين عانوا خلال فترة حكم الإخوان بل الشعب بأكمله فإنهم كانوا الأكثر تعرضا لظلم الإخوان فتعرضوا للتهجير والقتل والاعتداءات على الكنائس وحرقها حيث دفع الأقباط ثمن معارضتهم لحكم الإخوان من خلال العديد من الجرائم فى حقهم أبرزها قتل قبطى وتهجير أسر قبطية من قرية دهشور وقتل ثلاثة أقباط فى هجوم بالخرطوش والأسلحة النارية والمولوتوف على جنازة ضحايا الخصوص وتعرض الكاتدرائية فى العباسية لإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وغيرها من الوقائع..وبعد كل هذه الأمور دفعت المصريين بكل فئاتهم إلى النزول فى ٣٠ يونيو للإطاحة بالإخوان ورئيسهم المعزول مرسى وكان البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أحد الحاضرين فى اجتماع القوى الوطنية فى ٣ يوليو قبل بيان عزل مرسي، وقال البابا إن الكنيسة لا تملك سلطة المنع أو الدفع لا تمنع الشباب من أن يخرجوا ولا تدفع الشباب ليخرجوا وحتى إذا ما منعناهم وهذا من باب المستحيل فإن غيرتهم ووطنيتهم لن تمنعاهم من الخروج والمشاركة فى ٣٠ يونيو.


الشارع المصرى 


وقال البابا، إنه قبل ٣٠ يونيو الماضي: «كانت هناك حالة من الغليان الشديدة فى الشارع المصري، وكنا نشعر بها جميعًا وأعطى الجيش مهلة زمنية للنظام السابق بدأت بأسبوع ثم ٤٨ ساعة وبعدها كان يجب اتخاذ قرار ولذلك اجتمعت بنا قيادة الجيش وكانت معنا قيادات شبابية وشخصيات عامة إضافة إلى شيخ الأزهر للتشاور حول ما يجب فعله بعد أن ساء الأمر وزاد الغليان والاحتقان فى ظل رفض نظام الرئيس المعزول محمد مرسى لأى استجابة».


وأضاف البابا قائلًا: «جلسنا نتشاور قبل إذاعة البيان لمدة خمس ساعات كاملة وكانت مناقشة ديمقراطية واستمعنا لآراء بعضنا البعض وبعد الاستقرار على ما سنفعله بدأنا فى صياغة بيان وتمت مراجعته عدة مرات للاستقرار على الصيغة النهائية وبعد المراجعة قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمراجعة البيان لغويًا واتفقنا على أن يلقى المشير السيسى البيان وبعد ذلك طُلب من كل منا أن يُلقى كلمة».


وشدد البابا تواضروس على أن مشاركة الكنيسة فى ٣ يوليو كانت مشاركة وطنية وليست سياسية لأنها كانت لصالح مصر فالأقباط شعروا ببعض الخوف فى ظل وجود نظام الإخوان القائم وقتها، وعقب ثورة ٣٠ يونيو قال إن البلد كان فى حالة غليان وكلما كنا نقترب من يوم ٣٠ يونيو يوم التمرد على الرئيس الاسبق كانت درجة الغليان تزداد وكنت أتابع الموقف وأرى فيه حالة صحوة فريدة فى تاريخ مصر وكنت أقرأ النتائج فى حيوية الوطن وغليانه فالشعوب لا تنام على ظلم ولا تصمت على ذل مهما طال الزمن ولكنها تحلم وتتحدى وتتمرد حتى تحقق ما تصبو إليه والأسابيع التى تلت ٣٠ يونيو لم تكن بذات الفرحة التى شهدتها مصر بعد ساعات من إعلان خارطة الطريق وكان الأقباط الفصيل الأكثر تأثرا بانتقام الإخوان.


وقال رئيس الطائفة الإنجيلية السابق صفوت البياضى : إن قيادات الكنسية اتفقت على أن قرار المشاركة يخص الأقباط الذين يتمتعون بنضج سياسى باعتبارها حرية شخصية وعلى عكس هذا المسار كانت الحركات القبطية «اتحاد شباب ماسبيرو»، «أقباط بلا قيود»، «أقباط من أجل مصر» قد أعلنت عبر وسائل الإعلام مشاركتها بقوة فى تظاهرات ٣٠ يونيو الهادفة إلى إسقاط محمد مرسى والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وأضاف البياضى: أن الكنيسة لن تفرض على الأقباط موقفًا بعينه سواء بحشدهم للمشاركة أو رفض نزولهم.


وقال أندريا زكى رئيس الطائفة الإنجيلية: إن أقباط مصر شاركوا فى ثورة ٣٠ يونيو بقوة لأنهم شأن بقية المصريين شعروا بالتهميش والاستبعاد السياسى وأهم المتحولات أنه فى وقت حرق الكنائس رفض الأقباط التدخل الخارجى فى الوقت الذى طالب فيه قيادات الإخوان بالتدخل الخارجى وهو الموقف التاريخى لقداسة البابا تواضروس :«وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن» وجميع القيادات سواء إنجيلية أو كاثوليكية كان لها نفس الموقف وهذا شعر به المواطن العادي، وأضاف: «القيادة السياسية لها موقف إيجابى لكن الأخطر هو المواطن العادى الذى شعر أن المصرى القبطى شريك له فى هذا الوطن هذا تغير عند العامة ولا يشترى بملايين الدنيا ما حدث جعل المصريين يكتشفون بعضهم وحبهم لبلدهم وهذا خلق وعيا جديدا للعامة.