حصاد 2018| بلدان نقلت سفارتها للقدس.. وأخرى اعترفت بالمدينة عاصمةً لإسرائيل

مدينة القدس
مدينة القدس

"لنا في فلسطين وطنٌ والقدس عربيةٌ" حكاية تربينا عليها نحن العرب منذ الصغر، وأي شخصٍ يحيد عن ذلك يعتبر بالنسبة لنا قد أقحم نفسه في عداءٍ معنا، قد لا يقل عن العداء لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

عام 2018 كان عصيبًا بالنسبة للقضية الفلسطينية، والذي شهد أحداثًا فارقةً غير مسبوقة، تتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم الاعتداء على الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في المدينة التي هي عاصمةٌ أبديةٌ للفلسطينيين، رغم محاولات البعض طمس ذلك.

 

مع نهاية عام 2017، وبالتحديد في السادس من ديسمبر اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل، ووجه وزارة خارجية بلاده لنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس.

 

أول البادئين

 

ورغم الوعود التي أطلقها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أثناء جولته في الشرق الأوسط مطلع هذا العام، بعدم نقل السفارة إلا بعد التوصل لتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن الإدارة الأمريكية ضربت بتلك الوعود عرض الحائط ونقلت السفارة الأمريكية بحلول الرابع عشر من مايو هذا العام، تزامنًا مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل في الأراضي المحتلة، والذي يمثل ذكرى النكبة للعرب والفلسطينيين.

 

 

وبذلك كانت الولايات المتحدة أولى البلدان التي تنقل سفارتها لدى إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، لكنها لم تكن الأخيرة، فقد سارت بضع بلدان على نفس المنوال.

 

جواتيمالا الثانية

 

ثاني البلدان التي أقدمت على ذلك كانت جواتيمالا، التي نقلت سفارتها للقدس يوم السادس عشر من مايو، في أعقاب إقدام واشنطن على الخطوة ذاتها.

 

وحذا الرئيس الجواتيمالي جيمي موراليس، حذو ترامب، وأعلن الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل في الخامس والعشرين من ديسمبر من العام الماضي.

 

خطوة تم العدول عنها

 

وكان رئيس باراجواي السابق هوراسيو كاتيس قد اعترف هو الآخر بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وقام بنفسه بالإشراف على نقل السفارة إلى هناك مع نهاية مايو الماضي.

 

ولكن هذا الأمر لم يدم طويلًا مع تولي الرئيس الجديد ماريو عبده بينتيز، وهو من أصول لبنانية، مقاليد الحكم في أغسطس الماضي، ليصحح الرئيس الجديد مسار سلفه في سبتمبر الماضي، ويعيد سفارة باراجواي مرةً أخرى إلى تل أبيب.

 

هذا بخصوص الدول التي اعترفت بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وقامت بنقل سفارتها إليها، ولكن هناك بلدان قامت بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، لكنها لم تتخذ خطوة نقل السفارة بعد.

 

اعتراف دون نقل السفارة

 

ومن بين تلك البلدان هندوراس، التي اعترفت في أبريل الماضي بزهرة المدائن عاصمةً لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ولم تقم بعد بنقل سفارتها إلى القدس بصورةٍ رسميةٍ، وقد أتت الخطوة بعد أن وافق برلمان البرلمان على الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

 

وإلى جانب هندوراس كانت التشيك، إحدى بلدان الاتحاد الأوروبي والتي كسرت إجماع التكتل الأوروبي حول التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ووضعية مدينة القدس.

 

وفي منتصف سبتمبر الماضي، أعلنت براج نيتها نقل السفارة التشيكية من تل أبيب إلى القدس، وذلك بعد أن صادق الرئيس التشيكي ميلوس زيمان رفقة رئيس الحكومة أندريه بابيش، ورئيس مجلس النواب راديك فوندراتشيك، ووزير الخارجية يان جاماتشيك، ووزير الدفاع، لوبومير ميتنار على قرار نقل السفارة.

 

وفي أواخر نوفمبر الماضي، حطّ الرئيس التشيكي الرحال إلى إسرائيل، وأعلن افتتاح البيت التشيكي في مدينة القدس، وتعهد أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بافتتاح السفارة بالقدس قريبًا.

 

آخر المعترفين

وقبل أن يسدل عام 2018 الستار، خرج رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في الخامس عشر من ديسمبر الجاري ليعلن أن بلاده تعترف رسميًا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، ولكنه أضاف أنها لن تنقل سفارتها على الفور.

وأضاف موريسون: "نتطلع لنقل سفارتنا إلى القدس الغربية عندما يكون ذلك عمليًا"، وأكد في الوقت ذاته دعم بلده لمبدأ حل الدولتين الذي يشمل إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية.

قطار الاعتراف ربما لن يتوقف عند هؤلاء فالرئيس البرازيلي الجديد جائير بولسونارو أعلن نيته نقل السفارة إلى القدس، كما إنه يعترف بالمدينة عاصمةً لدولة إسرائيل، لكنه لم يتخذ أية خطوات تجاه ذلك الأمر، في ظل تنامي المعارضة لمثل هذه الخطوة في البرازيل.