حكايات| متحف البريد.. أسرار «الخطابات» من الحمام والتليفريك للقرن الـ21

حكايات| متحف البريد.. أسرار «الخطابات» من الحمام والتليفريك للقرن الـ21
حكايات| متحف البريد.. أسرار «الخطابات» من الحمام والتليفريك للقرن الـ21

منذ حوالي 40 عامًا، اعتادت عائلة محمد طه على استقبال الرسائل البريدية من الأقارب خارج مصر، فتجمع لديهم طوابع البريد من دول مختلفة، بعد أن كان يحتفظ بها الأب.


«محمد - 45 عامًا» بدأ وهو في الخامسة عشر من عمره جمعها وتخزينها فتحول الأمر لديه إلى هواية والبحث عن الجديد والمختلف منها، وهو ما دفعه إلى القدوم من موطنه بالإسكندرية إلى ميدان العتبة بوسط القاهرة لزيارة متحف البريد المصري، والذي يضم أول وأقدم الطوابع البريدية الخاصة بمصر ودول أخرى عديدة، إضافة إلى رسائل وخطابات نادرة.


فن جمع الطوابع


«في انتظار الجواب القادم».. ظلت تلك العبارة لسنوات تُكتب في نهاية الرسالة كدليل على التواصل بعد انتظار دام شهورًا لاستلام بريد آخر.


ويرى محمد أن طابع البريد يعد ضمن القيم التاريخية والمعلوماتية للدولة؛ لكن ثقافة جمع الطوابع والاهتمام بها توجد في الدول الأوروبية أكثر من مصر، حيث توجد في لندن الجمعية العمومية لهواة جمع طوابع البريد، بالإضافة إلى مؤتمرات البريد التي تقيمها بعض الدول.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| حب في أحضان «نويبع».. مشروع زواج خارج «خنقة» العاصمة


ويقول ابن الإسكندرية: «كنت بأعرف معلومات عن الدول من خلال طوابع بريدها على مدار فترات مختلفة، وتشعرني بلف الكرة الأرضية وأنا قاعد على مكتبي».


والآن بات محمد يفتقد صناديق البريد، التي أصبح من النادر رؤيتها في الشارع هي وساعي البريد بهيأته وزيه الخاص، بعد أن حلت محلها الرسائل الإلكترونية التي تستغرق ثواني فقط لتوصيل ما يريده الشخص.


كنوز المتحف


يحوي متحف البريد لوحة مكونة من 15 ألف طابع بريد مكونة صورة الهرم وأبو الهول، وهي اللوحة التي أمر الملك فؤاد الأول بتجميعها عام 1910، وأهداها لابنه الملك فاروق؛ حيث كانا من هواة جمع الطوابع.


وتم وضع تلك اللوحة في متحف البريد الذي أنشاه فؤاد الأول عام 1934، أثناء مؤتمر البريد العالمي العاشر لتعريف الناس بخدمات البريد، وافتتحه الملك فاروق للجمهور عام 1940 بعد وفاة والده.

 


على مدار السنوات، اختلفت وسائل نقل البريد، وكان أولها الحمام الزاجل الذي ثبت أن الفراعنة أول من استخدموه، كما اهتم به الملوك أيضًا، وتم استخدامه في الحربين العالميتين الأولى والثانية من خلال حظائر في أماكن مخصصة لنقل الرسائل بين الخطوط وبعضها.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| ستوديو بيلا.. «مصوراتي» التاريخ يعمل بكاميرا أثرية عمرها 100 عام


ويقول محمد بكري مسئول بمتحف البريد إن اللوحات الموثقة توضح طريقة استخدام الحمام الزاجل الذي كان يعرف الاتجاهات عن طريق حاسة الشم فكان بمثابة التتبع وتحديد الأماكن بالنسبة له فيقوم بتوصيل الرسالة ثم يعود مرة أخرى لموطنه.

 


الاتحاد العالمي


كانت مصر من أوائل الدول التي شاركت في اتحاد البريد العالمي عام 1879، وأهداها الاتحاد الكثير من الميداليات الخاصة بالبريد وأشكال الطوابع المختلفة، وهي موضوعة في المتحف إلى الآن.


كما يحوي المتحف أيضا أول ثلاثة خطابات أرسلت في مصر في فترة الثلاثينيات  وكانت بين القاهرة وقبرص بوسيلة البريد الجوي من خلال الطائرات، بالإضافة إلى جهاز التليفريك الذي استخدم فينقل الطرود في الأماكن غير الممهدة كمنطقة جبل عتاقة في مصر وكان ذلك فترة الثلاثينيات، بحسب بكري.

 

ولساعي البريد زي مخصص اعتمده الخديوي إسماعيل، أثناء إحدى زياراته للبريد، ويحتفظ المتحف بملابس الساعي وموظف البريد الشتوي والصيفي وأشكالها التي تطورت على مدار السنوات، بالإضافة إلى الأدوات التي كانت تستخدم في فتح الرسائل والطرود والصناديق.

 

أقرأ للمحرر أيضًا| «الدرفت» الافتراضية.. رياضة للأثرياء أسسها «نجم الأسفلت»


ويعد زوار المتحف من هواة جمع الطوابع، والمثقفين ممن يريدون معرفة تاريخ البريد، بالإضافة إلى رحلات أطفال المدارس.


ويرى محمد بكري أنه رغم تراجع استخدام البريد إلا أن البريد المؤسسي لا يزال مُستخدما، وكما اختفت بعض الخدمات، هناك أخرى مازالت موجودة مثل الخدمات الاجتماعية، والمالية والجماهيرية كالمعاش على سبيل المثال.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي