«المستشرق» تحتضن أربعين ألف عنوان.. و كتب تراثية ووثائق ومخطوطات من مئات السنين

مصير مكتبة حسن كامي «حائر».. حرب تصريحات بين الأسرة والمحامي.. والبرلمان يحسم الأزمة

حسن كامي
حسن كامي

مطالبات بتحويلها لمتحف كتب.. ومكتبة الإسكندرية ترحب بضمها

محامي الفنان الراحل: اشتريت منه «المستشرق» قبل وفاته.. والأسرة ترد: استغل شيخوخته وأخذ توقيعه على جميع ممتلكاته

يوسف القعيد يحسم الجدل: الكتب واللوحات النادرة «ملكًا للدولة».. وسنستفيد من كل الكتب والمخطوطات

 

رحل الفنان حسن كامي عن عالمنا منذ أيام، تاركًا أعمال فنية تخلد ذكراه وهي «أفلام ومسلسلات»، وإرثًا ثقافيًا ضخمٍا يضم أمهات الكتب ونوادر التراث والتاريخ وكنوز الثقافة ومخطوطات ووثائق على مر العصور وهي مكتبته «المستشرق» الكائنة بمنطقة وسط القاهرة منذ مئات السنين.

 

كتب تراثية ووثائق ومخطوطات

تلك المكتبة يرجع تاريخها إلى القرن التاسع عشر الميلادي، إذ أسسها خواجة يهودي مصري يدعى «فيلدمان»، وجمع فيها أمهات الكتب عن مصر لتكون مرجعًا لمستشرقي الغرب في حالة البحث عن أي معلومات تخص المحروسة، لذلك سميت بـ«المستشرق»، لكن مع مرور الوقت رحل الخواجة في أعقاب العدوان الثلاثي، تاركًا المكتبة إلى أن آلت إلى أسرة الفنان حسن كامي.

 

40 ألف كتاب

وتحتضن «المستشرق» نحو أربعين ألف عنوان لتستحق عن جدارة لقب «متحف الكتب»، بين كتب قيمة أصلية ولوحات فنية نادرة، بينها واحدة ضمن ثلاثة فقط حول العالم، ومخطوطات من كتاب «وصف مصر»، وظلت أسرة «كامي» تدير المكتبة إلى أن توفي قبل أيام، تاركًا حالة من الجدل حول مصير تلك المكتبة، والجهة الفائزة بملكيتها.

 

كما تضم المكتبة نسخة من مجموعة كتاب «بروس عن نهر النيل» والمكون من خمسة أجزاء، وهى التي كُتبت في القرن الـ18 وهى من أروع الكتب التي كتبت عن نهر النيل لاحتوائها على أسرار مجهولة وخطيرة عن نهر النيل، بالإضافة إلى كتب الاستشراق الأولى، والأطالس النادرة الخاصة بمكتبة «هاشيت» الفرنسية، والتي حرقت ودمرت في الحرب العالمية الثانية.

 

وترصد «بوابة أخبار اليوم» في السطور التالية، المصير المحتمل لمكتبة الفنان الراحل حسين كامي، بعد الخلافات التي حدثت بين ورثته ومحاميه على ملكيتها، وكذلك تدخل وزارة الثقافة لوضع حدًا لتلك الأزمة المثارة.

 

مصير «المستشرق»

البداية من محامي الأسرة عمرو رمضان، الذي فجر أزمة ملكية المكتبة، وقال إنه اشترى أسهمًا بتلك المكتبة من «كامي» قبل رحيله، موضحًا أنها لها سجل تجارى وبطاقة ضريبية لبيع الكتب وليست متحف أو بها مخطوطات أثرية.

 

تصريحات المحامي

وذكر المحامي في تصريحات تلفزيونية إن من حق أي أحد شراء الكتب التي يفضلها من المكتبة، وأن الفنان الراحل لا يملك أكثر من 1% من أسهم المكتبة، وهناك شركاء آخرون.

 

رد الأسرة

وردًا على حديث المحامي، اتهمت أسرة الفنان حسن كامي «المحامي» بالاستيلاء على أملاكه بينها المكتبة، مؤكدة على لسان المحامية منى أحمد، أسرة الراحل توجهوا لفيلا كامي، وفوجئوا ببلطجية يمنعوهم من دخولها، كاشفين أن الفيلا بيعت.

 

وأضافت «المحامية» في تصريحات تلفزيونية، أنهم اكتشفوا أن الشاري هو عمرو رمضان محامي حسن كامي، الذي أخبرهم أن الراحل حين وفاته لم يكن يمتلك جنيها،  مؤكدة أن سعر الفيلا يصل لـ17 مليون جنيه، وذلك بخلاف مجوهرات زوجته وسياراته.

 

وأوضحت المحامية أن الراحل حسن كامي أوصى بتسليم مكتبته إلى وزارة الثقافة بعد وفاته ، باسم زوجته الراحلة نجوى، ومن ثم تحدد الوزارة جهة توجهها سواء إلى مكتبة الإسكندرية أو دار الكتب، للحفاظ على نوادرها.

 

كما اتهمت شقيقة الفنان الراحل محاميه باستغلال شيخوخته وأخذ توقيعه على جميع ممتلكاته.

 

رأي النواب

ودخل على خط حرب التصريحات البرلمان، ليضع حلًا فاصلًا لأزمة المكتبة، فقال النائب يوسف القعيد، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن الكتب واللوحات النادرة التي يمتلكها الفنان الراحل حسن كامي في مكتبته، هي ملكًا للدولة، وليس ملكاً للفنان وورثته.

 

وقال «القعيد» في تصريحات له، إنه لابد أن تُسارع الدولة وتتدخل في أي سياق من أجل الاستفادة منها، بعرضها في معارض كتب كي يستفيد الشعب من هذه النوادر من الكتب واللوحات.

 

وأوضح أن اللجنة ستجرى اجتماع مناقشة بين عائلة الفنان الكبير حسن كامي، ووزارة الثقافة لبحث مدى إمكانية استفادة الدولة من الكتب النادرة بمكتبة الفنان الراحل.