«نوبى».. ناظر مدرسة الرسم على الجلود والمجلات

نوبى مع چيهان ابنة الرئيس الراحل السادات يحملان صورته
نوبى مع چيهان ابنة الرئيس الراحل السادات يحملان صورته

«المقص» فى جيبه دائماً لحفر لوحاته.. ونال عنها خطاب شكر من القصر الملكى البريطانى

 

منذ حوالى خمسين عامًا، جلس الطفل «نوبى بديع» على سطح منزله بمنطقة السيدة زينب يشخبط بشكل عشوائى على جلدة أجندة قديمة بشفرة موسى، وقام برفعها فى مواجهة الشمس فوجد شكلا قد تكوَّنَ على ظهر الجلدة، يشبه تمثال مصر المنتصرة للنحات جمال السجينى الذى عرفه جيدا.

 

ومن هنا قرر البحث عن أجندات قديمة والمجلات الملونة ليجرب عليها تفريغ وجوه وأشكال مختلفة، وبدأ نوبى الاطلاع على الفن التشكيلى وأعمال أشهر النحاتين، وبعد محاولات وتجارب عديدة، تمكن من تفريغ الجلد، فعمل وجوها لـ «مايكل أنجلو، دافنشى والموسيقى بيتهوفن وغيرهم»، وذلك باستخدام المقص فقط.


ولعبت الصدفة دورا كبيرا مع نوبى حين أطلعه صديقه أن يعرض تلك الأعمال على رضوان حسين الذى كان يعمل بقسم الماكيت فى «مؤسسة روز اليوسف» فأوصله بحسن فؤاد الذى كان وقتها يعمل رئيسا لتحرير مجلة «صباح الخير»، وأثنى على رسوماته بعد أن أطلعه على رسومات منحوتة بالورق لكن باستخدام ماكينات، وقال له «رسوماتك أحسن».

 

ومن هنا قرر أن يجعله يشارك بأعماله فى صفحة الفن فى المجلة، وكان ذلك بمثابة الانطلاقة لنوبى الذى لعبت الصدفة دورا فى اكتشاف موهبته، حيث قابل بعدها الفنان مصطفى حسين الذى قبل أن يشارك بأعماله فى صفحة «المرايا»، ويقول نوبى «مصطفى حسين خلى فنى ينتشر على صفحات الجرائد وقالى أوعى تسيب الجلدة».

 

كان نوبى يجمع المجلات، الجلود القديمة، الجرائد والبوسترات وإعادة استخدامها فى فنه، داخل ورشته بوكالة الغورى، واعتاد أن يحتفظ بمقص فى جيبه دائما، الذى أصبح يميز فنه الذى ابتدعه، وبدأ يشارك فى معارض للفنانين تقيمها وزارة الشباب والرياضة، وفى عام 1983 قرر عبد الحميد حسن محافظ الجيزة وقتها أن يعطيه مرسما خاصا داخل حديقة الحيوان، ورسم وقتها صورة للرئيس السابق مبارك تلقى على إثرها خطابا منه يشكره عليها، وكتب الصحفى الكبير نبيل عصمت عن نوبى فى مقاله اليومى الشهير أبو نظارة بصفحة أخبار الناس «الأخبار» بعد أن بدأت تتجه إليه الأنظار وإلى فنه.


تلقى نوبى خطاب شكر من القصر الملكى ببريطانيا، حيث قرر أن يرسم صورة للأميرة ديانا والأمير تشارلز ويسلمها لصديقه وزوجته الإنجليزية قبل سفرهما إلى لندن اللذين قاما بتسليمها للقصر الملكى قبل أن يردا عليه بثلاثة شهور، واعتمد على المجلات الملونة التى كان تفريغها يعطى اللوحة شكلا جماليا دون استخدام الألوان، بل كان يضع أيضا خلفية ملونة وراء اللوحة بعد تفريغها، ولم يكتف بذلك حيث كان أول من يقوم بتفريغ الأشكال المختلفة وطبعها على «التورتة» يوميا فى أحد فنادق القاهرة.

 

ورسم نوبى صورة للرئيس الراحل السادات فى جريدة «الأخبار» فتواصلت معه ابنة الزعيم الراحل وحضرت معرضه بساقية الصاوى وأهداها صورة أبيها التى رأتها أكثر صورة تبرز تفاصيل والدها الحقيقية، ويهدف نوبى إلى استكمال ذلك الفن وتعليمه للأطفال لتنمية مواهب استخدام المقص.