حكايات| هل تدمن الكلاب البوليسية المخدرات؟

أحد تمرينات الكلاب البوليسية
أحد تمرينات الكلاب البوليسية

من المخدرات إلى المتفجرات، فرضت الكلاب البوليسية نفسها، حتى صارت بقليل من التدريب صاحبة الكلمة الأولى في الكشف عن كثير من جرائم التهريب قبل وقوعها. 
 

معلومة خاطئة ضلت طريقها إلى مربي الكلاب عن «البوليسية» منها المتخصصة في البحث عن المخدرات، تتبنى فكرة أن الكلب المدمن تزداد درجة قدراته على كشف المواد المخدرة والمتفجرات وكأنها تبحث عن طعامها.

 

اقرأ حكاية أخرى:

«الجميلة السيناوية».. الفراشة الأصغر والأندر يحاصرها تغير المناخ 


خبير تربية وتدريب الكلاب، الكابتن مينا نسيم- مدير إحدى شركات الأمن والحماية- تحدث عن أن فلسفة تدريب الكلاب البوليسية تعتمد على حاسة الشم لمادة مخدرة واحدة فقط، فلا يجوز تدريب الكلب على أكثر من أمر لتنفيذه؛ لكنها يمكن أن تتدرب على مهارات أخرى مثل الحراسة أو الحماية الشخصية أو مرافقة الأطفال ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وحاسة الشم مهارة أصيلة في الكلب، ويمكنه اكتشاف المادة المخدرة دون تأثير عليه.


«نسيم» يرى أن الكلاب البوليسية يحكمها بعض المعايير الثابتة في تحديد تخصصها المستقبلي، سواء للحماية الشخصية أو البحث عن الأسلحة أو المخدرات أو حتى في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه المسائل تناقلها العامة، بعض منها بمفاهيم وتفاسير غير صحيحة ولكنها في النهاية أصبحت شبه ثوابت.


هل تدمن الكلاب المخدرات؟


الكلب لا يتعاطى أي مادة مخدرة، وإنما يتعرف على رائحتها فقط عن طريق الشم، ويتم ذلك عن طريق مضغ المادة داخل حرز من البلاستيك (كيس بلاستيكي- هوز من المطاط) يسمح بنفاذ رائحتها؛ لكن لا يُسمح للكلب بتناولها أو الوصول إليها، بحسب ما أكده نسيم.


إذا شمّ الكلب المادة وتعرف على رائحتها، ثم تدرب مرة بعد الأخرى على اكتشاف هذه الرائحة، فإنه لا يصيبه أي خطر؛ لأن المادة في النهاية لم تصل إلى المخ، وإذا وصل الكلب خلال التدريب أو العمل والتفتيش الخارجي إلى مادة مثل الهيروين أو الكوكايين مثلا، وقام بتناولها فإنه يموت فورًا؛ لأن المادة تلتصق بلعابه ومتى وصلت إلى لعابه فإنه يبتلعها، ومنه إلى القلب والمخ بكمية أكبر بكثير من تلك التي يتحملها جسمه وتسبب له صدمة عصبية والموت فورًا.

 

اقرأ حكاية أخرى:

وحيد في الصحراء.. يتعلم مهارات البقاء مع الزواحف والحيوانات النافقة



3  جنسيات للبوليسية 


أما أنواع المخدرات، فيؤكد «نسيم» أنها تنقسم إلى طبيعية «الحشيش، والأفيون، والماريجوانا، والبانجو» وتلك الأنواع يتعاطها المدمن كما هي، وتخليقية «الهيروين، والكوكايين، والحبوب والأقراص المخدرة، والأمفتامين، والكراك» وغالبيها تعتمد على مواد كيميائية.


وهنا تبرز الكلاب البوليسية الموجودة بوزارة الداخلية «جيرمان شيبرد، ودوبرمان، وروتوينر» من ألمانيا، و«لابلادور، وجولدن ريتريفر» من إنجلترا، و«مالينوا» من بلجيكا، والتي تستخدم في البحث عن المخدرات وتأمين المناطق السياحية، وتأمين العديد من المنشآت المهمة كمجلس النواب ونفق الشهيد أحمد حمدي، والكشف عن المفرقعات أثناء تأمين المؤتمرات والاحتفالات، وتأمين وسائل النقل والبريد. 
 

بين السمع والبصر


تمتلك الكلاب – بحسب نسيم- حاسة سمع ذات طبقات أعلى أو أقل انخفاضًا من طبقات الصوت، التي يمكن للإنسان أن يسمعها؛ حيث يستطيع أن يسمع على مسافة 30 مترًا نفس الصوت، الذي يستطيع الإنسان أن يسمعها على مسافة لا تزيد على 5 أمتار، فقدرة الإنسان على الاستماع تبدأ عند نحو 20 موجة إلكترومغناطيسية وتنتهي عند نحو 20 ألف موجة إلكترومعناطيسية فى الثانية.


وتبدأ الكلاب عند 20 موجة وترتفع إلى أكثر من 35 ألفا في الثانية، مع الأخذ في الاعتبار طبقة الصوت؛ حيث تستجيب الكلاب لأصوات لا يسمعها الإنسان، ومثال ذلك الصفارة الصامتة «جالتون» تسمع بوضوح بواسطة الكلب أما الإنسان فيسمع فقط همس الهواء.

 

اقرأ حكاية أخرى:

هن و«الشيشة».. روايات في حب «الحجر» ونظرات «قلة الحيا»


وبالنسبة لحاسة البصر لدى الكلب، فهو لا يرى بنفس القدر الذي يرى به الإنسان، فالكلب مصاب بعمى الألوان، ولا يرى سوى الأبيض والأسود فقط أما الإنسان فيمكنه رؤية جميع الألوان لكن من المحتمل أن بعض الكلاب تستطيع أن ترى على مسافات أبعد وبشكل أفضل.


وبعض سلالات الكلاب لها قدرة أفضل على التعرف على الأشياء المتحركة أكثر من غيرها، فالكلب لديه إطار أوسع للرؤية عن الإنسان، ويمكنه أن يرى بإحدى عينيه من 50 إلى 70 درجة لأعلى، ومن 20 إلى 60 درجة لأسفل ومن 100 إلى 125 درجة من الجانبين ومن 30 إلى 45 درجة على جانبي الأنف، وتختلف هذه الأرقام حسب السلالة، أما الإنسان فمجال رؤيته يبلغ 180 درجة، و90 درجة على كل جانب أنفه.