تعرف على «جبل السلسلة» الذي يحتوي على «رسوم فلكية» بأسوان

جبل السلسلة
جبل السلسلة

يقع «جبل السلسلة» على بعد 65 كم إلى شمال أسوان، حيث يضيق نهر النيل فتصبح كل ضفة جرفا شديد الانحدار، وهناك كانت محاجر لقدماء المصريين استمرت منذ الأسرة الثامنة عشر وحتى عصور مصر اليونانية والرومانية.


تشير البقايا الأثرية والنصوص المكتوبة أن منطقة جبل السلسلة كانت تستخدم من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر القبطي، فقد وجدت أدلة من العصر الحجري القديم الأعلى، وعلي الضفة الشرقية وجدت جبانة تؤرخ بعصور ما قبل الأسرات ووجدت لوحات صخرية من نفس العصر تصور أناس ومراكب وحيوانات وطيور.


اعتبارا من عصر الدولة الحديثة أصبح جبل السلسلة محجرا للحجر الرملي وأصبح مصدر أساسي لهذا النوع من الحجر، واعتبارا من منتصف الأسرة 18 وحتى العصر الروماني، أصبح هذا المكان هو المصدر التي بنيت بأحجاره معابد مصر الرئيسية واعتبارا من عصر الأسرة 18 وصاعدا قام الملوك وكبار رجال الدولة ببناء مقاصير ومباني دينية بالموقع.


يوجد علي الضفة الشرقية لوحة تؤرخ عصر أمنحتب الرابع، وتسجل نشاطات حدثت في عهد هذا الملك في المحجر، ومن أهم الآثار الموجودة في جبل السلسلة هي المقاصير الصخرية للملك «حورمحب»، والتي توجد في النهاية الشمالية الغربية للسلسلة، وتتكون المقاصير من واجهة ذات أربعة أعمدة يليها مقصورة ذات "نيش" في الناحية الخلفية وبها سبعة تماثيل وهي لـ«آمون وموت وخونسو وسوبك وتاورت وتحوت وحورمحب» ويوجد مناظر لآلهة والهات بالمقصورة يبلغ عددها 75 منظر لآله والهة، وقد أضاف بعض الملوك لهذه المقاصير مثل رمسيس الثاني ومرنبتاح وسيتي الثاني ورمسيس الثالث وصوروا على الجدران مع عائلاتهم والأمراء.


وهناك بقايا معبد لنفس الملك على بعد 350 كم إلى الشمال ويتكون من بلوكات منقوشة وقطع من أعمدة والجزء العلوي من لوحة تصور الملك يقدم قرابين إلى «أوزوريس وايزيس» وجزء من سور من الطوب اللبن، واختفت البقايا بسبب نشاط المحاجر الحديث فيما عدا بعض القطع.


«المحاجر».. 
أهم ما يوجد في الضفة الشرقية لجبل السلسلة هو المحاجر والتي تلقي أضواء على تقنية قطع الأحجار وهي تؤرخ بالعصر اليوناني الروماني، وحوائط هذا المحجر مليئة بالنقوش التذكارية وغالبيتها مكتوبة بالديموطيقي أو بالإغريقي. 

«التنقيب في جبل السلسلة».. 
من الذين زاروا السلسلة وقاموا بنسخ النقوش فيها في النصف الأول من القرن الثامن عشر م، هو «شامبليون، وايبوليتو روزليني، وجون جاردنر، ولكنسون، ريتشارد لبسيوس»، ومن قاموا بعمل ملاحظات في نفس القرن "فرانسيس جريفث" و"فلندرز بتري" عام 1886 – 1887، وفي عام 1910 قام بالنشر عن السلسلة آرثر ويجال عام 1910 ولا يزال مأخوذا بنشره حتى الآن.


وقام "فيلهيلم شبيجلبرج" بنشر النقوش الديموطيقية والإغريقية عام 1915 اعتمادا على النقوش التي نسخها جورج لوجران، وفي عام 1950 قام «أي أي اس» بعمل دراسة أبيجرافية عن منطقة السلسلة ونفذ هذا العمل ريكاردو كامينوس والذي نفذ عمله علي مدار تسعة مواسم ما بين 1955 و 1982.

 

«معبد خني» 
تم إعادة اكتشاف معبد خني وهو عبارة عن بقايا أساسات وكتل أرضية وخني هو الاسم القديم لجبل السلسلة ويعني " مكان التجديف " وهو يدل على أنه مكان عبادة وليس محجر فقط، وحتى الآن لا يعرف لمن اهدي المعبد ولكن هناك مؤشرات إلى أنه قد يكون قد اهدي إلى "سوبك"، وقد وصف هذا المعبد علي انه معبد مهدم من عصر الرعامسة وقد رسمه ريتشارد لبسيوس وقد سجل ما بين عامي 1906 و 1925 ويظهر المعبد بان أرضيته على أربعة طبقات وعثر علي قطعتين ملونتين من الحجر الرملي تشير إلى أن سقف المعبد كان به رسوم فلكية ، وإعادة اكتشافه كانت منذ عام 2012 بواسطة بعثة سويدية برئاسة ماريا نلسون في "مشروع مسح جبل السلسلة ".