في مؤتمر «الدراسات الإسلامية»..

نائب رئيس جامعة الأزهر: نعكف على تطوير الفكر الديني وإثراء الحركة الثقافية

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

أكد د.يوسف عامر نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب، أن المؤتمرات التي تشهدها جامعة الأزهر تجسد نشاط الحركة الثقافية التي يرعاها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ويدعهما الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر.

 

وأكد أن الأزهر الشريف يمسك بتلابيب التجديد والتطوير في الفكر الديني، ويثري الحركة الثقافية في مصر وخارجها، ويحفظ للأمة هويتها الإسلامية والعربية، مضيفا خلال كلمته خلال المؤتمر العلمي الدولي الثاني الذي تنظمه كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بالقاهرة، بعنوان: «العلوم الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم المجتمعية»، أن هذا المؤتمر يلبي حاجة واقعنا المعاصر وما يموج به من فتن ظاهرة وباطنة، ويعكس أن ما تملكه العلوم الإسلامية في ترسيخ القيم المجتمعية لا تملكه العلوم الأخرى؛ لأن العلوم الإسلامية تخاطب القلب والعقل معا، كما تمد الروح والجسد بما يحتاج إليه من قيم.

 

 وأوضح أن إعمار الأرض يتطلب السير تحت مظلة القيم التي تخلد هذا الإعمار، ومن ثم يأتي دور العلوم الإسلامية في مد المجتمع بالقيم التي تمكنه من مواجهة التحديات المتوالية.

 

وقال إذا كنا قد التقينا بالأمس القريب في مؤتمر كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، الذي جاء بعنوان: «الفكر المقاصدي في العلوم الإسلامية والعربية» فها نحن اليوم نلتقي مع مؤتمر اخر لشقيقتها الأخرى «كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة» بعنوان: «العلوم الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم المجتمعية»، ومن قبلهما التقينا ونلتقي في مؤتمرات أخرى بالجامعة.

 

أشار إلى أن الأزهر الشريف بجامعته الأقدم في تاريخ الجامعات العالمية لا يزال وسيظل حاميا للأمن المجتمعي في كل العصور، وأن الحاجة للعلوم الإسلامية، تعني الحاجة إلى تعاليم الإسلام، والتعرف على سيرة خير الأنام سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- الذي رسخ في المدينة بعد الهجرة قيما كثيرة، منها: إقامة البنيان «ببناء المسجد» من أجل بناء الإنسان وأنه اخى بين المهاجرين والأنصار فرسخ قيم المحبة والسلام في المجتمع المحلي وأرسل رسائل سلام إلى الملوك والأمراء خارج الجزيرة العربية ليعم الأمن والسلام في كل مكان.. قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، كيف يتم هذا الحفظ؟ من خلال استعمال الله لأناس يحفظون القران الكريم ويفسرونه ويشرحونه للناس، ويوضحون كذلك ما به قيم مختلفة تحفظ العالمين من الهلاك والفساد، ومن خلال أناس يحفظون الحديث النبوي ويشرحونه ويوضحون ما به من توجيهات نبوية من قيم وسلوك يكرم بني ادم، ومن أجل ذلك كله كان هذا المؤتمر، فعلماؤه وكل المشاركين فيه ممن يستعملهم الله تعالى في حفظ الذكر الحكيم وحفظ السنة النبوية.

 

أوضح أن المؤتمر يهدف إلى ترسيخ الفهم الصحيح للعلوم الإسلامية، والعمل على خلق اليات يسيرة وعصرية لإرساء القيم المجتمعية وغرسها في نفوس المجتمع بغية رقيه في مختلف المجالات، مشددا على أهمية إيجاد آليات فاعلة وقابلة للتنفيذ لغرس قيم مجتمعية حث عليها القران الكريم والحديث النبوي الشريف؛ فالسيرة النبوية هداية لنا في كل شيئ، ولكن يبقى كيف نفهمها الفهم الصحيح، وإذا أردنا أن نكتب فيها فعلى أي مصادر نعتمد؟ وكيف نعالج قضايانا المجتعمية في ضوء السيرة النبوية؟.

 

وأكد على أهمية إقامة المناظرات والندوات الفكرية بحيث يحاضر فيها كبار العلماء المتخصصون؛ بما يسهم فى ترسيخ صحيح الدين الإسلامي وتوعية الناس بالأفكار الصحيحة، مع تسليط الضوء على الجوانب الخلقية في فقه المعاملات إضافة إلي إعداد وثيقة للقيم المجتمعية تتضمن كل القيم التي ترقى بالمجتمع، وترجمتها إلى كل اللغات، تحقيقا لرسالة الأزهر الشريف في الداخل والخارج ورصد الجوائز والإعداد للمسابقات التي تدعم دور اللغة العربية في المجتمع.

 

ودعا إلى تحديث مناهج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بما يواكب التطور المذهل في اللغة، وفي وسائل التواصل الحديثة، وزيادة المساحة التي تسمح بتعليم اللغة العربية الفصحى، وليست اللهجات العامية مع ضرورة  إعداد كتاب في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال، من خلال ما ورد في الكتاب والسنة النبوية.