لعبة الإرهاب.. ولعنته !

ألعاب الحروب أرض خصبة لتجنيد الإرهابيين
ألعاب الحروب أرض خصبة لتجنيد الإرهابيين

محادثات «البلاى ستيشن» أسرع طريق لداعش.. يصعب مراقبتها

 

الخبراء: «وسيلة فعالة لنشر التطرف»

 

يجلس فى إحدى زوايا الغرفة وعيناه مشدودتان نحو شاشة صغيرة، تمضى ببريق متنوع من الألوان البراقة المتحركة، ويداه تمسكان بإحكام على جهاز صغير ترتجف أنامله الصغيرة مع كل حركة، وتتحرك اصابعه بعصبية على أزرار وكله آذان صاغية لأصوات وصرخات داخل عالم افتراضى غير العالم الحقيقى.

 

ولكن احذر فإن كنت من مدمنى البلاى ستيشن او احد من ابنائك او اخوك الصغير فقد اصبحت «لعبة للإرهاب» واسرع طريق للانضمام لداعش والمنظمات الإرهابية.. نعم هذه العناصر المتطرفة والمجرمين الإلكترونيين، يقومون بانتحال صفة أطفال، ويتسللون إلى الصغار أثناء اللعب معهم.

 

بالتأكيد هو بيزنس ضخم وصناعة تقدر قيمتها بنحو 125 مليار دولار.. الا ان جهاز «بلاى ستيشن 4» أصبح اداة يستخدمها أعضاء تنظيم داعش لتسهيل التواصل بينهم والتجهيز للعمليات الإرهابية حول العالم، حيث يصعب تعقبه ومراقبته مقارنة بتطبيقات التواصل والدردشة التى يمكن التجسس عليها لكثرة عدد المستخدمين، والذى يقدر بعشرات الملايين .

 

فهناك اكثر من 110 ملايين شخص فى العالم يمتلكون الجهاز من ضمنهم اكثر من 70 مليونا شهريا، ويسمح الجهاز بإرسال الرسائل بين المستخدمين والتحدث مع اللاعبين فى عدة ألعاب، البداية حينما يقوم العنصر المتطرف بشراء الجهاز، ثم إنشاء حسابه الخاص، قبل أن يعمد إلى التواصل وإجراء محادثات مع غيره من العناصر المتطرفة مستغلًا خاصية السرية والأمان التى توفرها الشركة صاحبة الجهاز الترفيهى لتجنيد افراد جدد او الاتصال ببعضهم البعض.

 

فقد كشفت التحقيقات فى حوادث باريس الإرهابية منذ سنوات ان الإرهابيين قاموا باستخدام محادثات اجهزة «بلاى ستيشن 4» فى التواصل مع بعضهم نظرا للرقابة القوية على مواقع السوشيال ميديا المختلفة لتخلف العملية نحو 130 قتلا وأكثر من 300 مصاب وقتها. 

 

علاوة على احداث الشغب التى تحدث هذه الأيام فى باريس والتى اكدت تقارير صحفية ان اصحاب «السترات الصفراء» يستخدمون «الشات» او محادثات اجهزة البلاى ستيشن 4 فى التواصل مع بعضهم البعض وبعيدا عن الرقابة القوية والموجودة على السوشيال ميديا.

 

وفى مصر قامت الدنيا ولم تقعد حينما تم الإعلان عن نسخة لعبة «pubg» على اجهزة البلاى ستيشن 4 والتى اصابت الشباب بالهوس خلال الأيام الماضية لتقرر الشركة بانها ستطرح اللعبة على الجهاز بعيدا عن اجهزة الموبايل الذكية، وهنا ندق ناقوس الخطر فمن الممكن ان يتم استغلال هوس ملايين الشباب والأطفال من محبى هذه اللعبة بالدخول الى محادثات اللعبة عبر حسابات البلاى ستيشن ويقوم الإرهابيون بإعداد جيش جديد من الدواعش بعيدا عن اعين الرقابة، فهذه الألعاب الإلكترونية تحوى بين طياتها جانبًا آخر لا يقل فى خطورته عن الجانب التواصلى، حيث تتمكن بعض العناصر المتطرفة من توليد أفكار هجومية وعدوانية جديدة.


وتقول د. نادية رجب استاذ الاجتماع والعلاقات الأسرية إن هذه الألعاب تؤدى فى بعض الأحيان إلى تنامى روح العزلة لدى الأطفال، كما تؤدى هذه الألعاب إلى حب الانتقام وإيذاء الآخرين، وطالبت بإحكام الرقابة على بعضها نظراً لتعاظم وخطورة ما تحتويه من مشاهد عنف وأفكار هدامة تعتمد على تحدى القانون وتدمير المبانى والسرقة والقتل فى الألعاب، فهى تجسيد ودعاية خطيرة للإرهاب الإلكترونى ووسيلة فعالة للتأثير على العقول ونزع قيم المحبة والخير ونشر التطرف واستبدالها بأفكار عنيفة تنعكس على النشء والجيل القادم.