تعرف على تفاصيل «هدية» وزير الأوقاف للرئيس السيسي

الرئيس السيسي خلال احتفالية المولد النبوي
الرئيس السيسي خلال احتفالية المولد النبوي

قدم وزير الأوقاف د.محمد مختار جمعة، هدية كتابين من أحدث إصدارات الوزارة في مسار التجديد إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وقال وزير الأوقاف - في كلمته خلال احتفال وزارة الأوقاف بمناسبة المولد النبوي الشريف - إن الكتاب الأول بعنوان «الفهم المقاصدي للسنة النبوية»، ويتناول كيفية التعامل مع كثير من إشكاليات الفهم المختلط.

 

وأشار إلى أن الكتاب الثاني يأتي تحت عنوان «الفكر النقدي بين التراث والمعاصرة نحو نظرية عربية معاصرة في النقد الأدبي»، ويشير إلى إيمان وزارة الأوقاف بالتنوع الثقافي، وأهمية الأبعاد الثقافية والانفتاح على الآخر، والحفاظ على ثوابت الهوية الثقافية.

 

وتنفرد «بوابة أخبار اليوم» بنشر تفاصيل الكتابين، في شكل مختصر:

 

«الفكر النقدي بين التراث والمعاصرة.. نحو نظرية عربية معاصرة في النقد الأدبي»

 

خلال الكتاب يتناول وزير الأوقاف العلاقة بين التراث والمعاصرة في الفكر النقدي، مؤكدًا أنها ليست علاقة عداء أو قطيعة، ولن تكون لأن الوسطية التي يحملها الإسلام منهجًا ثابتًا في كل مناحي الحياة.

 

وأشار إلى ضرورة الالتزام بالمنهج الوسطي، لأنه إن أمسكت بالوسط استقام لك الطرفان، بدون إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تقصير، مدونًا: «نحن لا نتعصب للقديم لمجرد قدمه، ولا نسلم زمام عقلنا للتقليد الأعمى دون أن نمعن النظر فيما ينقل إلينا أو يلقى علينا».

 

وقال خلال مقدمة الكتاب، أنه بالتمعن في قراءة التراث النقدي قراءة واعية منصفة لوقفنا على كثير من كنوزه ونفائسه، والتي لا تقل حيوية وأهمية عن حركة الحياة الأدبية والنقدية في القرنين العشرين والحادي والعشرين سواء في أوروبا أم في عالمنا العربي، وأن القضايا التي تناولها النقاد العرب القدماء لم تمت بموتهم، والكثير منها ما زال حاضرًا بقوة في ثقافتنا الأدبية والنقدية، مؤكدًا أن العلاقة بين القديم والحديث يمكن أن تكون علاقة تكاملية، وليس شرطًا أن تكون علاقة إقصاء أو صراع.

 

وأفاد بأن النقاد المحدثين والمعاصرين فصلوا ما أجمله النقاد القدماء وحاولوا تقنينه، وأن الفارق بين رؤية القدماء والمعاصرين للسياق هو أن القدماء انصبت عنايتهم على دراسة الكلمة وموقعها من الجملة، أو دراسة الجملة وموقعها من النص، وما يعتريها من تقديمٍ أو تأخيرٍ، أو حذفٍ أو ذكرٍ، أو فصلٍ أو وصلٍ، ونحو ذلك، في حين تطلب المحدثون والمعاصرون تجاوز هذه النظرة الجزئية إلى دراسة سياقية تنظر بعين الاعتبار إلى النص برمته، وتعمد إلى ربط السياقات المختلفة بعضها ببعض، ولا تقتصر على مجرد الربط بين هذه السياقات، بل تخرج من هذا الربط بسمات وخصائص متميزة، غير أن دراساتهم التطبيقية وإن حاول بعضها مقاربة بعض النصوص بصفة شمولية فإن أكثرها لا يكاد يخرج في مقاربته التحليلية أو النقدية عن تناول القدماء لنصوصهم .

 

واستكمل بأن تناول المحدثين المنصفين للعدول لا يخرج عن تناول القدماء له إلا في بعض التفصيلات وشيء يسير من التنظير الذي تقتضيه طبيعة العصر، وأن فهم الأسرار الكامنة وراء علاقات الحضور والغياب يمكن أن يسهم في تشكيل رؤية ناضجة لدى كل من المبدع والناقد بأهمية إعمال الفكر في سلسلة البدائل التي يمكن أن ترقى بالنص إلى مستوى أفضل.


وأشار إلى أن النقاد القدماء كانوا على وعي كبير بمفهوم كثيرٍ من المصطلحات النقدية الحديثة، وإن لم يخوضوا في تعريفها، أو يقفوا عند تحديدها ذلك التحديد العلمي الدقيق الذي اقتضته طبيعة الدراسات النقدية الحديثة وسُنّة التطور العلمي .

 

الكتاب الثاني: «الفهم المقاصدي للسنة النبوية»


يدور حول وقوف البعض عند ظواهر النصوص دون تجاوز الظاهر الحرفي لها إلى فهم مقاصدها ومراميها، ويقعون في العنت والمشقة على أنفسهم.


وينصح خلاله وزير الأوقاف الوقوف على فقه وفهم مقاصد السنة النبوية المطهرة المشرفة، بما تحمله من وجوه الحكمة واليسر، وعرضها على الناس لتغيير تلك الصورة السلبية التي سببتها أو سوقتها الأفهام والتفسيرات الخاطئة للجماعات الإرهابية والمتطرفة والمتشددة ورؤى أصحاب الأفهام السقيمة الجامدة المتحجرة على حد سواء.

 

ويشير إلى تأكيد العلماء والفقهاء والأصوليون على أهمية فهم المقاصد العامة للتشريع، وأنها الميزان الدقيق الذي تنضبط به الفتوى ومسيرة تجديد الخطاب الديني معًا، فقد أكد كثير من أهل العلم المعتبرين أن الأحكام في جملتها بنيت على جلب المصلحة أو درء المفسدة أو عليهما معًا.

 

وأضاف أن رأي العلماء يقول بأن من المصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول الخمسة فهو مفسدة، ودفعه مصلحة.

 

ولفت إلى أن المقاصد العامة للسنة النبوية تتسق مع المقاصد العامة للقرآن الكريم، وبفهم مقاصدهما نجد أن المقاصد العامة للإسلام أنه دين ورحمة وسماحة وتيسير وإنسانية، موضحًا أن أهل العلم أكدوا أن كل ما يحقق هذه الغايات الكبرى هو من صميم الإسلام، وما يصطدم بها أو يتصادم معها، يتصادم مع الإسلام وغاياته ومقاصده وفطرته السمحة النقية.

 

وأشار خلال مؤلفه إلى أن علماءنا وفقهاءنا أقروا عددًا من المبادئ والمقاصد العامة في صورة قواعد كلية وأخرى فرعية، وهي أننا في حاجة إلى قراءة مقاصدية عصرية للسنة النبوية، تتواكب مع روح العصر ومستجداته، وتقرب السنة النبوية العظيمة إلى الناس بدلاً من تلك الأفهام والتأويلات التي تنفر الناس من السنة، بل من الدين نفسه ولا تقربهم منها ولا منه.

 

ويفتح الكتاب الباب أمام قراءات واجتهادات عصرية للسنة النبوية المشرفة يقوم بها أهل العلم والفقه المتخصصون، بحيث تراعى ظروف ومتغيرات الزمان والمكان والأحوال والأشخاص واضعين نصب أعينهم ما قرره الأصوليون والفقهاء من أنَّ الفتوى قد تتغير بتغير الزمان أو المكان أو أحوال الأشخاص أو المستفتين.

 

ويوضح أنَّ ما كان راجحًا في عصر وفق ما اقتضته المصلحة في ذلك العصر قد يكون مرجوحًا في عصر آخر إذا تغيرت ظروف هذا العصر وتغير وجه المصلحة فيه، وأن المُفْتَى به في عصر معين، وفي بيئة معينة، وفي ظل ظروف معينة، قد يصبح غيره أولى منه في الإفتاء به إذا تغيّر العصر، أو تغيّرت البيئة، أو تغيّرت الظروف، ما دام ذلك كله في ضوء الدليل الشرعي المعتبر ، والمقاصد العامة للشريعة ؛ وكان صادرًا عن من هو - أو من هم- أهل للاجتهاد والنظر.

 

ويستعرض وزير الأوقاف في مؤلفه بعض النماذج التطبيقية للقراءة العصرية للنص النبوي محاولا بذلك إنارة الطريق وتمهيد السبيل أمام مزيد من الدراسات في هذا الاتجاه، ولفت النظر إلى ضرورة التفكير وإعمال العقل عند قراءة للنصوص وصحيح السنة المشرفة وثابتها، مع التفريق بين النظر إلى النص وإلى ما كتب حوله من شروح أو حواش أو رؤى عامة أو خاصة، فلا نضفي على الشرح قداسة النص، ولا نلبس المتغير ثوب الثابت.